لا شك أن مباريات الكلاسيكو طافِحة وريّانة ، بالعديد من الذكريات المفرحة والمحزنة لمشجعي برشلونة وريال مدريد ، وهي المواجهة التي تحظى بشعبية جارفة في مختلف بقاع الأرض ، ولا تقتصر على الدوري الإسباني فحسب ، خاصة في ظل تواجد أفضل لاعبين في العالم ، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي .
وإذا أمكننا سبر أغوار ذاكرة عشاق برشلونة قبل لقاءات الكلاسيكو ، فإنها لا تكاد تخلو من تفاصيل المباراة التاريخية التي انتصر فيها الفريق الكتالوني على ريال مدريد بخماسية نظيفة على ملعب الكامب نو ، خلال موسم 2010/2011 .
وعلى الرغم من أن المباراة لم تحسم بأي شكل من الأشكال لقب بطولة الدوري الإسباني التي احتفظ بها برشلونة لموسمين متتاليين ، إلا أنها شكلت صفعة قوية لكرامة ريال مدريد ، نظراً لأنها لم تكن متوقعة على الإطلاق ، خاصة مع قدوم المدرب البرتغالي مورينيو ” قاهر برشلونة ” كما يسمونه في مدريد ، والذي لم يستطع التماسك هو وفريقه في كامب نو ، ليتجرع مرارة الفشل الذريع على مضض .
وكان برشلونة هو فارس الكلاسيكو الأول وصاحب الكلمة العليا في تلك الليلة الساحرة ، حيث قاد نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي طموح زملائه الذين استحقوا كل الإشادة بإحرازهم خمسة أهداف تلاعبوا خلالها بكبرياء خصمهم ريال مدريد ، من توقيع تشافي هيرنانديز وبيدرو رودريجيز ودافيد فيا (هدفين) وجيفرين .
واعترف جوزيه مورينيو عقب اللقاء بأن الهزيمة كانت الأثقل له في تاريخه كمدرب ، وطالب لاعبيه بعدم البكاء على الخسارة ، فيما تجاوز لاعبو ريال مدريد تعليمات مدربهم الذي طالبهم ليلة المباراة بـ ” الخروج باللقاء في مظهر حضاري ومساعدة الحكم بتقديم كرة جميلة دون الخروج عن النص ” .
وأسفرت المواجهة الخاصة بين نجمي الكرة العالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو ، على تفوق الأول الذي صال وجال في الملعب وسدد قذيفة في القائم خلال دقائق المباراة الأولى ، إضافة لصناعته الهدفين الثالث والرابع لزميله دافيد فيا ، وبدا ذلك التفوق واضحاً مع الضرب المتعمد لمدافع ريال مدريد سيرجيو راموس لميسي في الدقائق الأخيرة من المباراة وتعرضه للطرد .
فيما اكتفى صاروخ ماديرا بتسديدتين من كرات ثابتة ، وانفراد تصدى له فيها فيكتور فالديز بكل حماسة ، بعدما أثار رونالدو حفيظته إثر دفع المدرب جوارديولا بيده لرفضه منحه الكرة ، ليصبح كريستيانو شخصاً غير مرغوب فيه من قبل جماهير برشلونة .. وربما ما أسعد ميسي أنه أمتع الجماهير بتمريراته الساحرة وتلاعبه بالدفاع الأبيض الذي فشل في التعامل معه رغم تعليمات مورينيو .
ومن المعروف أن المدرب البرتغالي اعتبر نفسه أيضاً شخصاً غير مرغوب فيه في كامب نو بعدما تسبب في خروج البلاوجرانا من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما كان مدرباً لإنتر ميلان الإيطالي ، وقال إنه لن يقود أبداً فريقاً مثل برشلونة .
الكلاسيكو الأخير للأسطورة إنييستا .. فيديو وداعي
