نجح برشلونة في التتويج بلقب الدوري الإسباني بشكل رسمي ، بعد انتصاره على ديبورتيفو لاكورونيا ، بأربعة أهداف مقابل هدفين ، في اللقاء الذي احتضنه ملعب الريازور ، برسم فعاليات الجولة 35 من مسابقة الليجا الإسبانية .
وإليكم أبرز الملاحظات التي خرجنا بها من هذه المباراة ..
أهم ما في مباراة اليوم هو تتويج برشلونة باللقب بتلك النتيجة الكبيرة في ملعب الريازور ، ما سيجعله يدخل مباراة الكلاسيكو بحالة معنوية كبيرة .. أما على مُستوى الأداء ، فالحقيقة أن أداء الفريق لم يخرج عن المألوف حيث ظهرت نقاط القوة المعروفة لدى الفريق شأنها شأن نقاط الضعف .
عاد برشلونة في مباراة اليوم ليرتكب بعض الأخطاء الدفاعية الساذجة والتي غابت عنه في نهائي كأس ملك إسبانيا ضد إشبيلية ، والسبب في رأيي كان تدني مستوى جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي وظهورهما بصورة مخيبة جداً مرة أخرى ، ولكم أن تتصوروا كيف ظهر اللاعبان وهما مُنكشفان أمام مُهاجمي ديبورتيفو لاكورونيا الذين يمتازون بالسرعة .. مُترابطة صحيحة بين لاعبين من فريق الريازور كانت كفلية بفك شفرة الدفاع الكتالوني والانفراد بالحارس تير شتيجن .
ليونيل ميسي كان مهماً جداً في مُباراة اليوم بعد أن خرجت من قدميه جل الكرات الخطيرة لبرشلونة .. حيث كان البرغوث الأرجنتيني دائم التواجد وراء لويس سواريز وأحياناً يميل للطرف الأيمن ، وهي وضعية تُعطيه رؤية مثالية لانطلاقات زملائه في ظهر المُدافعين ، فكانت تمريراته البينية تخلق بعد المشاكل لمُدافعي ديبورتيفو لاكورونيا .. ميسي في رأيي كان الأفضل من دون منازع في لقاء اليوم ، وقد طرز أداءه بثلاثية شخصية جعلته متفوقاً على محمد صلاح في سباق الحذاء الذهبي .
لا غبار على تطور برشلونة في الدقائق الأخيرة من المباراة ، فالأمور لم يكن بإمكانها أن تسير بشكل أسوأ بعد هدف التعادل من ديبورتيفو لاكورونيا ، لكن الحقيقة أن تسيير إرنستو فالفيردي للوضع يبقى ضعيفاً في رأيي .. الواقع يقول إنه لم يقم بأي تغيير تكتيكي لإضافة شيء في التنشيط الهجومي ، ولم نر سوى بعض الروتوشات التي مكّنت الفريق من الحصول على بعض الفرص ، أهمها كان إشراك دينيس سواريز الذي أذهلني أداؤه وكان وراء هدفي ليونيل ميسي .. ما يعجبني في اللاعب الإسباني أنه كلما استلم الكرة ، إلا وتجده يتجه لمرمى الخصم مباشرة ، محاولاً التوغل ومنح الفريق حلولاً إضافية ، وهو أمر يفتقد له العديد من اللاعبين في خط وسط البلاوجرانا .
فريق ديبورتيفو لاكورونيا يستحق من دون شك تحية كبيرة على المباراة البطولية التي قدمها اليوم والتي تأتي لتشير إلى أنه فريق منظم وشجاع ويملك أفكاراً تجعله يهدد مرمى أي فريق في الدوري الإسباني ، وأعتقد أنه لو لعب رجال كلارينس سيدورف بهذا النهج منذ منتصف الموسم على الأقل ، لما هبطوا للدرجة الثانية ولحافظوا على مكانتهم بين أندية الصفوة .
الطريقة الدفاعية التي نهجها سيدورف أمام برشلونة في مباراة اليوم مثيرة للإعجاب وتستحق الإشادة ، فكثيراً ما شعرنا وكأننا أمام فريق كرة يد يُدافع .. المدرب الهولندي اعتمد ” دفاع المنطقة ” والذي مكنه من تغطية الأروقة بشكل ممتاز مع وضع عدد كافٍ من اللاعبين في العمق .. الأمر كان فيه بعض الخطورة لأن ذلك يُتيح للاعبي برشلونة اللعب على مشارف منطقة الجزاء ويُتيح لهم إمكانية التسديد من بعيد وكذلك خلق الثغرات اعتماداً على المهارات الفردية ، لكنه على العموم قلص من خطورة السداسي الفتاك في صفوف البلاوجرانا .
في الأخير .. أقول هنيئاً لعشاق برشلونة الذين استحقوا هذا التتويج عن جدارة ، إذ حافظ فريقهم على هدوئه منذ بداية الموسم ونجح في تحقيق الانتصارات تلو الأخرى ، أقول لهم أيضاً إن التتويج بالثنائية إنجاز كبير ولا يمكن أن تنغص فرحته ظروف أو شوائب أخرى .. هنيئاً لكم .
لمتابعة الكاتب على فيسبوك :
