رونالدو وميسي والعوامل المؤثرة لصناعة أفضل النجوم في العصر الحديث

00:27 28/07/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 شكري عليان

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    في عالم الكرة المستديرة أدق التفاصيل هي من تحسم الصراع على الألقاب بين الأندية، تبديل ناجح في مباراة نهائية قد يُغيّر مسار البطولة، وتبديل سيء قد ينهي آمال اللاعبين والعشاق، مستوى لاعب بإمكانه صُنع الفارق كما حدث مع الأرجنتين في مونديال المكسيك عندما تألق دييجو مارادونا، وفرصة ضائعة أنهت آمال الملايين كما حدث في مونديال جنوب إفريقيا عندما أهدر روبين إنفراد العُمر أمام القديس كاسياس، وهنالك عوامل أخرى تؤدي إلى إرتفاع أو إنخفاض في مستوى اللاعبين، منها الرياضية، النفسية وحتى العاطفية.

    عِند التحدث عن المتغيرات التي تحدث في حياة اللاعبين وتأثيرها على مستواياتهم، لابد من أن نخُص بالذِّكر أفضل اللاعبين في عالم كرة القدم في الوقت الحالي، بل وأقوى وأشد مُنافسة عرفتها صاحبة الجلد المدوَّر تدور بينهم، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي؛ الأساطير الحية، مُحطمي الأرقام القياسية، الماكينات التهديفية، الأصدقاء الأعداء، وأصحاب ٧ كرات ذهبية فيما بينهم، كيف تؤثر هذه العوامل على مستوى كلا اللاعبَين؟ الكثير من التساؤلات تخطر في الأذهان، والكثير من التصرفات توضِّح حقيقة ما يجري في الميدان، الإجابة عن هذه التساؤلات سيكون كالآتي:

    كريستيانو رونالدو:

    يعيش الآن البرتغالي أفضل مراحل حياته الكرويّة، أداء فوق الإعتيادي، أرقام مُذهلة، أرقام قياسية وإنجازات فردية وجماعية أسطورية، تحققت جميعها من خلال العمل المجتهد والرائع الذي يقوم بهِ طوال مسيرته الكرويّة، مُتسلحاً بسلاحي العزيمة والإصرار وحب الإنتصار، مرَّ إبن ماديرا خلال مسيرته الكروية بكثير من المنعطفات التي أثرت سلباً أو إيجاباً على حياته الشخصية والرياضية، لكن دائماً ما كَان يعود أفضل مما كَان، ويُثَبِّت للجميع بأنه الرقْم الصعب في عالم كرة القدم، ما هي هذه العوامل التي كان لها التأثير الكبير على مستوى البرتغالي رونالدو؟

    الإدمان:

    أصعب الأوقات التي مرّت في حياة رونالدو هي وفاة والده إثر إدمانه على الكحوليات، الأمر الذي سبب صدمة نفسية للاعب لعدم قدرته على مُعالجة والده من هذا الإدمان، بعد المحاولات الكثيرة من رونالدو لإقناع دينس "والده" بالذهاب إلى المصحات لتلقي العلاج والتي قوبلت جميهعا بالرفض، لكن عوضاً عن ذلك إستطاع مُعالجة شقيقه هوغو من إدمانه على المخدّرات، عندما قام بدفع تكاليف علاجه في إحدى المصحات في العاصمة لشبونة وإستطاع منع تكرار السيناريو الذي حدث مع والده، لقد شاهد رونالدو كيف يمكن أن تكون نهاية المدمن على الكحول أو المخدرات حيث كان ذلك حافزاً قوياً له كي يصل الى القمة.

    الإنفصال عن إرينا:

    أسَالَ غياب إرينا شايك عن حفل تتويج الدون رونالدو بالكرة الذهبية الثالثة الكثير من حِبر الصحفيين، والذي تبيّن بعد ذلك إنقطاع العلاقة بين الثنائي الأشهر في عالم كرة القدم والتي دامت قُرابة الخمس أعوام، تداعيات هذا الإنفصال كان لَه تأثير سلبي على كلا الطرفين لكن القسم الأكبر كَان من نصيب كريستيانو رونالدو، تعرّضه للطرد في المباراة الأولى التي تلت الإنفصال كان الدليل الأكبر على الأزمة العاطفية التي مرَّ فيها اللاعب والذي لم يستطيع بعدها إسترجاع مستواه الذي بدء به الموسم.

    وجود ليونيل ميسي:

    لا شَك بأن المنافسة والمقارنة الفردية مع ميسي مصيرها معلوم؛ ألا وهي تفوّق البرغوث الأرجنتيني دائماً وأبدا، وهذا ما لم يقم به صاروخ ماديرا الذي إستطاع أن يُثبت للعالم بأن الإصرار، القتال والعمل المُثابر يُمَّكن صاحبه من ترجمة الأحلام إلى واقع، وهذا ما صبى إليه البرتغالي وهو التربع على عرش اللاعبين، والفضل الأكبر في هذا المستوى العظيم يعود بشكل أساسي إلى المنافسة القوية التي تدور بينهما والتي طورت الكثير من مستوى البرتغالي.

    تأثير المدربين:

    تعاقب على تدريب رونالدو أفضل المدربين في الساحة الأوروبية، إستفاد الكثير من خبراتهم وإستعان بالكثير من نصائحهم لتطوير نفسَه، مِنْهُم من إكتشف موهبته وأعطاه الفرصة لصناعة التاريخ ألا وهو السير أليكس فيرجسون، الذي يُعتبر صَاحِب التأثير الأكبر على رونالدو والداعم الأول له، ومِنْهُم من إستطاع تحويل رونالدو إلى ماكينة تهديفية، ألا وهو جوزيه مورينهو "الْعَدُو الصدّيق"،  ثُم جاء دور الأب الروحي وصانع السلام كارلو أنشيلوتي، الذي أطلق العنان إلى إمكانيات رونالدو وكان من السباقين في دعمه وتشجيعه في سباق المنافسة على الكرة الذهبية مع غريمه الأرجنتيني، والذي حطّم خروجه فؤاد الدون، وبعضهم لم يكن له التأثير الكبير عليه مثل بيلجريني.

    الزملاء:

    عاصر كريس عدداً كبيراً من نُخبة اللاعبين خلال مسيرته الكرويّة، وكان لهم فضّلاً كبيراً من الإنجازات التي حققها، لعب بجانبه العديد من النجوم أمثال جيجز، سكولز، روني مع الشياطين الحمر، وكاكا، كاسياس، راموس ومارسيلو من جانب الكتيبة الملكية، والعديد العديد من لاعبي الصف الأول، الذين كَان الأثر الكبير في حياة رونالدو الشخصية والرياضية، لكن لا بد لنا أن نذكّر الإسم الأبرز وراء العدد الهائل من الأهداف التي سجلها الدون في السنوات القليلة الماضية ألا وهو كريم بنزيما، نعم كريم بنزيما صَاحِب أسرع هدف في تاريخ الكلاسيكو كان وراء غالبية هذه الأهداف، من خلال تحركاته الرائعة داخل وخارج منطقة الجزاء، وإشغال المدافعين عن رونالدو لإعطائه حرية أكبر داخل المستطيل الأخضر، من يُتابع الريال كثيراً يستطيع تأكيد أن أغلبية أهداف رونالدو "المُتحركة" إما كانت بصناعة مباشرة أو غير مباشرة -لمسة ما قبل صناعة الهدف- من كريم بنزيما أو عن طريق تحرك رائع للجزائري الأصل في الثلث الهجومي من الملعب لتوسيع رقعة اللعب وإعطاء المساحات التي يحتاجها البرتغالي، لا بد لنا أن نذكّر تأثير غياب بنزيما في الموسم الماضي بسبب الإصابة وكيف أثر ذلك على المنظومة الهجوميّة للفريق في آخر فترات الموسم، حلقة الوصل الأهم في الخط الأمامي للنادي الملكي، الذي يُشبه غيابه عن خط الهجوم كغياب الكرواتي لوكا مودريتش عن خط الوسط وصناعة اللعب.

    ليونيل ميسي:

    يمرّ الهداف التاريخي واللاعب الأفضل في تاريخ النادي الكاتالوني في أفضل مراحل مسيرته الكرويّة المليئة بالإنجازات، مستواه الرائع ساهم بشكل كبير في الإنجازات التي حققها الفريق وكان بلا أدنى شَك صَاحِب الفضل الأكبر لما وصل إليه النادي من التربع على عرش الكرة العالمية في السَنَوات القليلة الماضية، وكما أسرفنا في الذكر عن المتغيّرات التي مرّت في حياة البرتغالي لا بد لنا من ذكر أبرز المحطّات التي أثرت على المسيرة الكرويّة للبرغوث ميسي.

    التهرّب الضريبي:

    أثارت قضية التهرب الضريبي التي واجهها ميسي أمام القضاء العديد من التساؤلات، وأثرت بشكل كبير على الحالة النفسيّة للاعب، وقامت مصلحة الضرائب الإسبانية بإتهام كلً من ميسي ووالده بالتهرب من دفع ٤.١ مليون يورو مقابل الأرباح التي حققها اللاعب ورصدتها هيئة الضرائب على أرباح الأشخاص من عام ٢٠٠٧ وحتى عام ٢٠٠٩، وكان ميسي قد أوضح أنه لا صلة له بإدارة الموضوعات الضريبية والمالية الخاصة بمداخيله، وكانت محكمة برشلونة قد صدقت على قرار اتهام ميسي رغم طلب النيابة العامة بالإطلاع على ملف القضية بعد إعتراف والد اللاعب بمسؤوليته الكاملة عن القضية ودفع المبلغ محل التهرّب، هذه القضية كانت كالصدمة على رأس ميسي والتي بدأت في التأثير على شعبيته وإظهاره كمظهر المجرمين.

    وجود كريستيانو رونالدو:

    بنفس المقدار التي تأثر فيه رونالدو خلال منافسته مع ميسي، تأثر فيه الأرجنتيني، وجود رونالدو أشعل نار المنافسة داخل البرغوث وكان السبب الرئيسي في تقديم ميسي لكل هذه الإبداعات حتى بعد وصوله إلى مرحلة الإشباع، كان لا بد له من تقديم المزيد لضمان عدم تقدّم البرتغالي عليه في المنافسة على الجوائز الفردية والجماعية، والدليل الأبرز على ذَلِك، في النصف الأول من الموسم الماضي كان ميسي يُقدم واحد من أسوء المستويات في تاريخه، لكن بعد تتويج رونالدو بالكرة الذهبية الثالثة وإقترابه من معادلة رقم ليونيل ميسي، إنتفض اللاعب وإستطاع قيادة فريقه إلى منصات التتويج وتحقيق الثلاثية للمرة الثانية في تاريخه وتاريخ النادي.

    المنتخب الوطني:

    يُعاني ميسي الأمرين في كل مرة يرتدي فيها قميص التانغو، ويواجه سيلاً من الإنتقادات والعديد من الإتهامات بسبب عدم تقديمه لنفس المستوى الذي يقدمه مع النادي الكاتالوني، ودائماً ما يكون الملام الأول في الأرجنتين بعد العديد من الإخفاقات التي مرَّ بها المُنتخب، وعدم قدرته على حمّل فريقه لمنصات التتويج، لكن إنصافاً للحق لا يلام ميسي على المستوى الهزيل الذي يقدمه منتخب بلاده في المحافل الكرويّة، أبرز هذه الإخفاقات كانت بسبب سوء التوظيف وسوء إدارة الفريق من قبل المدراء الفنيّين الذين تعاقبوا على تدريب منتخب الأرجنتين.

    تأثير المدربين:

    تعاقب العديد من المدربين على تدريب ميسي خلال مسيرته الكرويّة، مِنْهُم من ترك بصمته التدريبية في نفس ميسي، ومِنْهُم من لم يؤثر بأي شكل من الأشكال عَلَيْه وخرج خالي الوفاض من أي بطولة تُذكر، أبرز من كان لهم الفضل في ما وصل إليه ميسي هُم: فرانك ريكارد المدرب الذي أعطى ميسي الثقة لبدء مشواره الكروي ولبدء كتابة التاريخ، صحيح أن تاتا مارتينو هو من إكتشف موهبة ميسي مع فريق الناشئين براوزاريو عندما ذهب ليونيل في منتصف عام ١٩٩٦ لحضور تدريبات الفريق، لكن الفضل كل الفضل يعود لفرانك ريكارد الذي قدّمه كلاعب مع نادي برشلونة، بيب جوارديولا؛ المدرب الذي صقل موهبة ميسي وحوله إلى لاعب يُصنف ضمن الأفضل في التاريخ، الغالبية العظمى تقول بأن ميسي من صنع نجومية جوارديولا لكن الحق يُقال أن الفكر والأسلوب التكتيكي الذي أتى به المدرب خلال فترة توليه منصب المدير الفني لنادي برشلونة وإستغلال إبداع وإمكانيات ميسي في مركز المهاجم الوهمي كانا السبب وراء تألق ميسي في جميع البطولات الأوروبية والمحلية.

    الزملاء:

    جاور ميسي خلال مسيرته مع نادي برشلونة والمنتخب الأرجنتيني العديد كبار اللاعبين في العالم، رونالدينهو الذي كان الداعم الأول له في بدايات ميسي الإحترافية، تشافي وإنييستا وخوان ريكيلمي والكثير من نجوم الصف الأول، تأثير تشافي وإنييستا على الليو كان لا يوصف من الناحيتين الرياضية والنفسية، وكانوا وما زالوا أول الداعمين له في جميع المناسبات الرياضية، لن نستطيع إنصافهم حتى بكتابة آلاف المقالات عن إبداعاتهم وفنياتهم التي زادت وساهمت كثيراً في تألق ميسي، لكن هنالك لاعب وحيد جالس في الخفاء ولم ينصف ويُقدر من قِبل الجميع ألا وهو داني ألفيش، تشعر بأن شراكة ميسي وألفيش والتفاهم الحاصل بينهم لا يُقهر ولا تستطيع إيقافه إن كانوا بمستواهم الحقيقي، كثيراً من نلاحظ الإنخفاض الحاصل في أداء ميسي حين غياب ألفيش عن برشلونة بداعي الإصابة أو بداعي المداورة، تشعر كأن ميسي فقد إحدى قدميه، وهذا ما يحصل معه في المنتخب الأرجنتيني أيضاً، تشعر بأن كلا اللاعبين كالجسد الْوَاحِد، فإن إستطعت عزل اللاعبين عن بعضهما البعض ستسطيع بكل تأكيد تحجيم خطورة ميسي، ولهذا لم يستطيع النادي التفريط في خدمات البرازيلي حتى وإن كثُرت شائعات خروجه، يبقى التجديد هو الخيار الأول لنادي برشلونة.

    لكلا اللاعبَين محبيه وعشاقه وإن إختلفوا على من الأفضل، لكن يبقى الإثنان من أفضل وأقوى اللاعبين على مرّ العصور هذا وإن لم يكونوا الأفضل.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    كلمات مفتاحية