موقع سبورت 360 – على غرار الطريقة التي أنهى بها الموسم الماضي، واصل أتلتيكو مدريد الإسباني حصد الألقاب مطلع الموسم الحالي، وذلك بعد أن تمكن من التتويج بالسوبر الأوروبي على حساب جاره اللدود ريال مدريد بنتيجة 4/2، لكن الأفضل مازال للمستقبل، وبعد أيام سيستهل الفريق موسمه في الدوري الإسباني على أرضية ملعب الميستايا أمام مُضيفه فالنسيا في مُباراة سيعمل من خلالها رجال سيميوني على اقتحام سباق التتويج باللقب المحلي بعد غياب دام حوالي أربع سنوات.

وأظهر أتلتيكو مدريد قوة هجومية كبيرة في السوبر الأوروبي بفضل الأسلحة الجبارة التي يتوفر عليها سواءً في خط وسطه أو الخط الأمامي.. فالتسجيل لم يقتصر على المهاجمين فقط، بل ساهم لاعبو خط المنتصف في تسجيل الرباعية للروخي بلانكوس، وكل ذلك قاد رجال سيميوني إلى إنهاء عقدة ريال مدريد الأوروبية، وهو ما سيحاول تكراره محلياً من خلال المنافسة على اللقب، خاصة بعد احتلاله للمركز الثاني في الموسم المنقضي.

نقاط قوة أتلتيكو مدريد:

الكل يعلم جيداً أن أتلتيكو مدريد يملك أسلوباً يجعله أحد أفضل الأندية على الصعيد الدفاعي في القارة العجوز، فالفريق المدريدي يستمد قوته من صلابته الدفاعية وقدرته على إشعار أعتى خطوط الهجوم في العالم بالضجر ثم استغلال سرعة هجماته للقضاء على خصومه.

فريق سيميوني يعمل ككتلة واحدة في التصدي لهجمات الخصم، فما إن تصل الكرة للاعب ما في النصف الأخير من الملعب حتى تجد أمامه لاعبين على الأقل، كما أنه يُحسن إقفال المساحات عبر الأروقة ويُعتبر من أميز فرق أوروبا في التعامل مع أطوار المباريات.

ولا يخفى على أحد أن أتلتيكو مدريد أدار سوق انتقالاته بطريقة رزينة، حيث عمل النادي على تطعيم صفوفه باللاعبين القادرين على تقديم الإضافة هجومياً بعد معاناة منظومة سيميوني من غياب النجاعة أمام مرمى الخصوم خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما جعله يخسر العديد من المباريات الختامية.

وأصبح أتلتيكو مدريد يملك خيارات هجومية بالجملة هذا الموسم، فالفريق قد تعاقد مع أسماء لامعة جداً هذا الصيف لتدعيم الخط الأمامي، ليمتلك الآن مهاجمين مثل دييجو كوستا ونيكولا كالينيتش، ثم صناع لعب مثل رودريجو وساؤول نيجويز وكوكي، أما عن الأجنحة فحدث ولا حرج: توماس ليمار، أنخيل كوريا، أنطوان جريزمان، فيكتور فيتولو والبرتغالي جيلسون مارتينز.. وهو ما يجعل من الفريق المدريدي خطراً لا يضاهى في الهجمات المرتدة، خاصة وأن كل تلك الأسماء تُعد أجنحة عصرية قادرة على اقتحام منطقة الجزاء والبحث عن التسجيل بنفسها.

نقاط ضعف أتلتيكو مدريد:

الحقيقة أن نقاط ضعف أتلتيكو مدريد البارزة غير كثيرة، لكن مثله مثل كل أندية العالم يعاني من بعض الهفوات.. أبرز نقطة ضعف في الروخي بلانكوس هي معاناته في الكرات الهوائية، فقد شاهدنا ريال مدريد يُسبب متاعب جمة للثنائي جودين وسافيتش في مباراة كأس السوبر، ولا يخفى على أحد أن هذه المشكلة تكررت كثيراً في الموسم المنصرم.. ومن وجهة نظري، أعتقد أن الأمر عائد إلى طريقة دفاع الفريق مقارنة بالسنوات الأخيرة، فرغم تراجع خطوط الفريق إلا أن أدوار مجموعة من اللاعبين تكون مرتبطة بتحركات لاعبي الخصم، ما يجعل اللاعبين داخل منطقة الجزاء أقل من قبل سنتين مثلاً أثناء الوضع الدفاعي، كما أن الخصوم باتوا قادرين على سحب مدافعي الأتلتي قبل الاستفادة من العرضيات، وهو أمر ظهر جلياً في هدف كريم بنزيما الذي انسل بين قلبي الدفاع ليتابع الكرة برأسه واضعاً إياها في الشباك.

احذروا فالنسيا:

بعد الموسم المميز الذي بصم عليه فالنسيا والذي احتل فيه المركز الرابع في جدول الترتيب، بات من البديهيات أن النادي سينافس على المراكز الأولى خلال الموسم الجديد بسبب مشروعه القوي والتغييرات الجذرية التي أحدثها منذ الصيف المنصرم، حين تعاقد مع المدرب مارسيلينو جارسيا تورال الذي يعرف خبايا الكرة الإسبانية جيداً، وسبق له أن قدم أوراق اعتماده مع مجموعة من الأندية على غرار فياريال، إشبيلية أو راسينج سانتاندير.

تحركات فالنسيا في الميركاتو الجاري تبدو مفهومة وواضحة، فالفريق تعاقد مع العديد من اللاعبين على غرار كيفن جاميرو وميشي باتشواي ودينيس تشيرشيف، وذلك من أجل تدعيم الفريق بشكل جيد وبلاعبين قادرين على تقديم الإضافة، وهو ما يجعله منافساً لا يستهان به.

هل الدوري الإسباني هو الأكثر تنافسية؟:

لا يختلف اثنان على جودة التعاقدات التي قام بها أتلتيكو مدريد هذا الصيف، لذلك فإنه لا يمكننا أن ننتظر من فريق دييجو سيميوني شيئاً أقل من المنافسة على كل الألقاب المتاحة أمامه، بما في ذلك الليجا الإسبانية، ويبدو أنه يملك كل المؤهلات المطلوبة من أجل القيام بذلك.

في المقابل، سترواد نادي برشلونة مساعٍ حثيثة من أجل حصد الأخضر واليابس محلياً كما فعل خلال الموسم المنصرم، والحقيقة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الفريق الكتالوني مرشحاً للتتويج باللقب أكثر من أي فريق آخر، ويكفي أن نشير إلى تواجد ليونيل ميسي ضمن صفوفه، علاوة على عمق التشكيلة، حيث بات إرنستو فالفيردي يملك خيارات كثيرة في مقاعد البدلاء.

أما ريال مدريد، فبعد الانتكاسات المحلية الكثيرة التي تعرض لها خلال الموسم الماضي، ابتداءً من فشله الكبير في منافسة برشلونة إلى غاية الرمق الأخير، مروراً باحتلاله المركز الثالث بفارق كبير عن أتلتيكو مدريد صاحب المركز الثاني، وانتهاءً عند خساراته المتكررة في سانتياجو بيرنابيو أمام فرق بالكاد تملك ربع المقومات التي يزخر بها الفريق الملكي.. فإنه سيحاول أن يفتح صفحة جديدة في انطلاقة الدوري الإسباني، حيث سيبتغي الفريق أن يستعيد اللقب الذي ضاع منه الموسم الماضي لصالح برشلونة، وقد يركز جولين لوبيتيجي بشكل كبير على المنافسات المحلية في ظل رغبة فلورنتينو بيريز في تحويل السيطرة القارية إلى سطوة داخلية.

وكخلاصة، يمكن القول إن الدوري الإسباني سوف يشهد تنافسية كبيرة خلال الموسم الجديد، بسبب تقدم أتلتيكو مدريد ورغبة ريال مدريد في التتويج بالألقاب المحلية، بالإضافة إلى مساعي برشلونة لبسط سيطرته على الليجا، ناهيك عن طموحات فالنسيا بعد الإيمان بالمشروع الذي يقوده مارسيلينو.. لكن رغم كل ذلك، يبدو أن الدوري الأكثر تنافسية وإثارة في أوروبا هو الدوري الإنجليزي وليس الإسباني، بسبب انحصار اللقب في البريميرلييج بين ستة أندية أو أكثر، بينما بالكاد ينحبس السباق في الليجا بين أربعة فرق أو أقل، وهو الأمر المتوقع أيضاً خلال الموسم الجديد.

شاهد أيضاً.. حقائق بارزة عن الدوري الإسباني