من سيقود خط هجوم ريال مدريد، يبدو السؤال الأكثر إلحاحاً في كل صيف والذي لاتمل الصحف من طرحه منذ تعاقد الإدارة مع النجم بنزيما، وفي هذا الموسم عاد أخيراً نجم ريال مدريد الشاب موراتا لأحضان ناديه القديم بعد تقديمه لسنوات جيدة في صفوف يوفنتوس ونجاحه في حجز مركز أساسي رفقة منتخب بلاده، ليكون أمام التحدي الأبرز وهو إثبات نفسه كلاعب أساسي في هجوم الميرنجي، هاذا المركز الذي ظل عصياً على أبرز المهاجمين في العالم ليبقى محجوزاً بإسم النجم الفرنسي بنزيما، الذي استطاع بطريقة ما-ولدهشة الجميع- في التحليق وحيداً في هذا المركز مزيحاً عن طريقه أي منافس بل ومبعداً عن ذهن مسؤوليه أية أفكار تخص شراء مهاجمين أكثر نجاعة وتألقاً منه مثل أجويرو أو ليفاندوفيسكي أو حتى سواريز، وبالتالي لايبدو أن الشاب موراتا وبالرغم من تألقه الأخير سيشكل هاجساً كبيراً للدولي ذو الأصول الجزائرية بعدما نجى من مطالب وضغوطات لشراء من هو أكثر ثقلاً منه فنياً أو حتى إعلامياً.

لكن وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول أحقية بنزيما بالمركز الأساسي في الهجوم المدريدي، فإن فكرة خوض موسم آخر دون مهاجم بديل كفوء تبدو قمة بالإستهتار من قبل الإدارة المدريدية، خاصة أن الفريق لايمتلك بالفعل أي بديل جاهز لثلاثي الBBC، وينتظر النادي الملكي موسم طويل مليء بالمنافسات التي تحتاج لدكه ذات ثقل تفعل عملية المداورة بكفائه وتقي موسم الفريق من شر الإصابات، ولابد من عدم نسيان العقوبة التي تتربص بموسم ريال مدريد، حيث لو نجح في إبعادها عنه في سوق الانتقالات الأخيرة فلن يضمن عدم ثبوتها لموسمي انتقالات قادمين، لذلك وسواء قررت الإدارة الاحتفاظ بنجمها الشاب في صفوف الفريق أو بيعه في صفقة أكثر إغراءً، فلابد من ضمان وجود البديل المناسب في دكة الفريق، وهذه لن تكون بالمهمة السهلة نظراً لعقدة وجود بنزيما.

hi-res-2e1762e40b8ccd8a16ddd77e8ee30b58_crop_north

لماذا يعتبر وجود بنزيما عقدة في هجوم الريال؟

بدايةً لا خلاف على أهمية المهاجم الفرنسي الفنية وقيمته في أرض الملعب، نظراً لتفاهمه الكبير مع نجم الفريق الأول رونالدو، وكذلك كون أرقامه التهديفية في آخر السنوات جيدةً جداً يحلم بها أي نادي كبير، لكن المشكلة تكمن في أن أداؤه الجيد في أعوامه الأخيرة جاء بعدما تفرد في هذا المركز وحصل على الكثير من الدعم والثقة من بيريز وزيدان، أي أنه لايحفز بالمنافسة وبالتالي يصعب جلب نجم كبير لينافسه، ومع مشاكله الأخيرة مع القضاء الفرنسي التي حرمته من المشاركة في اليورو الأخير مع منتخب بلاده الذي نجح في الوصول للمباراة النهائية من غيره، يبدو أنه سيحتاج للمزيد من الدعم والثقة من مدربه وإدارة فريقه، وإذا أخذنا بعين الاعتبار كونه ليس الأفضل على الإطلاق بمركزه أو أن مهامه على أرض الملعب ليست مستحيلة على العديد من النجوم، فسيعتبر الاحتفاظ بالنجم الفرنسي صفقة ذات تكلفة عالية مليئة بالمخاطر، خاصة أنه ليس محمياً من الإصابات أو التعقيدات والمشاكل خارج أرضية الملعب.

المشكلة الأخرى في وجود بنزيما تكمن أن أبرز مزاياه هو في تفاهمه وتألقه مع رونالدو، وبالرغم من أهمية الدون وثقله في الفريق إلا أنه لم يعد قادراً على حمل الفريق على أكتافه وحده، النجم البرتغالي تجاوز الثلاثين من عمره ويحتاج لمهاجم متميز يضاهيه شراسة وطموح في تسجيل الأهداف.

1449686606_extras_noticia_foton_7_1

الحل؟

قد يبدو الحل الأسهل هو الذي تطلبه الجماهير منذ الأزل وهو التخلص من بنزيما لصالح مهاجم ذكي مثله لكن مع نجاعة وحسم أكبر، حيث ينجح في أن يكون حلقة وصل مثالية بين بيل ورونالدو سواء بصناعة الأهداف أو استغلال مهارة الثنائي في التمرير ليسجل من أنصاف الفرص، وهذا بالتحديد ما يفتقر إليه لاعب ليون السابق وماتحتاجه كتيبة زيدان أكثر من أي وقت مضى.

الحلول الأخرى والتي يبدو أن الإدارة تطلع إليها  قد تكون بالاستمرار بالوضع الحالي والاعتماد على رونالدو من حين لآخر في مركز المهاجم في حال غياب بنزيما لإصابة أو خلافه، وربما جلب جناح بديل لخيميس في حال بيعه أو تجديد الثقة في هذا الأخير، أي ضخ الثقة في التشكيلة الفائزة بأبطال أوروبا مع بعض التحسينات الطفيفة. حل آخر يكمن في الاكتفاء بوجود موراتا كبديل جيد جداً لبنزيما، ويبدو هذا خياراً معقولاً شريطة نجاح الإدارة بإقناع الشاب الأسباني أن يلعب دور المهاجم الثاني واستغلال الفرص التي تتاح له عند غياب البنز أو إراحته، وهذه خطوة قد تكون صعبة لكن عواقبها ستكون مغرية جداً حال نجح نجم أكاديمية الريال في استغلالها، فلو استطاع فرض نفسه على تشكيلة زيدان بتألقه سيضمن تواجده الدائم في قائمة أفضل 23 لاعب في العالم، وسيكون حقق أقصى مايمكن له تحقيقه بتواجده في تشكيلة بطل أوروبا وأحد أقوى الأندية في العالم.

هذا الصيف، وبالرغم من كونه مثقل بعبء هذا التساؤل من جديد، إلا أنه قد ينجح بحل العقدة وإنهاء الجدل حول هذا المركز في حال نجح موراتا بتثبيت أقدامه في القلعة البيضاء، أو في حال قررت الإدارة الملكية تقليل المخاطر وجلب نجم كبير لقيادة خط الهجوم بجوار بنزيما أو موراتا.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك