هل إنريكي هو السبب في نجاح المواسم الماضية أم ثلاثي MSN فقط؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انقضى موسم الصعاب والمشاكل والنتائج السيئة لبرشلونة، موسم بدأ بشكل سيئ جداً لكنه انتهى بلقب بطولة حفظت ماء وجه لويس إنريكي، كأس ملك إسبانيا أنقذ موسم البرسا وأعاد الابتسامة على وجوه عشاق الفريق حول العالم الذين اعتادوا على تحقيق الألقاب الكبرى في المواسم الأخيرة.

    إنريكي أنهى مشواره مع برشلونة بلقب كأس الملك، لكنه في نظري ونظر الكثيرين السبب الرئيسي في النتائج السيئة التي تحققت في بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، لويس بدا فاقداً للاتزان في معظم فترات الموسم وساهم بشكل واضح في تردي نتائج فريقه خلال بعض المباريات.

    في ذات الوقت لا يعني الحديث عن أخطاء إنريكي في الموسم الحالي بأن المدرب كان سيئاً جداً في المواسم الماضية، وبمعنى أصح، لا يعني ذلك بأن لويس ليس له علاقة بما تحقق في الموسمين الماضيين حينما احتكر لقب الدوري الإسباني، وظفر بلقب دوري أبطال أوروبا.

    من غرابة كرة القدم أن يكون الموسم السيئ هو الدليل على النجاح في السابق، في الحقيقة أرى أن الموسم الحالي دليل على أن لويس كان له دور حقيقي في تطور مستوى برشلونة في الموسمين الماضيين، وله دور رئيسي في حصد الألقاب، بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها.

    الكثيرون يحيلون النجاح إلى ثلاثي خط الهجوم MSN (ميسي، سواريز، نيمار) لكن حتى تكون هذه المعادلة صحيحة، فيجب على هذا الثلاثي أن يكون قد قدم مستوى سيء جداً في الموسم الحالي على صعيد الحسم وتسجيل الأهداف لكي يعتبر دليلاً على الإخفاق ما دام كان السبب الرئيسي في النجاح، لكن هل هذه ما حدث ؟

    الأرقام هي دائماً من تجيب على أي سؤال أو استفسار، فلو عدنا إلى موسم تحقيق الثلاثية 14\2015 سنجد أن ثلاثي خط الهجوم قدم عمل جبار جداً على صعيد تسجيل الأهداف حيث سجلوا سوياً 122 هدف في مختلف البطولات، كما صنعوا 66 هدفاً مجتمعين (بعض الأهداف مكررة فيما بينهم بين الصناعة والتسجيل).

    هذه الأهداف والحصيلة الهجومية كان لها دور هام جداً في حسم الألقاب لصالح برشلونة، لا يوجد أي عاقل يستطيع التشكيك بذلك، لكن في ذات الوقت لا يعني ذلك بأن الثلاثي كان السبب الوحيد في حصد الألقاب.

    محصلة ثلاثي خط الهجوم تهديفياً في الموسم الحالي توضح ذلك، حيث سجلوا مجتمعين 111 هدف في 157 مباراة، أي أقل بـ 11 هدف فقط عن إنجازهم قبل موسمين، وهو رقم ليس بالكبير بالنسبة 3 لاعبين مجتمعين، كما صنعوا 66 هدف، وهو نفس العدد من الأهداف الذي صنعوه قبل موسمين.

    الأرقام المتشابهة على صعيد تسجيل وصناعة الأهداف توضح بما لا يدعو للشك بأن مشكلة برشلونة لم تكن هجومية في الثلاثي خلال الموسم الحالي، بل تمثلت في الفريق الذي عمل معهم، وهو ما تسبب في التراجع خلال الموسم الحالي، أخطاء الفريق يتحملها إنريكي ثم بقية اللاعبين الذين تراجع مستواهم.

    برشلونة قبل عامين لم يكن مجرد ثلاثي خط هجوم كما يخيل للبعض، وإلا لكن حقق الثلاثية مرة أخرى بأهداف MSN التي أتت غزيرة في الموسم الحالي أيضاً، ما حصل أن إنريكي فقد تركيزه تحت الضغط، فقد الرغبة في العطاء، واللاعبون أصبحوا أقل تجاوباً مع تعليماته عما كان الحال قبل عامين.

    موسم 14\2015 كان يملك خلاله برشلونة منظومة متكاملة لتنفيذ الواجبات الدفاعية بأسلوبين، الضغط العالي على المنافس لاستعادة الكرة، والتراجع للخلف بعشرة لاعبين أحياناً لإغلاق المساحات أمام المنافس حين امتلاكه الكرة، حدث ذلك ضد العديد من المنافسين في مباريات القمة مثل مواجهات سان جيرمان، بايرن ميونخ، يوفنتوس، ريال مدريد، وغيرها.

    العمل الذي كان يقوم به الفريق هو الركيزة الأساسية في النجاح وليس الحسم أمام المرمى فقط، ما بقي ثابتاً في الموسم الحالي هو مردود ثلاثي خط الهجوم وما تغير هو ظهور النزعة الفردية في برشلونة وغياب العمل الجماعي كمنظومة متكاملة لتحقيق الانتصارات، فظهرت العيوب وأصبح من الصعب جداً تحقيق الانتصار في بعض المباريات المعقدة، وبالتالي خسر البرسا لقبي الدوري ودوري الأبطال.

    إنريكي كما أكرر وأعيد هو الملام الأول على غياب العمل الجماعي وعلى ظهور النزعة الفردية في برشلونة خلال الموسم الحالي، هذه حقيقة واضحة، فثلاثي خط الهجوم لم يعد لهم أي دور دفاعي حقيقي لا في استعادة الكرة ولا في إغلاق المساحات أمام المنافس، وبوسكيتس أصبح في الغالب وحيداً في خط الوسط للتعامل مع هجمات المنافس المرتدة وسط تقاعس زميليه في خط الوسط، والظهيرين لا يستطيعان تقديم الإضافة هجومياً ودفاعياً على حدٍ سواء.

    الحقيقة السابقة لا يستطيع أحد إنكارها، لكنها تؤكد الحقيقة الأهم، ثلاثي MSN أبهر العالم بقيادة ميسي مجدداً في الموسم الحالي ورغم ذلك لم يستطع الصمود في البطولات الكبرى، مما يعني أن المدرب كان له الدور الرئيسي في صعود الفريق إلى القمة قبل موسمين.