الإدارة وعدم السير على خُطى بيب و كرويف

محمد هشام 16:00 22/04/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بيب جوارديولا و كرويف

    يعاني برشلونة على مستوي النتائج منذ فترة , حيث خرج من دور ربع النهائي على يد السيدة العجوز و يقع خلف المتصدر ريال مدريد في الدوري الاسباني. أما من حيث الأداء , فالفريق لم يعد يُقدم الأداء المعتاد عليه منذ رحيل بيب جوارديولا عن البلوجرانا .

    عدم السير على خُطى بيب و كرويف :

    منذ تولي تاتا مارتينو لمنصب المدير الفني للبلوجرانا , و هوية الفريق و النادي في تلاشٍ مُستمر , فلا أقصُد هنا بهوية الفريق هي عدم فوزه و احرازه للبطولات فحسب , بل أقصُد بكلمة “هوية” طريقة لعب و أسلوب و فلسفة النادي . حيث , يتخلى الفريق الكتالوني شيئاً فشيئاَ عن طريقة لعبه و أسلوبه من الاستحواذ , التمركز , الضغط و اللعب التموضعي .

    أصبح الفريق مباشرا في اللعب في ولاية تاتا مارتينو , فالفريق لم يعُد يستحوذ , يضغط و يبني اللعب في الخلف مثلما في عهد بيب , بل كل هدفه الوصول للمرمى بأي شكل من الأشكال مهما كانت الوسيلة أو الطريقة , صحيح أن ” الكورة اجوال” ولكن من  الممكن أن تفوز و تحرز بطولات بطريقة لعب تمتع الجماهير . فهدف الجماهير الأول و سبب حضورهم للمبارايات هو الاستمتاع . أيضا , لماذا يتذكر التاريخ دائماً ميلان ساكي و لا يتذكر ميلان كابيلو ؟ لأن ميلان ساكي كان يُقدم كورة ممتعة و كان للفريق أسلوباً واضحا في اللعب من الضغط و التمركز و خلافه . مع العلم , أن فابيو كابيلو جلب بطولات عدة للروسينري و لكن لم يضع بصمة واضحة للفريق مثلما التي وضعها ساكي مع الميلان.

    لويس إنريكي و جوارديولا

    لويس إنريكي و جوارديولا

    أما من حيث اللوتشو , فالنادي حقق معه حتى الأن ثمانية بطولات قابلة للزيادة خلال ثلاث مواسم .ولكن ,لنضع لغة الأرقام و الأحصائيات جانبا , فالفريق الكتالوني تحت قيادة انريكي يعاني بشدة في مسألة التمركز و بناء اللعب تحت الضغط و بخلاف ذلك , يلعب الفريق تحت قيادته لعبا مباشرا إلى حد ما و يعتمد على الفرديات بشكل كبير بالاضافة إلى اهمال دور خط الوسط للغاية و قصر دوره فقط على التغطية مما أدى إلى اعتماده على ميسي و نيمار في بناء اللعب و عدم الاستفادة بهم هجوميا بشكل واضح مع عدم التنوع الخططي و التكتيكي .

    المشكلة في من ؟

    من الممكن بالنسبة لبعض الأشخاص حصر مشكلة الفريق في المدرب . نعم, المدرب من أهم أسباب معاناة الفريق و لكن يكمن لُب المشكلة في الأدارة و ذلك لعدة أسباب منها : اهتمامها بالجانب الاقتصادي بشكل مبالغ به , مع عدم وجود شخصية و نفوذ لها عكس ادارة خوان لابورتا , فدائماً يقع على النادي و اللاعبين عقوبات مبالغ بها و التربص للاعبين بمشاكل الضرائب على عكس الغريم ريال مدريد . بالاضافة إلى ذلك , بيعها لداني ألفيش و عدم اعطاءه قيمته و عدم جلب بديل له , فالفريق يعاني بشدة في هذا المركز . أيضا عدم الاهتمام باللامسيا و اغفال دور و أهمية الشباب و البراعم .

    المدرب الجديد :

    وجدت الصحف و الجرائد مادة “دسمة ” للحديث عنها منذ اعلان لويس انريكي رحيله عن النادي الكتالوني مع نهاية الموسم الحالي , حيث ارتبط اسم عدة مدربين بمنصب المدير الفني لبرشلونة ككومان مدرب ايفرتون , أرسين فينجر , خورخي سامباولي , توماس توخيل , فالفيردي و اونزي مساعد لويس انريكي و بسبب عدم فقه الأدارة بشئ في المجال الرياضي و اختياراتهم الخاطئة , فشرف منصب المدير الفني للبلوجرانا سوف يذهب لفالفيردي أو خوان كارلوس أونزي و هذا يعتمد على البطولات التي سوف يحصل عليها النادي الكتالوني مع نهاية الموسم .

    في رأي , يجب أن يذهب شرف هذا المنصب لتوماس توخيل أو خورخي سامباولي , فالأول مدرب يحمل “DNA” برشلونة و من قلائل المدربين المؤمنون باللعب التموضعي و أهمية الاستحواذ و الضغط بالاضافة إلى تطلعه على الثقافة الأوروبية و متابعته لبرشلونة بيب . أما سامباولي و ذلك بسبب التنوع الخططي و التكتيكي لديه و ايمانه أيضا باللعب التموضعي و الاستحواذ و أهميتهما مع وجود مُلهم بيب جوارديولا خوانما ليو على الخط بجانبه بالاضافة إلى حصوله على الخبرة اللازمة في الدوري  الاسباني بتدريبه لاشبيليه .

    يجب على الإدارة اختيار مدرب يلائم أسلوب و فلسفة البلوجرانا , فشكل المدرب الجديد هو من سيحدد اذا سوف يعود النادي الكتالوني إلى اسلوبه , فلسفته و سابق عهده أم لا . فنعم كرويف رحل عن عالمنا و رحل عن برشلونة ولكن يجب على النادي عدم التخلي عن فلسفته و مبادئه التي وضعها في الفريق , فالمؤرخون يقسمون تاريخ برشلونة إلى مرحلتين : ما قبل و بعد كرويف .