أسطورة جوارديولا ودهاء إنريكي..شكرا برشلونة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لويس إنريكي

    فترات مشرقة عاشها برشلونة في فترات مختلفة رفقة عديد المدربين حقق خلالها إنجازات كبيرة محلياً وأوروبياً أهمها في آخر 10 سنوات.

    معظم جماهير برشلونة والكثير من المحللين ينسبون هذه الإنجازات لجوارديولا وإنريكي فهل تحققت هذه الإنجازات فعلاً بفضلهما؟

    مقدمة في الكرة الشاملة

    في عام 1965 تعاقد أياكس أمستردام مع مدرب هولندي صاعد إسمه رينوس ميشلز وبعد أول موسمين بدت تظهر ملامح أسلوب لعب جديد على أياكس والكرة الهولندية، كرة جماعية ممتعة تعتمد على الهجوم والدفاع بكتلة واحدة ترى فيها المهاجم مدافع والمدافع مهاجم، تبادل سلس للأدوار وتمركز سليم لكل لاعب سواء بالكرة أو بدونها.

    قضى ميشلز في أياكس 6 سنوات وفي عام 1971 انتقل لتدريب برشلونة ونقل طريقة لعبه الجميلة هناك واستمر في الكامب نو حتى عام 1975 ليعود بعدها لأياكس ودربه لموسم واحد ثم عاد لتدريب برشلونة مجدداً بين عامي 1976 و1978 وقد كان النجم الهولندي يوهان كرويف لاعباً في فريقه في أياكس وبرشلونة وقد فاز كرويف بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1971 مع أياكس تحت قيادة ميشلز.

    في يورو 1988 قاد ميشلز منتخب هولندا للفوز باللقب وكان فريقه يضم كوكبة من النجوم على غرار فان باستن وريكارد.

    بعد اعتزال كرويف توجه للتدريب وقاد برشلونة للفوز بدوري الأبطال عام 1992 بأسلوب الكرة الشاملة على طريقة معلمه الأول رينوس ميشلز وكان فريقه يضم حينها لاعب الوسط الإسباني جوارديولا، وفي تلك الفترة كان برشلونة يطبق أفكار المدرسة الشاملة على ناشئيه في مدرسة اللامسيا وكان من بينهم تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وكارليس بويول.

    استمر برشلونة بالإعتماد على المدرسة الهولندية بتعاقده مع فان جال المتوج مع أياكس بلقب دوري الأبطال عام 1995 ولعب تحت إمرته المدرب الحالي لبرشلونة لويس إنريكي، في عام 2000 وصل عدد اللاعبين الهولنديين في برشلونة ل8 لاعبين وبدأ عددهم بالتناقص حتى قدوم تلميذ آخر لميشلز وهو فرانك ريكارد وتوج مع البلاوجرانا بلقب الأبطال عام 2006.

    أسطورة جوارديولا

    D5B23306145621

    الأمر الوحيد الذي أتفق به مع الجميع هو أن جوارديولا مدرب ممتاز، لكن الحديث عن أسطورته التدريبية وتصنيفه ضمن عظماء المدربين بل ووضعه ضمن أفضل 5 مدربين كرة قدم في التاريخ فهذا إجحاف بحق مدربين صنعوا مدارس تدريبية ولم ينصفهم أحد.

    ما قدمه جوارديولا هو علم كروي تناقل بين 3 أجيال في برشلونة حتى وصل إليه وما هو إلا تلميذ نجيب لهذه المدرسة، البعض يحاول أن يصنع هالة من العظمة حول جوارديولا ولا أرى سبب منطقي لذلك، أما الحديث عن ما أضافه للفريق فهو لعبه بمهاجم وهمي دون وجود للمهاجم رقم 9 وما ساعده على ذلك وجود موهبة عظيمة بقيمة ميسي يملك حلول التصرف بالكرة حول منطقة جزاء الخصم سواء بالكرات الثابتة أو التوغل بالعمق بمهارة أو وضع كرة بينية في توقيت سليم للاعب مندفع من الخلف بعد تشتيت ذهن الخصم في كرات واحد اثنين.

    ذكرت سابقاً أن برشلونة كان يطبق أفكار المدرسة الشاملة على ناشئيه وقد وصلوا للفريق الأول وأفكارهم متشبعة بها ومدربهم الذي لعب تحت قيادة كرويف متشبع بها بالتالي النجاح جاء بمنظومة جماعية زادها وجود موهبة خارقة بقيمة ميسي تشبعت هي الأخرى بهذا الأسلوب كونه تدرج في الفئات العمرية لبرشلونة.

    في علم النفس لو أردنا تطبيق اختبار ويكسلر للذكاء على المنطقة العربية يجب تقنينه (بمعنى يجب تعديله لكي يتناسب مع عادات وتقاليد البيئة العربية) وقد تم تعديل أسئلة هذا المقياس بالفعل قبل تطبيقه على البيئة العربية، نفس المثال ينطبق على جوارديولا الذي نقل أفكاره التدريبية التي تعلمها في برشلونة للبايرن ثم السيتي دون أن يستوعب البيئة الألمانية والإنجليزية الأمر الذي منعه من تحقيق نفس النجاح الذي رافقه في كتالونيا.

    عند المدربين الذين يقدمون كرة قدم بسيطة وسلسة 4+1 يساوي 5 أما جوارديولا فيقوم بتقديم معادلة معقدة 1+1+1+1+1 وبالنهاية النتيجة واحدة لكن بمزيد من التعقيد لا فائدة منه.

    الداهية إنريكي

    تجربة تدريبية فاشلة في روما موسم 2011/2012 قاده فيها للمركز السابع في الدوري الإيطالي، ثم تجربة أخرى بسيطة في سلتا فيجو ليجد نفسه بعدها خليفة لتاتا مارتينو في برشلونة.

    3D36DD2E00000578-4224946-As_the_Barcelona_players_trudged_back_to_the_halfway_line_they_k-a-16_1487150084133

    كيف حقق إنريكي دوري الأبطال ولماذا لم يحققه مارتينو؟

    نفس الأمر وهو تطبيقه للأفكار التي تعود عليها لاعبيه منذ صغرهم والعمل بمنظومة النادي بالتالي هو بمثابة كابتن طائرة تسير بمبدأ الطيار الآلي، أما سبب إخفاق مارتينو فهو عدم استيعابه للكثير من التفاصيل في منظومة برشلونة ولو نظرنا للمدربين الذين حققوا لقب دوري الأبطال لبرشلونة سنجد أنهم 4 (هولنديان وإسبانيان) كرويف وريكارد وجوارديولا وإنريكي وجميعهم من أبناء مدرسة الكرة الشاملة.

    للهولنديبن الفضل الكبير في إنجازات برشلونة والنادي نفسه ككيان صنع أمجاد جوارديولا وإنريكي، أعترف بالقيمة الفنية لجوارديولا كمدرب دون أن أعتبره أسطورة تدريبية، أما إنريكي فإن أردنا تمجيده فعلينا أولاً تمجيد روبيرتو دي ماتيو على إنجازه مع تشيلسي بنصف موسم فقط.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك