رحيل نيمار .. هل نشهد بداية انهيار الليجا ؟

رامي جرادات 15:05 29/07/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نيمار

    وصلت الليجا الإسبانية أوج تألقها في السنوات الماضية، وتحديداً مع بداية حقبة جوسيب جوارديولا في برشلونة ثم وصول فلورنتينو بيريز إلى ريال مدريد في ولايته الثانية، بالإضافة إلى تفجر مفاجأة متمثلة بأتلتيكو مدريد الذي بات يصنف ضمن أقوى 5 أندية بالعالم.

    ورغم محاولات البعض بإظهار الدوري الإنجليزي بأنه الأقوى على مستوى العالم من حيث الشعبية وشدة التنافس، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، فقيمة ريال مدريد وبرشلونة لا يضاهيا في إنجلترا سوى مانشستر يونايتد المترنح مؤخراً، كما أن البطولة تضم 6 لاعبين ضمن قائمة أكثر 10 لاعبي شعبية على مستوى العالم (أصبحوا 5 بعد رحيل خاميس)، ونتائج محركات البحث تؤكد كل هذا، أما بخصوص التنافس فشاهدنا في السنوات الماضية كيف كان يُحسم اللقب في الجولة الأخيرة في الوقت الذي كان ينهي فيه بطل البريميرليج على خصومه قبل جولتين أو ثلاثة.

    لكن هناك مؤشرات خطيرة تهدد تربع الليجا على عرش قمة الكرة الأوروبية والعالمية، أهمها أنباء رحيل نيمار نجم برشلونة الذي يعد اللاعب رقم 1 بعد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فإذا صدقت التقارير وغادر المهاجم البرازيلي البرسا فإن ذلك سيشكل ضربة قوية للبطولة بشكل عام وليس للنادي الكاتالوني فقط.

    نيمار يصنف على أنه اللاعب الثالث الأكثر شعبية على مستوى العالم، ويرى الكثيرين بأنه سيكون خليفة رونالدو وميسي للفوز بجائزة الكرة الذهبية بالسنوات القادمة، فمستواه بعيد جداً عن منافسيه مثل أنتوان جريزمان، وجاريث بيل، إدين هازارد، باولو ديبالا ألخ.

    بالتأكيد رحيل لاعب واحد فقط لن يؤثر على بطولة بحجم الليجا خصوصاً وأنه ما زال هناك العديد من النجوم الكبار في الغريمين وفي أتلتيكو مدريد أيضاً، لكن هذا لن يدوم طويلاً، وخلال سنوات قليلة فقط ستخسر البطولة المزايا التي حظيت بها في العقد الأخير.

    البداية ستكون مع نيمار، بعد ذلك سنشهد رحيل رونالدو وميسي أو اعتزالهما، ومن هنا، ستفقد الليجا الهالة الإعلامية المخيفة التي كانت تحيط حولها طيلة سنوات الازدهار، وستعود مجرد بطولة قوية لا أكثر ولا أقل.

    الأمر لا يتعلق ببرشلونة وريال مدريد فقط، فهناك أتلتيكو مدريد أيضاً الذي نعلم جميعاً أن عودته كنادٍ صف ثاني هي مجرد مسألة وقت، فبمجرد رحيل دييجو سيميوني ستتوالي الصدمات ويرحل نجم بعد الآخر، ويعود الصراع ثنائياً بعد أن أضاف الروخي بلانكوس نكهة خاصة للبطولة.

    ومن العوامل الأخرى التي تشير إلى تراجع قيمة الليجا مستقبلاً، هي الثورة التي تقوم بها أندية الدوري الإيطالي على رأسها ميلان، وبدرجة أقل الإنتر وروما ونابولي، فيبدو أن القائمين على صناعة الكرة في إيطاليا أدركوا سبب تخلفهم، وبات هناك تحركات واضحة للعودة إلى القمة مجدداً، وبحسب ما نراه الآن، فإن سنوات الظلام للكالتشيو شارفت على النهاية.

    كذلك يجب أن لا ننسى الفضائح الضريبية التي انفجرت في آخر 3 سنوات ووصلت إلى الذروة في الموسم المنصرم، وتزامن معها وجود شبهات فساد في الاتحاد الإسباني برئاسة تيباس.

    القدوم إلى الدوري الإسباني لن يكون مغرياً للنجوم في المستقبل بعد رحيل أو اعتزال ميسي ورونالدو، لاسيما وأن الضرائب في إسبانيا مرتفعة جداً مقارنة بالدول المنافسة، وهذا أيضاً مؤشر خطير وهام يوضح لنا ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب.

    النقطة الأخيرة المتعلقة في هذا الأمر هو اختفاء المدربين الكبار من الليجا، أو بمعنى أصح اختفاء المدربين الذين تحيطهم هالة إعلامية كبيرة، باستثناء زيدان وسيميوني لا يوجد مدرب قادر على خطف الأضواء من اللاعبين، ونحن نعلم أن زيدان سيخرج من الباب الخلفي في النهاية كما حدث مع أسلافه، كذلك الأمر بالنسبة لسيميوني المتوقع رحيله في أي وقت وسط العروض المغرية التي تنهال عليه من أندية إيطاليا وإنجلترا.

    بالتأكيد هذه مجرد تخمينات مبنية على بعض المعطيات المطروحة الآن، فحتى هذه اللحظة الليجا هي محور الحديث في الإعلام الرياضي والأكثر قيمة من حيث جودة النجوم وقوة الأندية التي سيطرت على البطولات الأوروبية بشكل كاسح مؤخراً.

    تابع : مباريات اليوممباريات الغدمباريات الأمس