ليس من الحكمة أو المنطقة التفكير في تغيير في الجهاز الفني للمنتخب المصري بالفترة الحالية، وهو في منتصف التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018، وكذلك التصفيات الؤهلة إلى كأس الأمم الإفريقية 2019.
ما يمكننا أن نناقشه بالفترة الحالية، وتحديدًا قبل مباراة الثلاثاء المقبل أمام أوغندا هو كيفية معالجة مشاكل المنتخب الفنية، ولكن بنفس المجموعة من اللاعبين وبنفس الفكر الذي يريده الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر.
تفضيل كوبر للطريقة الدفاعية هو أمر واضح لأي متابع للمنتخب المصري، ولكن هل يقتصر تطبيق هذه الطريقة على خطة 4-2-3-1 أو 4-4-2؟.. بالطبع لا، إذًا يمكننا البحث عن خطة أخرى تعالج جوانب القصور في المنتخب وفي نفس الوقت تحافظ على هيبة الفراعنة دفاعيًا.
قبل البحث عن الخطة المناسبة لا بد أن نتعرف على جوانب القصور في المنتخب وأهداف كوبر في الملعب.
القصور في المنتخب يمكن ملاحظته في عدم وجود لاعب مناسب يجيد الجوانب الدفاعية في مركز الظهير الأيسر، بالإضافة إلى عدم وجود رأس حربة صريح يجيد التعامل بمفرده وسط دفاعات أي منافس توافقًا مع خطة كوبر التي تعتمد على الهجمات المرتدة في أغلب أوقات المباراة.
أما المشكلة الأخيرة فهي ثنائي الارتكاز محمد النني وطارق حامد، الذين يملكان قدرات دفاعية كبيرة ولكن دون إضافة هجومية تذكر.
ننتقل إلى أهداف كوبر في الملعب وهي تتلخص في عدم ترك مساحة بين الدفاع وثنائي الاتكاز حتى لا يستغلها أي منافس لتهديد مرمى المنتخب، بالإضافة إلى عدم تقدم الظهيرين حتى لا تظهر مساحة خالية على أطراف الملعب في خط دفاع الفراعنة.
3-4-3 ربما هي الخطة الأكثر تناسبًا مع حالة المنتخب المصري الحالية، وذلك لعدة أسباب أبرزها هي أنه لا يمتملك أي بديل مميز لعبدالشافي عندما ينخفض مستواه وبالتالي يكون الأخير عالة في الملعب لا يجيد الدفاع بطريقة مناسبة ومحروم من الزيادة الهجومية، ولكن في خطة 3-4-3 سيتم الاعتماد على لاعب وسط أيسر وليكن رمضان صبحي الذي أدى هذا الدور مؤخرًا مع ستوك سيتي وفي نفس الخطة 3-4-3، على أن يكون خلفه أحمد حجازي وأمامه محمود حسن تريزيجيه، ويتم تكلفة تريزيجيه بمهام دفاعية واضحة أمام رمضان صبحي عند فقدان الكرة.
على الجانب الأيمن في خطة 3-4-3 سيتم الدفع بأحمد فتحي كمدافع أيمن وأمامه أحمد المحمدي كلاعب وسط أيمن ومحمد صلاح كجناح أيمن، وهنا لن يتم إسناد مهام دفاعية مبالغ فيها لصلاح بالعودة حتى منطقة جزاء الفراعنة، ولكن سيقف دوره بالوقوف على دائرة وسط الملعب عند فقدان الكرة ليكون أقرب إلى دور المهاجم المتأخر ومنه يتحول إلى جناح أيمن أو أيسر في الهجمات المرتدة.
تقدم لاعبي الوسط في اليمين واليسار وهما أحمد المحمدي ورمضان صبحي للمساندة الهجومية سيكون بتوازن فلا يتقدمان سويًا في نفس الهجمة، وسيكون المدافع الثالث في الخط الخلفي هو من سيقوم بتغطية المساحة خلف اللاعب المتقدم.
مشكلة أخرى في المنتخب يمكن أن تحل في خطة 3-4-3، وهي أن كوبر يريد ثنائي الارتكاز دائم بمهام دفاعية وهذا يتسبب في أزمة عندما نبني هجماتنا من عمق الملعب عن طريق طارق حامد والنني، والحل سيكون الدفع بلاعب ارتكاز يملك جانب مهاري مثل صالح جمعة أو عبدالله السعيد بجانب واحد من طارق حامد أو النني، وعند خروج الكرة من العمق سيتمركز ظهيري المنتخب المحمدي في اليمين ورمضان صبحي في اليسار بوسط ملعبنا -كما يحلو لكوبر دائمًا- على أن يتقدم لاعب الارتكاز الحر “السعيد أو صالح جمعة” للمساندة الهجومية، وهنا سيكون سيحتاج كوبر إلى لاعب ارتكاز ثانٍ على دائرة وسط الملعب لتأمين الدفاع، وهذا الدور يمكن أن يقوم به أحمد فتحي تاركًا أحمد حجازي ورامي ربيعة بمفردهما في قلب الدفاع.
كل ما تحدثنا عنه حتى الآن هو الجانب الدفاعي في 3-4-3 وكيف يمكن لهذه الخطة أن تعالج القصور الدفاعي لدينا، والآن سننتقل إلى الجانب الهجومي والذي نعاني فيه من مشكلة بارزة وهي المهاجم الصريح، ويمكننا معالجتها عن طريق الدفع بمهاجم كلاسيكي مثل عمرو جمال أو أحمد حسن كوكا، على أن يتمركز صلاح خلفه دائمًا عندما يفقد المنتخب الكرة، وهنا سيملك المنتخب حلين في الهجوم عند استعادة الكرة: الأول هو المعتاد بإرسالة الكرة الطويلة على الأطراف لصلاح أما الثاني فهو إرسال الكرات الطويلة في العمق لرأس الحربة الذي سيكون دوره هو استغلال إجادة ألعاب الهواء في الحصول على هذه الكرات وتمهيدها لصلاح الذي سيكون بالقرب منه دائمًا.
وجود ظهيرين بإمكانيات هجومية في خطة 3-4-3 مثل رمضان صبحي والمحمدي سيعظم دور المهاجم الكلاسيكي داخل منطقة الجزاء بإرسال العديد من الكرات العرضية له.
لمتابعة الكرة المصرية عبر سبورت 360
