توج ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية علي التوالي في عهد زين الدين زيدان كمدرب للفريق الملكي بفوزه علي فريق يوفنتوس الإيطالي بأربعة أهداف لهدف في المباراة التي جمعت بينهما علي إستاد الميلينيوم بمدينة كارديف .
ومما يعطي هذا الفوز أهمية كبيرة غير إنها المرة الاولي لأي فريق و أي مدرب في تاريخ دوري ابطال اوروبا يفوز بالبطولة مرتين علي التوالي هو أن الفوز جاء علي يوفنتوس صاحب الدفاع الحديدي في البطولة و بأربعة أهداف كاملة .
فالفريق الأيطالي لعب ١٢ مباراة في طريقه للنهائي ، لم يهزم في أي منها ،حافظ علي نظافة شباكه في تسع مباريات و تلقي دفاعه ثلاث أهداف فقط طوال البطولة ، مما جعل الجميع يصف هذا الدفاع بالحديدي .
بدأت المباراة بسيطرة شبه كاملة لنادي يوفنتوس في أول عشرين دقيقة حتي لحظة تسجيل رونالدو للهدف الاول لريال مدريد الذي لم يهنأ به سوي لسبعة دقائق فقط إلي أن عادل ماندزوكيتش النتيجة بهدف من تسديدة بطريقة رائعة و من ثم عادت السيطرة مرة أخري لنادي السيدة العجوز و إنتهي الشوط الأول بتفوق يوفنتوس في الأداء و تعادل الفريقين في النتيجة .
ثم تغيير كل شىء في الشوط الثاني بسيطرة كبيرة لريال مدريد و تسجيله لثلاثة أهداف كاملة بتسديدة من كاسيميرو من خارج منطقة الجزاء ثم هدفين لرونالدو و أسينيو علي الترتيب .
ريال مدريد سجل أربع أهداف كاملة في تسعين دقيقة في شباك فريق السيدة العجوز أي أكثر من عدد الأهداف التي تلقاها فريق المدرب أليجري في مشواره طوال البطولة ، فكيف إستطاع زيدان قهر الأسطورة الدفاعية للنادي الإيطالي ؟
لم يعتمد زيدان علي الكرات العرضية العالية التي تميز بها الفريق طوال الموسم و هذا لقوة دفاع يوفنتوس في التعامل مع هذه الكرات و إيقاف خطورتها بسهولة بل إعتمد علي جملة تكتيكية واحدة كانت كفيلة بفك شفرة الدفاع الايطالي و سجل منها ثلاثة أهداف من الأربعة .
فبالنظر للفرص التي صنعها ريال مدريد طوال المباراة نري أن الفريق الإسباني صنع ١٢ فرصة ، منها ٩ فرص عبارة عن تمريرات حاسمة من الأمام إلي الخلف للتسديد ، ٦ فرص منهم من داخل و علي حدود منطقة جزاء يوفنتوس عن طريق التمرير أو الإختراق علي الطرف و عمل العرضية الأرضية أو شبه الأرضية ( المرتفعة عن الارض قليلا ) للخلف في العمق للاعب المتمركز في المساحة بين مدافعي يوفنتوس سواء علي القائم القريب أو في عمق الملعب علي حدود نقطة الجزاء ليسدد الكرة أرضية في زاوية .
هذه الجملة التكيكية كانت كفيلة بقهر أسطورة الدفاع الإيطالي في ثلاث مناسبات ، أحرز منها رونالدو هدفيه الاول و الثالث و أحرز منها أسينسيو الهدف الرابع للنادي الملكي
جملة تكتيكية ذكية واحدة من المدرب الفرنسي نجحت في ترجيح كفه الفريق الملكي و توجته عن جدارة باللقب الثاني عشر في تاريخه لدوري أبطال أوروبا و ليؤكد زين الدين زيدان أنه كما كان لاعب أسطورة فهو أيضا مدرب عظيم يصنع أسطورته التدريبية فقد إستطاع في ١٧ شهرا فقط كمدرب لريال مدريد تحقيق دوري أبطال اوروبا مرتين علي التوالي في إنجاز غير مسبوق لأي مدرب او نادي منذ عام ١٩٩٠ ، الدوري الإسباني بعد غياب خمس سنوات ، كأس السوبر الاوروبي و كأس العالم للاندية مع الفريق الملكي .
