رونالدينيو خلال زيارته مدينة دبي في عام 2008

كثيرة هي المقالات التي نشرت عن اللاعبين الذين يعتبرون مكروهين من جماهير كرة القدم بشكل عام وخاصة في الدوريات الأوربية الخمس الكبرى ، لكن المقالات التي تتطرق إلى اللاعبين المحبوبين من جانب الجماهير تكاد تكون على أصابع اليد ومن بينهم رونالدينيو.

ومن المعروف أن هناك بعض اللاعبين في هذا العالم الذين لا يمكن إلا أن تكره أسلوبهم لأسباب عديدة ، لكن هذا الرجل لا يمكن أن تنسى ابتسامته ، كيف لا وقد حصل على حفاوة دائمة من المشجعين وحتى من جماهير ريال مدريد التي صفقت في البرنابيو لعبقريته.

وهنا نستعرض 5 أسباب جعلتنا نعشق النجم البرازيلي رونالدينيو:

* كان فناناً بكل معنى الكلمة.

Ronaldinh-Barcelona-2020144

تسجيل الأهداف يعتبر الهدف الرئيسي في لعبة كرة القدم ، ويمكن القول أنه يشبه عملية كسب المال بشكل رئيسي للكثيرين في هذه الحياة ، ومع ذلك ، فإن أهم شيء بالنسبة إلى رونالدينيو كان السعادة على أرض الملعب أكثر من مجرد تسجيل الأهداف أو الفوز في المباراة.

ولهذا السبب فقد عاصر النجم البرازيلي رونالدينيو الملايين من عشاق كرة القدم وقد شاهدوا أن التركيز الرئيسي بالنسبة إليه هو رسم الابتسامة على وجوه الجماهير في الملعب وعبر شاشات التلفاز ، وحتى امتاع زملائه على أرض الملعب من خلال مراوغاته التي كانت ذكية.

رونالدينيو كان يرقص مع الكرة ، وكان يجعل لاعبي الفريق الخصم يرقصون معه مثل الرقص مع فتاة في حفلة موسيقية ، الأمر الذي يجعل الجميع سواء في الميدان أو عبر الشاشات يراقبون كل كبيرة وصغيرة يقوم بها الساحر البرازيلي الذي كان بحق فنان على مستوى كرة القدم.

* دائماً مبتسم حتى في أصعب الظروف.

Ronaldinh-Barcelona-2020145

هناك بعض اللاعبين الذي يبتسمون عندما تكون الظروف صعبة للغاية ، والسؤال هو كيف يستطيع هؤلاء الابتسام رغم الخسارة في مباراة مصيرية أو الدخول في حسابات معقدة أمام نادٍ ما في البطولات الكبرى ، ربما هي أكثر من مجرد ابتسامة ولكن من الصعب جداً تفسيرها.

يمكن القول أن ابتسامة البرازيلي رونالدينيو كانت تظهر دائماً سواء عند الفوز أو الخسارة ، وبغض النظر عن الوضع أو اللحظة التي يعيشها فريقه ، حتى عندما يلعب برشلونة منقوصاً من لاعب طرد ظلماً نراه يبتسم ، كما إنه كان يفعل ذلك عند الخروج من مصاباً أو عند استبداله.

تلك الابتسامة الجميلة جداً جعلت جميع المشاهدين يشعروا بها ، والتي كانت بمثابة ضحكة إيجابية من خلال الأسنان الكبيرة المشرقة التي امتدت من الأذن إلى الأذن ، والتي جعلت حتى أشد خصومه معجبة به وبأخلاقه مثلما حدث على ملعب سانتياجو برنابيو في الكلاسيكو.

* الاستمتاع بالحياة.

Ronaldinh-Barcelona-2020146

أحد الأسباب التي حرمت نجم برشلونة السابق من أن يصبح أفضل لاعب في كل العصور هي الطريقة التي كان يعتمد عليها في حياته خارج الملعب ، حيث أن حبه في الاستمتاع في الحياة والإكثار من السهرات الليلية ساهم في ابتعاده عن الأندية الأوروبية الكبيرة في لحظات مهمة من مسيرته.

وعلى سبيل المثال ، كان رونالدينيو قادراً على تسجيل هاتريك في مباراة واحدة ، ثم توجه مباشرة إلى مجموعة من أصدقائه للسهر في احدى النوادي الليلية حتى لو خسر فريقه المباراة ، وهو الأمر الذي أدى إلى مغادرة برشلونة بناء على طلب بيب جوارديولا في أول موسمه له في النادي.

وتعرض النجم البرازيلي لانتقادات عنيفة على وجه التحديد عشية مباراة برشلونة ضد مانشستر يونايتد في إياب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا على ملعب أولد ترافورد بسبب السهر مع أصدقائه حتى الفجر بدلاً من التركيز على نفسه والاستعداد للمباراة ، حيث كانت متعة السهر تعادل متعة اللعب.

* التأقلم بسهولة مع أي ملعب كرة القدم.

Ronaldinho-Maradona-20201444

كما ذكرنا سابقاً ، فقد كانت رؤية رونالدينيو على أي ملعب كرة القدم بمثابة فرحة للمشاهدين بسبب الطريقة التي يلعب بها والسحر الذي ينثره على أرض الميدان ، لذلك كان يتوافد الالآف من أجل شراء التذاكر في حال تأكد لهم مشاركته في مباراة مع برشلونة في البطولات الكبرى.

وكان رونالدينيو يتأقلم بشكل مدهش على أي ملعب سواء مع برشلونة أو مع منتخب البرازيل ، فيما كان هذا التأقلم السريع يسفر عن العديد من الأهداف واللحظات التي تشهد بعض المراوغات السحرية التي كانت تلاقي اعجاب الجماهير ، حتى لو كان في أسوأ حالاته فنياً أو بدنياً.

ومن المثير هي العناوين التي كانت تضعها الصحف الإسبانية بعد المباريات التي يخوضها برشلونة ، ومنها على سبيل المثال عنوان صحيفة “سبورت” في عام 2005 بعد الفوز في مباراة الكلاسيكو والذي جاء على النحو التالي : “هل كان رونالدينيو ملاكاً أرسله الله لنا لكي يجعلنا سعداء”.

* مصدر إلهام للجميع.

Ronaldinho-AC-Milan-20041458

الجميع كان يشاهد قدرات رونالدينيو السحرية في الميدان ، الأمر الذي كان يجعل الكثير من الجماهير وحتى أعضاء الجهاز الفني للفريق الخصم يشدون شعرهم من حجم الموهبة التي كان يتمتع بها ، مما جعله مصدر إلهام بالنسبة إلى اللاعبين الشباب وزملائه على أرض الملعب.

رونالدينيو جاوشو كان بمثابة معشوق للملايين من مشجعي كرة القدم ، والذي ربما جذب الملايين من حول أنحاء العالم إلى شاشات التلفزيون لمشاهدة سحره مع منتخب البرازيل ونادي برشلونة ، ولهذا السبب كان أكثر من مجرد لاعب كرة قدم والذي نتمنى أن نشاهد مثله مرة أخرى.

للتواصل مع الكاتب ..

الإيميل .. [email protected]