القصة الحقيقية لصورة “كرويف” يتم اعتقاله في الملعب

محمد عواد 10:48 22/02/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كرويف والشرطة

    انتشرت قبل فترة في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة يظهر فيها يوهان كرويف يتحدث لبعض رجال الشرطة الإسبانية عندما كان يلعب مع برشلونة، وكان التوتر واضحاً على الطرفين.

    المعلومة "الخاطئة المنتشرة"

    المعلومة “الخاطئة المنتشرة”

    تلك الصورة، تحولت لأحد أهم المنشورات في شبكات التواصل الاجتماعي “عربياً” مؤخراً، وكتب عليها صاحبها “اعتقال يوهان كرويف لأنه سجل هدفين في شباك ريال مدريد مما أغضب الجنرال فرانكو”، وهو ما يمكن وصفه استدامة لمشروع خرافات في عصر الديكتاتور، لأن فرانكو بالتأكيد كان ديكتاتوراً سيئاً ضد أحلام كتلونيا والباسك، لكنه لم يكن غبياً ليفعل مثل هذه التصرفات.

    وكالة جيتي للصور، ولمن لا يعرفها، فهي تعتبر أكبر وكالة صور عالمية، ولديها أكثر من 80 مليون صورة في المخزون، وتقول عن هذه الصورة التي تبيع حقوقها “في مباراة برشلونة وملقا في ملعب الأخير، الشرطة تقوم بإبعاد يوهان كرويف لما يقال عن رفضه قرار الحكم بطرده، وفي النهاية فاز ملقا 3-2”.

    ما تقوله وكالة جيتي عن الصورة

    ما تقوله وكالة جيتي عن الصورة

    صحيفة سبورت الكتلونية المؤيدة بشكل مطلق لنادي برشلونة، نشرت تقريراً عن الحكاية (مصدر)، وقالت نفس كلام وكالة جيتي، وجاء في التفاصيل “حدثت الواقعة في 9 فبراير 1975″، في الأسبوع 19 من الدوري الإسباني، وخلال الشوط الأول قام الحكم بطرد يوهان كرويف لاعتراضه على هدف سجله ملقا، وطالب بإلغائه بداعي التسلل”.

    وتضيف التفاصيل “كرويف أصر على الحكم بمراجعة حكم الراية الذي يقال أنه رفع الراية بداعي التسلل، لكن حكم الساحة رفض هذه الإشارة لأن من سجل الهدف لاعب أخر غير متسلل، ومع إصرار الطرفين على موقفهما، ذهب يوهان بنفسه لحكم الراية وحاول خلق ضغط كبير من أجل هذه الحالة، لتكون النتيجة قيام الحكم بطرده، مما زاد من غضب اللاعب الهولندي”.

    رفض كرويف الخروج، وحاول مسؤولو الملعب التدخل ومفوضي الاتحاد الإسباني، لكن لم يحصل شيء، فالنجم يرفض الخروج، مما استدعى دخول الأمن المتواجد في الملعب لاصطحابه لخارج الملعب، ليتم استكمال المباراة ويفوز ملقا 3-2، علماً أن هدف المشكلة جعل النتيجة آنذاك 2-1.

    يوهان كرويف برشلونة

    يوهان كرويف برشلونة

    يجب التذكير أن المباراة جاءت في أواخر عصر فرانكو، فهو توفي بعد أشهر قليلة من تلك الحادثة، وكان المرض قد سيطر عليه في تلك الفترة، وكانت سلطته قد ضعفت وبدأت اسبانيا بالتحول إلى الليبرالية.

    ماذا يجب أن يفعل الحكم لو رفض لاعب مطرود الخروج؟
    في ذلك الزمان، لم يكن نظام الفيفا وقوانينه مفصلاً كما هو بالشكل الحالي، وحتى الآن لا يوجد توضيح فعلي عما يجب فعله لو رفض لاعب مطرود الخروج، لكن هناك دورات تدريبية مكثفة تجعل الحكام يعرفون ما يجري، وكيف يستخدمون روح القانون للقيام بالأعمال الصحيحة.

    في الماضي، كان من الممكن الانتظار 10 ساعات حتى يخرج اللاعب وثم تستكمل المباراة، أو يتم الاستعانة بالشرطة لإخراج اللاعب، أو حتى أشخاص لا علاقة لهم بالمباراة أساساً، لكن الآن الوضع تغير تماماً.

    في الوقت الحالي، هناك مفهوم “العنصر الغريب” في القانون، وهو أي مشجع أو مدرب أو لاعب احتياطي أو مطرود أو أي شخص ليس لاعباً يدخل أرض الملعب، يعتبر عنصراً غريباً، يحاول الحكم إخراجه، وإن رأى أنه لا يستطيع يحق له طلب تدخل قوات الأمن لو كان هناك تهديد على اللاعبين الأخرين في حالة المقتحمين أو العنف المتبادل مثلاً، أو يلجأ لإجراءات أخرى.

    الإجراء الحكيم المتبع من الحكام ويتناسب مع القانون في هذه الأيام مع حالة كرويف، يتم طرده، ثم يتم إخباره بضرورة الخروج، ويتم إيقاف اللعب تماماً، ولو طالت المسألة، يعلن الحكم إيقاف اللقاء بشكل مؤقت، ويعطي الفريق الخصم فرصة لإقناع لاعبه بالخروج، ولو لم يخرج لمدة 15 دقيقة “ليست رسمية لكن تقديرية”، بإمكان الحكم إلغاء المباراة، وبالتالي يتم حسم الأمور من قبل الاتحاد التي تتبع له المباراة، الأمر الذي يؤدي عادة إلى إيقاف طويل الأمد وغرامات مالية وخسارة اللقاء.

    يحق للحكم استخدام مادة “العنصر الغريب” على اللاعب المطرود أيضاً، أي أنه يحق له استدعاء الأمن أيضاً، لأنه لم يعد جزءاً من اللعبة، لكن هناك تجنب لهذه الحالات بوضوح في مثل هذه الأيام بسبب حرص القائمين على اللعبة لخلق هوية راقية.

    تابع الكاتب في شبكات التواصل:

    سناب شات : M-awaad

    فيسبوك:

    تويتر: