بيكيه وانتقاد التحكيم .. عندما تتجزأ المبادئ

رامي جرادات 12:59 27/02/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جيرارد بيكيه

    جيرارد بيكيه، يمكن اعتباره أكثر شخص انتقد الحكام في تاريخ كرة القدم بالشراكة مع جوزيه مورينيو، فلا تمر بضعة جولات إلا وخرج لنا بتصريح مثير أو تغريدة هجومية يتهم فيها الحكام بالتآمر على برشلونة ومساعدة ريال مدريد كي يفوز بالألقاب.

    المدافع الإسباني لم يفوت فرصة التعليق على ما حدث في مباراة ريال مدريد وفياريال يوم أمس بعد أن احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لمصلحة الريال جاء منها هدف التعادل قبيل أن يتم تسجيل هدف الفوز في وقت لاحق.

    ونشر بيكيه تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر اقتبس فيها صور للصحف المدريدية تؤكد فيها عدم صحة ركلة جزاء ريال مدريد، وتوضح أيضاً بعض الأخطاء التحكيمية التي تم ارتكابها في مباريات أخرى ضد برشلونة وأخطاء أخرى لمصلحة الفريق الملكي، مشيراً إلى أن تلك الأخطاء تسببت بفقدان فريقه 8 نقاط.

    ربما يرى البعض بيكيه صاحب قضية ويدافع عن حق فريقه المهدر، وقد يراه البعض الآخر صريحاً ويقف أمام الظلم، كما قد تظن فئة أخرى أن المدافع الإسباني يفعل كل ذلك لمحاولة إدخال التكنلوجيا إلى اللعبة من أجل التقليل من هذه الأخطاء، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالمدافع الإسباني لا يعلق على الأخطاء التحكيمية إلا إن كانت لا تصب في مصلحة الغريم أو تسببت في تعثر فريقه.

    بعض الصحف ادعت أن ليونيل ميسي استحق الطرد في مباراة ريال سوسيداد في ذهاب ثمن نهائي كأس الملك هذا الموسم، ورغم أن اللقطة لم تستوجب حصول البرغوث على بطاقة صفراء بحسب رأي الأغلبية، لكن ما كان غريباً هو تعليق بيكيه بعد المباراة حينما قال “لا داعي للحديث عن التحكيم، فهذا الأمر شائك”.

    لن نعود للحديث عن الفضائح التحكيمية التي صبت في مصلحة برشلونة خلال العقد الأخير سواء في الليجا أو دوري أبطال أوروبا، بل سنتحدث عن هذا الموسم فقط، فقبل بضعة أسابيع فقط عبر البرسا إلى نهائي كأس ملك إسبانيا بعد إلغاء هدف صحيح بنسبة 100% لأتلتيكو مدريد، ورغم ذلك لم يعلق بيكيه على الحادثة إطلاقاً.

    برشلونة خسر بعض النقاط بالفعل بسبب التحكيم هذا الموسم، وما فضيحة ريال بيتيس إلى أكبر دليل على ذلك، لكن في الوقت ذاته استفاد من هذه الأخطاء أيضاً في مناسبات أخرى، مثل هدف ريال سوسيداد الصحيح في الليجا والذي تم إلغاءه بداعي التسلل، أو هدف لويس سواريز في شباك فالنسيا الذي جاء من تسلل واضح وساهم في فوز فريقه في نهاية المطاف.

    هدف لويس سواريز الذي جاء من تسلل واضح في شبك فالنسيا

    هدف لويس سواريز الذي جاء من تسلل واضح في شبك فالنسيا

    نعم، برشلونة قد يكون تضرر هذا الموسم أكثر مما استفاد من الأخطاء التحكيمية الفادحة، لكن هذا لا يعني أنه دائماً ما يتعرض للظلم، فلو كان هناك مؤامرة ضد الفريق فلماذا تم احتساب هدف سواريز الغير شرعي في الخفافيش وإلغاء هدف سوسيداد بداعي التسلل؟

    حتى في مباراة ريال مدريد وفياريال بالأمس، لم تكن الأخطاء التحكيمية تقتصر على ركلة الجزاء فقط، فهناك صور تؤكد عدم شرعية هدف الغواصات الثاني كون  لاعب فياريال لمس الكرة بيده عندما ارتقى فوق مارسيلو، لكن مثل هذه اللقطات لا يشاهدها بيكيه، أو بمعنى آخر، يتهرب من مشاهدتها.

    لمسة يد واضحة على لاعب فياريال في لقطة الهدف الأول

    لمسة يد واضحة على لاعب فياريال في لقطة الهدف الأول

    كل ما تم ذكره ليس الهدف منه الدفاع عن ريال مدريد أو الهجوم على البرسا، أو حتى الدفاع عن الحكام، فما يحدث في كرة القدم مؤخراً أمر مؤسف ويجب وضع حلول لتقنين هذه الأخطاء، لكن الفكرة تتلخص بالتغيير الدائم للمبادئ عند بيكيه الذي يتباكى عند كل خطأ لا يصب في مصلحة فريقه ويجعل من نفسه أعمى وأصم عند الأخطاء الأخرى التي يتم الاستفادة منها بشكل أو بآخر.

    عندما تريد أن تتبنى قضية يجب أن تكون مبادئك واحدة مهما كانت الظروف، فمثلاً لاعب مثل كارليس بويول قال عندما تم سؤاله عن الأخطاء التحكيمية بعد مباراة ريال بيتيس “يجب على اللاعبين عدم التدقيق كثيراً في هذه الأمور، ينبغي أن نساعد الحكام لأن عملهم صعب بدلاً من تصيد الأخطاء لهم، هذه الأمور تحدث دائماً في كرة القدم”، فهذه الكلمات هي من تميز لاعب يتكلم بعقله ولاعب آخر ينجر وراء ما تقوله الصحف الموالية.

    الأخطاء التحكيمية لن تنتهي، على الأقل ليس في السنوات القليلة المقبلة، وسيأتي وقت يتعرض فيه برشلونة للظلم، ويأتي وقت آخر يستفيد من تلك الأخطاء، وسنجد بيكيه يخرج لنا بتصريح أو تغريدة مثيرة في كل مرة خلال الحالة الأولى، أما في الحالة الثانية لن تجده يقول شيئاً لأنه سيكون مشغولاً بالاحتفال، فالمبادئ تتجزأ دائماً عند هذا اللاعب.