فالفيردي في برشلونة .. حينما يتحول موسمك إلى كابوس خلال مباراة واحدة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • إرنستو فالفيردي

    لم يكن انتقاد إرنستو فالفيردي من قبل أي شخص أمراً هيناً قبل أسبوع واحد فقط من الآن، أي عملية انتقاد للمدرب الباسكي كانت تجعل المنتقد في مرمى هجوم عشاق برشلونة المعجبين بعمله، أرقام المدرب الإسباني والانتصارات التي يحققها فريقه في الموسم الحالي منحته ثقة الكثيرين من عشاق البرسا، بل ومن عشاق الأندية الأخرى أيضاً.

    لكن الهزيمة التاريخية أمام روما بثلاثة أهداف دون رد قلبت الأوضاع رأساً على عقب، كثيرون أصبحوا ضد إرنستو فالفيردي ويطالبون بإقالته، بينما هناك قلة من تدافع عنه.

    لا نستطيع إنكار بأن خروج برشلونة من دوري الأبطال بهذه الطريقة أمر لا يمكن السكوت عنه أو تقبله، روما ليس بالفريق الكبير والتفوق عليه بنتيجة 4-1 ذهاباً من المفترض أن ينهي أي إمكانية لقلب التأخر في لقاء العودة، لذلك فإن فالفيردي يلام على هذه النتيجة خصوصاً أنه لم يحاول تعديل الأوضاع حينما كانت امباراة تفلت من يديه.

    نعم الخروج ضد روما سيء جداً .. لكن يجب أن لا ننسى البطولات المحلية

    لو كان برشلونة يقدم مستوى سيئ في الدوري الإسباني وبعيد عن التتويج باللقب لقلت حينها أن الجماهير لديها كل الحق بمطالبة الإدارة بإقالة فالفيردي في نهاية الموسم، لكن هذا ليس هو الحال وليس هو واقع الفريق.

    ما يفعله برشلونة في الدوري الإسباني أمر استثنائي، الفريق لم يخسر خلال 32 جولة، ويملك فرصة أن يحقق أعلى رصيد نقطي في تاريخ المسابقة متخطياً حاجز 100 نقطة، كما يملك فرصة أن يحقق اللقب بدون أي هزيمة في إنجاز تاريخي. لا ننسى أنه تفوق على ريال مدريد في عقر داره بثلاثية، مثلما تفوق على فالنسيا وأتلتيكو مدريد اللذان نافساه على اللقب في الموسم الحالي.

    هذه النتائج لم تكن تنتظرها جماهير برشلونة في بداية الموسم، الفكر السائد حول البرسا في بداية الموسم كان يتحدث عن معاناته بشدة، لكن النتائج أتت مغايرة للتوقعات رغم أن الإدارة لم تعزز الصفوف كما يجب خلال الصيف، وهو ما يحسب للمدرب الإسباني.

    بالطبع ليونيل ميسي ثم أندريه تير شتيجن لهما دور هام وحاسم في تحقيق برشلونة كل هذه الإنجازات، لكن هل لنا أن نتساءل عن سبب عدم تأثير ذلك على نتيجة روما رغم تألق شتيجن؟ السبب ببساطة أن المدرب أخطأ في تلك المباراة، بينما قام عمل إيجابي في غيرها، لذلك يجب أن لا يتم التقليل من حجم إنجازه التاريخي في الليجا لأن مسابقة ليست بالسهلة.

    skysports-leo-messi-barcelona_4279290

    مدربون عمالقة وقعوا ضحية للريمونتادا

    ليس فالفيردي وحده من تعرض لهذه الصفعة المدوية بريمونتادا تاريخية، كارلو أنشيلوتي تلقى نفس الصفعة في ميلان عام 2004 ضد ديبورتيفو لاكورونا رغم أنه امتلك فريق جداً حينها ويحتوي على العديد من النجوم البارزة، لاكورونا قلب تأخره 1-4 إلى فوز 4-0 في لقاء العودة.

    بيب جورديولا هو الآخر وقع ضحية لموناكو الموسم الماضي الذي تفوق عليه 3-1 في لقاء العودة بعد الخسارة ذهاباً بنتيجة 3-5 ليقصيه من المسابقة.

    نتحدث هنا عن إثنان من أفضل مدربي العالم خلال السنوات الأخيرة، ومن ضمن الأفضل في التاريخ، وقدموا مستويات مذهلة في دوري الأبطال، رغم ذلك وقعوا ضحية لبعض الأخطاء المشتركة مع لاعبيهم وخرجوا من الباب الضيق في المسابقة الكبرى في عالم الأندية.

    لا ننسى أن مدربين عمالقة آخرين تلقوا هزائم قاسية أمام فرق متوسطة بالماضي في دوري الأبطال، جوزيه مورينيو مثلاً سقط سابقاً أمام بوروسيا دورتموند برباعية، وفي الموسم الحالي سقط أمام إشبيلية، فابيو كابيلو تعرض للكثير من الهزائم، يوهان كرويف وأريجو ساكي، وغيرهم الكثير.

    لذلك إطلاق أحكام مطلقة معتمدين على مباراة واحدة أمر لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال.

    lionel-messi-ernesto-valverde-cropped_1g3oovogrvzmc1ibgxr8cu4viz

    موجة الغضب محقة في بعض الأمور

    رغم إقراري بأن عمل فالفيردي يجب أن يتم احترامه بطريقة أفضل ويجب أن يحصل على فرصة أو حتى فرص أخرى في برشلونة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن يجب الإقرار في ذات الوقت بأن الجماهير محقة في بعض الجوانب التي انتقدته فيها.

    شخصياً، لطالما أبديت استيائي من بعض الجوانب في برشلونة حينما كان يحقق الانتصارات وحتى حينما تفوق على روما 4-1 في لقاء الذهاب، الواقعية المبالغ بها من المدرب لا يمكن أن تناسب فريق بحجم برشلونة.

    المسألة ليست “كبسة زر” أي أنك لا تستطيع تغيير عقلية فريق هجومي في ليلة وضحاها لتجعله فريق واقعي جداً وأقرب للدفاعي في بعض الأحيان، هذا التغيير سيؤدي إلى اختلال في منظومة الفريق في بعض اللحظات الحاسمة، وهو ما حصل ضد روما.

    الواقعية المبالغ بها يمكن أن تؤدي للتراخي حينما يظن الفريق أن الأمور محسومة، فبدلاً من أن يتحول الفريق لمجموعة مقاتلين في الجانب الدفاعي للحفاظ على تقدمهم يتحولون إلى مجموعة كسالى لا يطبقون تعليمات المدرب كما يجب، فما تعلموه لسنوات وسنوات أنهم يجب أن يهاجموا بجميع الأحوال.

    ربما يكون لدى اللاعبين الحافز للتجاوب مع مدربهم في بعض الأوقات بأداء واجب دفاعي أو متوازن وواقعي، لكن لن يكون التجاوب حاضراً على الإطلاق حينما تكون في لقاء محسوم.

    AS Roma v FC Barcelona - UEFA Champions League Quarter Final Second Leg

    كما أن برشلونة حتى لو واصل مشواره في دوري الأبطال لن يكون محبباً مشاهدته يدافع بلاعبين إثنين على الجبهة اليمنى، ليس محبباً أن يتم تكبيل الظهيرين ومنعهم من التقدم لأداء الواجب الهجومي لأن ذلك سيحد من قدرة الفريق على الانتشار في الملعب، التنويع، التوغل إلى منطقة الجزاء، وبالتالي سيخل ذلك بمنظومة برشلونة التي بدأت منذ عام 1990 بالكرة الشاملة ثم تحولت إلى تيكي تاكا.

    نعم، لا يستطيع فالفيردي تطبيق أداء هجومي هادر مثل الذي طبقه بيب جوارديولا وبنفس الإجادة لعدة أسباب، أولاً هو لا يملك أفكار بيب، وثانياً لا يملك اللاعبين القادرين على تطبيق هذه الأفكار بنفس الإجادة. في ذات الوقت هذا لا يعني أن يبالغ بالواقعية، فليس كل فريق هجومي يطبق تيكي تاكا بيب جوارديولا، هناك فرق تقدم عمل هجومي ممتع بأسلوبها الخاص، أو ببعض لمسات الفكر الكروي الشامل من هولندا أو تيكي تاكا بيب.

    فالفيردي يستطيع أن يطبق أسلوب هجومي أفضل بكثير من الأسلوب الذي طبقه بالموسم الحالي، يستطيع أن يخلق منظومة عمل أفضل هجومياً، وهذا ليس مطلب أن يفعله أو يتركها، هذا مطلب يجب عليه تطبيقه لأن فلسفة النادي في عالم كرة القدم ليس هو من يرسمها إنما ترسم بعمل مدربين لسنوات طويلة، وأجيال متتالية من اللاعبين، وفكر كروي تشربته الجماهير وأطفال أكاديمية النادي، ولا يستطيع مدرب التغاضي عن كل ذلك بقرار شخصي منه.

    الخلاصة .. فالفيردي يجب أن يستمر لكن مع تعديل في النهج على أرض الملعب

    فالفيردي يستحق الاستمرار في برشلونة، هذه حقيقة لا جدال فيها، لكن في ذات الوقت هو مطالب بأن يواكب أكثر الكرة الهجومية التي تطبقها بعض الفرق المنافسة، كما مطالب بأن يقترب أكثر من متطلبات عاشق البرسا الذي يحب أن يرى فريقه يتسيد الملعب وليس فقط يحقق الانتصار بأي طريقة ممكنة.

    هنا يقع الدور على إدارة برشلونة، هي بحاجة لأن تري المدرب هذا الجانب، وبنفس الوقت تجدد الثقة به، ثم تقدم لها الأموال لكي يعزز صفوف الفريق باللاعبين المناسبين للمرحلة المقبلة.

    إرنستو فالفيردي .. هل يستحق الإقالة من برشلونة؟ .. فيديو