لماذا لا يحظى أتلتيكو مدريد بشعبية كبيرة؟ التتويج الأوروبي لن يغير شيئاً

رامي جرادات 01:41 17/05/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مهما حقق من إنجازات وألقاب، لن تسمع أحد يتغنى باسم أتلتيكو مدريد سواء على الصعيد العربي أو حتى العالمي، فعشاقه ينحصرون في إسبانيا، وتحديداً في العاصمة مدريد، وكلما ابتعدنا عن مقر إقامة النادي تقل فرص أن تجد شخص يحب هذا الشعار.

    لا خلاف أن أتلتيكو مدريد من الأندية الكبرى في العالم، ليس في آخر 5 أعوام وحسب، بل على مر التاريخ، فقد أحرز 10 ألقاب في الدوري الإسباني وبنفس العدد بالنسبة لكأس ملك إسبانيا، كما لديه سجل مشرف في دوري الأبطال رغم أنه لم يحرز اللقب.

    وفي السنوات الأخيرة، كان من المفترض أن ترتفع شعبية أتلتيكو مدريد بنسبة كبيرة جداً بفضل ما حققه من إنجازات عظيمة، خصوصاً وأنه لا يعتمد على الأموال مثل الكثير من الأندية، لكن هذا لم يحدث، فصحيح أن شهرة النادي أصبحت أكبر مما كانت عليه، لكن من النادر أن تجد له عشاق خارج إسبانيا.

    أتلتيكو مدريد الذي توج بلقب اليوروبا ليج اليوم بعد فوزه على مارسيليا، أحرز لقب الدوري الإسباني وكسر هيمنة برشلونة وريال مدريد قبل 4 أعوام، كما توج بلقب الدوري الأوروبي مرتين خلال آخر 6 أعوام، ووصل نهائي دري أبطال أوروبا مرتين في آخر 4 أعوام، وأسوأ مواسمه في السنوات الخمسة الأخيرة كان خروجه من ربع نهائي دوري الأبطال على يد ريال مدريد، هناك أندية لم تحقق ربع هذه الإنجازات، وتجد لها قاعدة جماهيرية ضخمة جداً.

    وفي الحقيقة، اللقب الأوروبي الذي أضافه أتلتيكو مدريد لسجل ألقابه اليوم لن يغير من واقع الحال شيئاً، فالنادي سيبقى على ما هو عليه الآن، يتفوق على معظم الأندية الكبيرة محلياً وأوروبيا، لكن في النهاية يفشل في كسب قلوب متتبعي كرة القدم حول العالم، على الأقل لن يتغير هذا في الفترة الحالة أو المستقبل القريب، وذلك يعود لعدة أسباب سنذكر لكم أهمها:-

    دييجو سيميوني .. الفلسفة الدفاعية

    المدرب الأرجنتيني ليس مفضلاً لدى الكثير من متتبعي كرة القدم رغم أن محبوب كثيراً من المحللين والنقاد، وذلك يعود إلى الفلسفة الدفاعية البحتة التي يلعب بها، فمن النادر أن تجد أتلتيكو مدريد يقدم كرة جميلة، حتى لو حقق الانتصار بنتيجة عريضة، دائماً الدفاع هو سلاحه للفوز وليس الهجوم، وهو أمر لا يرضي عشاق اللعبة.

    بالإضافة إلى فلسفة سيميوني المتحفظة كثيراً، فهو مدرب غير جذاب، ومكروه أيضاً من البعض بسبب تصرفاته المتهورة أحياناً ونقل عقلية اللعب بعنف للاعبيه، وبالتالي يرى العديد من متتبعي الساحرة المستديرة أن مثل هؤلاء المدربين يقتلون المتعة في كرة القدم.

    التواجد في الدوري الإسباني .. هيمنة القطبين

    لو كان أتلتيكو مدريد في دوري آخر مثل الإنجليزي أو الإيطالي أو حتى الألماني، فإن شعبيته ستكون أكبر من ذلك بكثير، لأن تواجده في إسبانيا يجعله دائماً خلف برشلونة وريال مدريد إعلامياً وتسويقياً، فهناك فجوة كبيرة بين هذين الناديين وباقي الأندية الإسبانية، بل وباقي أندية العالم باستثناء مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ (من ناحية الشعبية والتسليط الإعلامي).

    عشاق الدوري الإسباني منقسمون ما بين ريال مدريد وبرشلونة، فهذه البطولة من نوعية الدوريات التي يوجد بها قطبين أزليين على عكس باقي الدوريات الأوروبية الأخرى التي تكون الجماهير ملتفة حول نادٍ واحد فقط مثل الدوري الألماني، أو حول عدة أندية مثل الدوري الإنجليزي والإيطالي.

    فشل في التسويق

    رغم نجاح أتلتيكو مدريد على الصعيد الرياضي، وذكائه في سوق الانتقالات، إلا أن هناك خلل واضح في النادي بمسألة التسويق للشعار واللاعبين، وبمسألة الانتشار في العالم، فتجد أن نادٍِ مثل آرسنال يملك شعبية في العالم تضاهي أضعاف شعبية الروخي بلانكوس رغم أن الأخير يتفوق بمراحل خلال السنوات الماضية على الصعيد الرياضي، حتى من ناحية التاريخ أيضاً هناك تقارب كبير.

    الفارق يعود إلى أن الأندية الإنجليزية هي الأنجح في العالم من حيث الانتشار، الأهداف الترويجية هناك تضاهي الأهداف الرياضية لأنها مصدر أول للإيرادات، وطالما أن إدارة أتلتيكو مدريد تتعامل مع النادي على أنه مجرد فريق متوسط يمر بفترة طيبة، فلن تجد الملايين يقفون خلف أنتوان جريزمان ورفاقه مثل معظم الأندية الكبيرة.

    أتلتيكو مدريد لا يتعاقد مع نجوم بل يصنعهم

    فريق مثل باريس سان جيرمان امتلك نسبة مشاهدة أعلى بكثير من أتلتيكو مدريد هذا الموسم رغم أنه يلعب في دوري أضعف بكثير، والسبب بسيط، لانه تعاقد مع لاعبين يتحدث عنهما الجميع هما نيمار وكيليان مبابي، في المقابل لم نسمع عن أي صفقة ضخمة أتلتيكو مدريد طوال العقد الماضي، فحتى نجوم الفريق أمثال أنتوان جريزمان أو دييجو كوستا أو كوكي .. الخ، جميعهم جاؤوا للفريق ولم يكن يسمع عنهم أحد.

    كما أن سياسة التخلي عن اللاعبين لمصلحة الأندية الأخرى مثلما حدث مع توريس، فالكاو، أجويرو، كوستا والآن جريزمان، تجعل من متتبعي كرة القدم ينظرون لهذا النادي على أنه من أندية الصف الثاني، وليس نادٍ يمكن المراهنة عليه، فالأندية الكبيرة لا تتخلى عن لاعبيها، وإن حدث ذلك يكون بأسعار كبيرة جداً، ولنا ببايرن ميونخ أكبر مثال، أو بليفربول الذي باع كوتينيو مقابل 160 مليون يورو لبرشلونة.

    الخلاصة

    أتلتيكو مدريد سيبثى على هذا الحال طالما أنه لا يغير سياسته في التسويق، ولا يغير أيضاً طريقته في الميركاتو الشتوي، الألقاب وحدها لا تكفي في العصر الحديث لكرة القدم لكي، واكتساب قاعدة جماهيرية حول العالم أمر يجب تحقيقه في هذه الفترة الذهبية التي يعيشها النادي، لأن قيمة النادي التسويقية بحسب مدى حب الناس للشعار.