مارسيلو بييلسا .. المدرب الحالم الذي تحدى العالم بفكره!

محمد هشام 16:30 26/07/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مارسيلو بيلسا

    ” أكن كل إعجاب وتقدير إلي مارسيلو بيلسا، حينما نشاهد المباريات معاً، يقول لي دوماً، حينما لا تسجل أهداف، لا تنظر إلى الأمام ولكن إلى الخلف، إلى خط دفاعك، لأنك لم تستطع بناء الهجمة بشكل سليم.” هكذا قال بيب جوارديولا عن العبقري مارسيلو بيلسا فهذا التصريح أو الحديث يوضح ولو جزء صغير من فكر و أسلوب اللوكو الأرجنتيني.

    في هذا المقال سنكتب عن رجل آمن و مازال بفلسفته و فكره، رجل مازال مؤمناً بفكره مهما انتقدته و كتبت عنه الصحف و الجرائد بشكل سئ بسبب عدم إحراز للبطولات . ولكن مادام لم يحرز بطولات عدة لماذا سنكتب عنه ؟ لأنه رجل غير كثيراً من كرة القدم ومازال لأنه رجل متعصب لأفكاره ومبادئه مهما كانت الظروف لأنه رجل يؤمن بأهمية اللعب الجميل و الممتع و لأنه رجل لديه أفكار مختلفة و التي أنشأت عدة مدربين مثل بيب جوارديولا، بوكيتنيو مدرب توتنهام و أخيراً و ليس أخراً سامباولي مدرب التانجو.

    نبذة عنه :

    في الواحد و العشرين من يوليو عام 1955 ,ولد المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الملقب باللوكو. بدأ بييلسا مسيرته الكروية كلاعب مع نيويلز أولد بويز عام 1977، ثم التحق بإنستيتوتو و أرجنتينو و أعلن اعتزاله مع الأخير عن عمر لم يتجاوز الخامسة والعشرين، في مسيرة تعد صغيرة للغاية بالنسبة للاعب كرة قدم.

    قرر بييلسا الاتجاه إلى عالم التدريب فور اعتزاله , حيث بدأ مسيرته التدريبية مبكراً مع فريق الشباب لنيويلز أولد بويز . تولى اللوكو تدريب الفريق الأول لنيولز عام 1990 لمدة موسمين، ليحقق معهم الدوري المحلي مرتين متتاليتين و المركز الوصيف في كأس الليبرتادوريس.

    لا يعتبر بييلسا بين المدربين الكبار بلغة الأرقام والبطولات، بييلسا لم يحقق سوى الدوري الأرجنتيني مرتين مع نيولز والميدالية الذهبية مع التانجو عام 2004 في الأوليمبياد ومع ذلك يصنف بين المدربين الكبار و بين أكثر المدربين تأثيراً في كرة القدم ولكن لماذا؟ لننظر إلى الفقرة القادمة.

    بيلسا و جوارديولا

    بيلسا و جوارديولا

    أسلوبه :

    لم ينل بييلسا شهرة بيب ومورينيو على سبيل المثال  وذلك لعدم إحرازه بطولات عدة مثل الإسباني و البرتغالي  ولكن ذلك لا يعيبه فالأرجنتيني تولى فرق متوسطة لا كبيرة  سواء بيب ومورينيو وأنشيلوتي ويأتي السؤال هنا , لماذا لم يتولى قيادة أندية كبرى ؟

    هذا بسبب عدم تفاهمه مع إدارات الفرق و تعنته و شخصيته القوية ومع ذلك فاللوكو معروف بين متابعي الكرة الكبار و محبي تكتيكاتها و أسرارها وهذا لأسلوبه المميز من الضغط المعاكس و اللعب الموضعي و الاستحواذ بالإضافة إلى كونه مدرب حالم مبتكر فاللوكو أتى بخطة 3/3/3/1 التي لم تكن تستخدم في ذلك الوقت إلا أنه أتى بالجديد و استخدمها ليبرهن على عبقريته في مجال التكتيك.

    تتميز هذه الخطة في لعبة التحولات لأن أغلب اللاعبين يقومون بالواجبات الدفاعية و الهجومية في آن واحد بالإضافة إلى التفوق العددي في كل مناطق الملعب فبهذه الخطة تستطيع الفرق الدفاع بسبعة لاعبين على الأقل و الهجوم بستة أو سبعة أيضاً وفي حالة الاستحواذ على الكرة و المحافظة على النتيجة فإنه يوجد ستة لاعبين في وسط الملعب أي شغل أغلب المراكز في المنتصف و في حالة فقدان الكرة من الممكن أن يضغط سبعة لاعبين دفعة واحدة من أجل استرجاعها. لذلك تتطلب هذه الخطة توافق عالي بين اللاعبين و مدرب يستطيع استخدامها بالشكل الصحيح واللوكو خير من يستطيع ذلك لأنه من أكثر المدربين اهتماماً بالتفاصيل الصغيرة.

    بيلسا في ليل الفرنسي

    بيلسا في ليل الفرنسي

    ليل الفرنسي :

    أعلن ليل عن تعاقده مع العبقري الأرجنتيني لمدة عامين ويأتي السؤال هنا لماذا وافق بييلسا على ليل رغم كونه أقل مكانة من أتلتيك بيلباو و مارسيليا و غيره؟

    الإجابة ببساطة تكمن في كلمة واحدة “المشروع” فمشروع ليل مبشر للغاية على الصعيد الإداري والفني.

    الإدارة جلبت لويس كامبوس أحد أفضل الكشافين في أوروبا و صاحب الطفرة في موناكو فهو الذي أتى بمببابي وليمار وميندي وغيرهم. هذا بالإضافة إلى تعيين مارك أنجلا كمدير تنفيذي للمشروع الجديد، ومن منا لا يعرف ذلك الرجل ؟ فمارك صاحب الطفرة الإقتصادية للبلوجرانا عام 2003 ولهذا وافق بيلسا على تدريب الفريق الفرنسي.

    أتت الإدارة باللوكو لصنع شخصية للفريق , لبناء أسلوب لعب واضح و ممتع للنادي كالضغط  والاستحواذ و اللعب الموضعي و كما فعل بيلسا ذلك مع الأندية التي دربها كأتلتيك بيلباو والمنتخب التشيلي تريد الإدارة منه فعل ذلك مع النادي الفرنسي فمارسيلو بيلسا مدرب له شخصية قوية، أسلوب لعب مميز و واضح.

    بالإضافة إلى كونه ملهم بعض المدربين كبوكيتينو مدرب توتنهام الحاصل على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز سامباولي مدرب التانجو التي تصفه الصحف بأنه خليفة بيلسا، بيب جوارديولا الذي وصف بيلسا بأنه أفضل مدرب في العالم عام 2012 و بأنه أحد الملهمين له في كرة القدم لذلك عندما يرحل بيلسا عن النادي الفرنسي سيترك إرثا كروياً عظيماً.