موقع سبورت 360 – شهد فريق أتلتيكو مدريد الإسباني صيفاً حافلاً بالتغييرات والمستجدات التي طالت جميع المجالات، حيث قام بطل الدوري الأوروبي بثورة على الصعيد الرياضي، من خلال التعاقد مع العديد من اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم الإضافة، كما أنه لم ينسَ الاهتمام بالجانب الاقتصادي وتحسين صورته خارج إسبانيا بالدخول إلى أسواق أوروبية عديدة على غرار إيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى الخطوة الكبيرة التي اتخذها من أجل الاستمرار في تحقيق النجاحات، والمتمثلة في الحفاظ على ركائز الفريق، وفي طليعتهم أنطوان جريزمان ويان أوبلاك ودييجو جودين.

وفي هذا التقرير، سنحاول رفقتكم أن نستعرض أبرز خطوات الروخي بلانكوس خلال الصيف الحالي، قبل أن نعرج على الأمور التي ستساهم في قيام أتلتيكو مدريد بالخطوة الأولى في مشروعه الجديد، وذلك قبل مواجهة ريال مدريد في كأس السوبر الأوروبي:

مغادرة غير المرغوب فيهم:

تخلص الروخي بلانكوس هذا الصيف من بعض اللاعبين الذين كانوا زائدين عن حاجته بعد فشلهم في التكيف والتأقلم مع أسلوب دييجو سيميوني، فشهد الفريق رحيل 3 لاعبين على سبيل الإعارة، وهم المهاجميْن لوتشيانو فييتو وكيفن جاميرو والمدافع شيمي فيرساليكو، وكلهم لاعبين كانت أدوارهم ثانوية في الفريق خلال آخر موسم، ورحيلهم يعد بمنزلة تخفيف عبء ثقيل على وصيف بطل الليجا، وهو الأمر الذي سيترك مساحة لبعض اللاعبين الآخرين من أجل القدوم لتقديم الإضافة.

من جهة أخرى، غادر القائد جابي فيرنانديز القلعة المدريدية بسبب انتهاء عقده مع وصيف بطل الليجا، كما انتقل الحارس البرتغالي أندريه موريرا إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة، وهو ما يؤكد أن إدارة أتلتيكو مدريد عملت بشكل حثيث على تنظيف منظومة دييجو سيميوني من الشوائب واللاعبين الذين تراجعت أدوارهم في خطط المدرب الأرجنتيني.

انتدابات حكيمة:

حتى الآن، دعم فريق أتلتيكو مدريد صفوفه بثلاثة لاعبين جدد جلهم مرشحون لتقديم إضافة كبيرة، فالنادي المدريدي تمكن من استقطاب توماس ليمار قادماً من موناكو الفرنسي، والذي اعتبره العديد من الخبراء أحد أفضل الأجنحة في بطولة الدوري الفرنسي، وقدومه قد يضع حداً لمعضلة الأطراف التي عانى منها الفريق مند خروج يانيك كاراسكو وانخفاض مستوى أنخيل كوريا.

علاوة على ذلك، استقطب أتلتيكو مدريد بشكل دائم اللاعب الكرواتي نيكولا كالينيتش والذي كان يُعتبر أحد نجوم الدوري الإيطالي خلال المواسم السابقة، سواءً مع فيورنتينا أو ميلان، ومن المرشح أن يقدم اللاعب المذكور إضافة كبيرة في خط الهجوم إلى جانب دييجو كوستا وأنطوان جريزمان.

والتقط تيليسكوب أتلتيكو مدريد نجماً ساطعاً في سماء الدوري البرتغالي خلال المواسم المنصرمة، حيث تعاقد مع جيلسون مارتينز بعدما قام هذا الأخير بفسخ عقده مع سبورتينج لشبونة، ولا شك أن هذه الصفقة ستساعد فريق دييجو سيميوني هجومياً، حيث يسعى المدرب الأرجنتيني إلى رفع جودة الخط الأمامي من أجل تحسين النجاعة الهجومية إلى جانب الصلابة الدفاعية.

ولم يتقاعس أتلتيكو مدريد عن تدعيم خط الدفاع، فاستقدم الكولومبي سانتياجو أرياس الذي يرغب في ترك بصمة مع النادي الإسباني، مثلما فعل لاعبون آخرون من بلده مثل لويس أمارانتو بيريا وراداميل فالكاو، وقد يكون الطريق مفروشاً بالورود أمام لاعب آيندهوفن السابق لتحقيق مراده، في ظل تراجع أدوار خوانفران توريس وغيابه المتكرر بسبب الإصابات.

خطوة أولى في المشروع الجديد:

لن يدخل أتلتيكو مدريد ديربي نهائي كأس السوبر الأوروبي برغبة في الانتقام من ريال مدريد فحسب، بل أيضاً من أجل اتخاذ خطوة أولى في مشروعه الجديد الذي تطرقنا إلى أبرز معالمه على عجل في الفقرات السابقة، خاصة وأن الروخي بلانكوس فريق لا يستسلم، وما مواصلته المحاولة كل موسم رغم فقدانه لبعض من نجومه ورغم كل الإحباطات التي عانى منها إلا دليل على ذلك، والتاريخ يروي قصصاً كثيرة للمثابرين وكيفية حصولهم على مكافآت أكبر بكثير من تلك التي كانوا يسعون من أجلها.. وفي رأيي الشخصي، فإن ذلك الإصرار المتجدد والتغيرات التي طرأت على فريق دييجو سيميوني خلال الصيف الجاري، بالإضافة إلى عدم تفريط الإدارة في الدعائم الأساسية.. كلها أمور ستجعل أتلتيكو مدريد قادراً على التتويج بلقب السوبر الأوروبي أمام فريق ما فتئ يذيقه الويلات خلال المواسم السابقة على الصعيد القاري.

شاهد أيضاً.. لماذا قرر مودريتش البقاء في ريال مدريد؟