كونتي و كوستا .. القائد و الجندي الخائن

إسلام صالح 00:25 14/07/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كونتي وكوستا

    لا شك بأن أنطونيو كونتي من أبرز المدربين في الفترة الأخيرة ، فبعد ثورته مع اليوفي و شبه ثورته مع إيطاليا وأخيرا ثورته مع البلوز تشيلسي ، حفر أسمه بجانب المدربين الكبار ، ولعل أكثر ما يميز كونتي عن البقية ليس التكتيك أو جمالية الأداء ، إنما تحفيز اللاعبين والروح القتالية التي تدفع اللاعبين لتقديم أداء قد يفوق إمكانياتهم الحقيقية.

    -كونتي المحارب

    يمكننا تلخيص مبدأه في التدريب من خلال تصريحه السابق عن اللاعب التشيلي أرتورو فيدال ، حينما  “لو ذهبت إلى الحرب سآخذ فيدال معي”.

    -الحرب!

    الرجل يرى كرة القدم كالحرب , حيث التضحية و القتالية و الأهم الولاء ، حيث لا يتسع الميدان للأنانية والمصالح الشخصية ، لأن الجماعة أهم من الفرد ، فيتحول أعضاء الفريق الأتيين من كل حدب وصوب إلى لحمة واحدة تحت شعار “كلنا أخوة في السلاح”.

    -في الحرب قد يتحمل الفريق أي ظروف و يغطوا على أخطاء بعضهم وحيث يغفر أي خطأ إلا الخطأ الأعظم .. الخيانة.

    conte-costa

    -كوستا الخائن

    بعد بداية البلوز المتخبطة تدخل كونتي لتعديل الأمور ، فجعل فريقه المرشح الأقوى للفوز باللقب , و أصبح بعبع البطولة الذي يخشى الجميع مواجهته ، حيث كانت الأمور تسير بمثالية ، حتى بدأت القلقلة بأنباء خروج كوستا للصين ، و هو اللاعب الذي لا يتوافر بديل جاهز له بالفريق ، فشعر كونتي بخطر شديد و بالتأكيد بخيانة عظمى فأسرها في نفسه و لم يبدها له.

    -الولاء لا يقدر بثمن

    في الطيران الحربي تصل قيمة الطائرة إلى عشرات الملايين من الدولارات و لكن تصدر التعليمات للطيار بالقفز فورا منها والنجاة بحياته في حالة تعرض الطائرة لخلل ، لأن قيمة الطيار المحترف أضعاف قيمة الطائرة.

    و في الوقت عينه يعدم الطيار بلا رحمة في حالة خيانته ، فبالرغم من قيمته العظيمة إلا أنه يفقد قيمته تلك إن خان.

    -لا ينجو أحد من العقاب

    كان بإمكان كونتي تسهيل رحيل اللاعب منذ تم حسم الدوري حيث كان بإمكان النادي تحقيق استفادة مادية من اللاعب ، فهو لاعب بجودة ممتازة ، بدلا من هذا أنتظر كونتي حتى غلظت القوانين المالية في الصين و أكدت عقوبة المنع على أتليتكو مدريد و اقتناص اللحظة المناسبة لطرد اللاعب بطريقة مهينة جعلته منبوذا مذموما و أفقدته الكثير من قيمته ، و لكن ما يهم كونتي جعل اللاعب عبرة لكل من تسول له نفسه خيانة سريته.

    -القائد العنيد

    عناد كونتي جعله يتصرف بدون إذن أو حتى علم إدارته لعلمه بأنها ستتخاذل في التعامل مع اللاعب و قد تكافئه بتنفيذ مطالبه بدل من معاقبته.

    لذلك وجب على القائد التدخل وتولي زمام الأمور من أجل تطهير كتيبته ، في قرار شجاع .. و لكنه بالتأكيد سيعجل برحيل كونتي أيضا سواء الموسم الحالي أو في وقت لاحق ، و لكن بالتأكيد لن ترضى الإدارة سلطوية كونتي.