إرنستو فالفيردي

حينما تحصل على الفرصة الأولى لك لتدريب أحد الفرق الكبرى المنافسة على الألقاب المحلية في أقوى بطولات الأندية حول العالم، فحينها سيصل طموحك إلى عنان السماء، إرنستو فالفيردي لا شك بأنه كان أسعد شخص في العالم حينما تم اختياره لتولي تدريب برشلونة.

فالفيردي اسم معروف في الكرة الإسبانية، سواء كلاعب حيث ارتدى قمصان برشلونة وإسبانيول وأتلتيك بيلباو، أو حتى كمدرب في ظل توليه تدريب العديد من الأندية الإسبانية المنافسة مثل فياريال، إسبانيول، فالنسيا، بيلباو.

فالفيردي معروف جيداً في إسبانيا وربما خارجها، لكنه ليس من أبرز المدربين في العالم، ولم يكن لاعباً بارزاً أيضاً، إنجازاته التدريبية في إسبانيا تنحصر في قيادته إسبانيول إلى نهائي الدوري الأوروبي موسم 06\2007 وتحقيق لقب كأس السوبر الإسباني لصالح بيلباو عام 2015، فيما كانت سنواته الذهبية في أوليمبياكوس اليوناني حينما حقق لقب الدوري 3 مرات والكأس مرتين.

على الصعيد التكتيكي يبدو فالفيردي مدرب مختلف نسبياً عن فلسفة برشلونة في السنوات الأخيرة التي أوجدها بيب جوارديولا، إرنستو يؤمن باللعب المباشر والعامودي اتجاه المرمى حين امتلاك الكرة بدون تأخير حتى لو كان هناك مخاطرة بخسارتها، بينما يؤمن جوارديولا بالبناء الطويل الأمد للهجمات واللعب عرضياً لأطول فترة ممكنة لتحطيم المنافس نفسياً، تكتيكياً، ثم الإجهاز عليه، مع حرمانه من الكرة ومنعه بالتالي من تسجيل الأهداف.

إرنستو فالفيردي

إرنستو فالفيردي

فالفيردي أيضاً لديه فلسفة مختلفة تماماً حين التعرض للضغط العالي من المنافس، فهو يميل أكثر لفكرة نقل الكرة للمساحة الفارغة بأسرع وقت ممكن عبر التمريرات الطويلة اتجاه المهاجمين، ولا يؤمن كثيراً بفكرة تناقل الكرة في مناطق فريقه والتدرج بها عبر المثلثات والتمريرات القصيرة حتى الوصول لمشارف منطقة المنافس.

وربما نعتقد أن الضغط العالي متشابه في تطبيقه بين المدربين، لكن الحقيقة ليست كذلك، فالفيردي يطبق الضغط بنية استعادة الكرة وسط حالة انعدام التوازن من المنافس ثم التوجه بشكل مباشر نحو مرماه بأقصر طريق ممكن.

لكن جوارديولا يتبع الضغط حتى يستعيد الكرة من المنافس وليس شرط أن يتجه نحو مرماه مباشرة بعد ذلك إلا إن كان هناك فرصة محققة لتسجيل الهدف، بيب يتخذ ذلك أيضاً كأسلوب لمنع المنافس من شن الهجمات المرتدة بأريحية بسبب اندفاع فريقه بعدد كبير من اللاعبين نحو الأمام.

وحين الحديث عن الهجمات المرتدة فيجب الإشارة إلى أن بيلباو يضرب بها كثيراً في عهد فالفيردي، السبب بأن المدرب كان يترك مساحة شاغرة بين 4-5 لاعبين في المقدمة يمارسون الضغط العالي، و بقية اللاعبين القريبين من منطقة جزاء فريقهم، المساحة بين المجموعتين تكون شاسعة وغير مغطاة بشكل جيد مما يمنح بعض المنافسين الحرية لشن الهجمات المرتدة.

في جميع الأحوال يبقى فالفيردي يملك أفكار واضحة وفعالة في عالم كرة القدم، ويستطيع تقديم الإضافة لبرشلونة، لكن مشكلته الرئيسية تكمن في الحالة النفسية السيئة للفريق والإحباط الذي ينتابه جراء تفوق ريال مدريد ورحيل نيمار دا سيلفا، مع تدني جودة بعض اللاعبين ضمن صفوفه، عوامل تزيد من صعوبة الموقف على إرنستو وتضعه في تحدي معقد.