ليونيل ميسي

ليلة الخميس الماضي ، استضاف ملعب كامب نو واحدة من أكبر مباريات برشلونة خلال الموسم الجاري في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس إسبانيا ضد فالنسيا ، لكن المدرجات كانت شبه فارغة رغم مشاركة اللاعبين الأساسيين مثل ليونيل ميسي، لويس سواريز، أندريس إنيستا وحتى فيليب كوتينيو.

وتسائل العديد من مشجعي برشلونة عن الأسباب التي أدت إلى تواجد سوى 50،959 شخصاً في ملعب كامب نو ، رغم أن القدرة الاستيعابية تصل إلى 99،000 متفرج ، وهو سؤال طرح على إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة بعد نهاية المباراة ، حيث افترض عدة أشياء مثل وقت المباراة المتأخر والأجواء الباردة جداً.

ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير عن حضور تلك المباراة هو الجو البارد ، حيث وصلت الحرارة إلى ست درجات مئوية مع تساقط الأمطار بين الحين والآخر ، بالإضافة إلى أن قرعة الدور نصف النهائي من كأس إسبانيا جرت قبل ستة أيام على بداية اللقاء ، ولهذا لم تحصل العائلات على الوقت اللازم لشراء التذاكر.

ومع ذلك، فإن مستوى الضعف الجماهيري في ملعب كامب نو ليست مشكلة فريدة من نوعها هذا الموسم ، حيث بلغ متوسط الحضور في موسم 2017-2018 ما مجموعه 64،218 متفرج ، وهو أدنى مستوى في العقد الماضي وصولاً إلى 77،527 مفترج في الموسم الماضي ، فيما تؤكد بعض المصادر أن عزوف الجماهير ربما يعود لمشاكل اقتصادية.

وامتلىء ملعب كامب نو مرة واحدة فقط هذا الموسم بحضور 89،514 متفرج ضد ريال مدريد في ذهاب كأس السوبر الإسباني ، مما يعني أن ملء أكبر ملعب في أوروبا ليست مهمة سهلة بالنسبة إلى نادي برشلونة ، إلا أن الحضور المنخفض بشكل خاص خلال هذا العام له أسباب متعددة ، وهنا يمكننا الحديث عنها بالتفصيل.

واحدة من هذه الأسباب هو ما يتعلق بانخفاض أعداد السياح نتيجة الهجوم الإرهابي في لاس رامبلاس في آب / أغسطس الماضي ، والتخوف من الانفلات الأمني في قضية استقلال إقليم كتالونيا ، مما تسببت في انخفاض أعداد الزيارات السياحية للمدينة بنسبة 13.9 بالمئة ، وبالتالي كان له تأثير تدريجي في بيع تذاكر الدخول إلى ملعب كامب نو ومتحف برشلونة.

ويمكن القول أن هاتين المسألتين لا تنطبق فقط على السياح ، بل على السكان المحليين أيضاً الذين بدأوا في العزوف عن حضور المباريات وخصوصاً في وقت متأخر بعد الهجوم الإرهابي في شهر أغسطس الماضي ، وهو ما اعترف به نائب رئيس النادي جوردي كاردونر وقال : “ربما تكون هناك رغبة أقل في التمتع بكرة القدم لأن الناس مشغولون بأشياء أخرى”.

وتعتبر قضية أسعار التذاكر من بين أهم الأسباب التي تدفع الكثيرين لعدم الدخول إلى ملعب كامب نو بسبب المغالاة في الأسعار التي تتراوح ما بين 40 إلى 60 يورو أمام الأندية الصغيرة والمتوسطة ، وهو سعر مكلف للغاية حتى بالنسبة للسياح وللكثير من السكان المحليين الذين أصبحوا يفضلون رؤية مباريات برشلونة على شاشة التلفاز بدلاً من الذهاب للملعب.