نور أسامة – في ظل الأداء الأكثر من رائع الذي يقدمه داني في بطولة دوري أبطال أوروبا مع فريق يوڨنتوس أصبح الكثير من جمهور برشلونه يبكي على رحيل داني و انصبت الإنتقادات على إدارة برشلونة بسبب التفريط في داني اللاعب الأسطوري كما تقول جماهير برشلونة.
لكن مشكلة جماهير الكرة هي عدم الواقعية و التقييم على أساس الإنجازات السابقة للاعب كرة القدم فقط دون النظر إلى الحقائق و المعطيات الحالية.
ما لم يفكر به جمهور برشلونة أن داني أصبح في الرابعة و الثلاثين من العمر ، بالتالي أصبحت قدرته على القيام بالمهام الهجومية والدفاعية في آن واحد ضعيفة لدرجة كبيرة إن لم تكن معدومة ، من هنا جاء قرار إدارة برشلونة بأن يرحل داني بدون مقابل و لكن في هذا الموسم مع فريقه الجديد يوڨنتوس في ظل وجود ثلاثة مدافعين بجانبه ( كيليني – بارزالي – بونوتشي ) أصبح بإمكانه القيام بالمهام الهجومية دون القلق من المساحات الخالية خلفه ، وهذا يرجع لسببين:
داني ألفيس ضد نيمار
السبب الأول هو وجود مدافع ثالث (بارزالي) الذي يقوم بالتغطية الكاملة على الجانب الأيمن في الحاله الهجوميه لنادي يوفنتوس ، لذلك لا نشعر بأي تقصير من داني في المهام الدفاعية في الهجمات المرتدة على فريقه في حين أنه في نادي برشلونة كان يلعب بجانبه ثنائي دفاعي (جيرارد بيكي – ماسكيرانو) و تتركز قدرتهم على إغلاق عمق دفاع برشلونة لكن قدرتهم على التغطيه على الأطراف ضعيفة ، لذلك يرى الكثيرون أن نقطة الضعف في دفاع نادي برشلونة هي الهجمات المرتدة على الأطراف كما رأينا في كثير من المباريات
أحدهم سوف يقول أن داني لعب مباراة برشلونة في ظل وجود ثنائي دفاعي فقط و قام بتضحية دفاعيه كبيره لمساهمته بشكل كبير في منع خطورة نيمار.
لكن إذا شاهدنا مباراة برشلونة ذهابا و إيابا سوف نلاحظ أن داني لعب المباراتين كمدافع أيمن وليس كجناح طائر ، كانت التعليمات هي التركيز على الجانب الأيمن دفاعيا فقط من داني وغلق المساحات على نيمار لمنع خطورته و تم إشراك كوادرادو كجناح أيمن نظراً خطورته الهجومية في الناحية اليمنى ، الدليل على ذلك أنه في كل الهجمات المرتدة لنادي يوفنتوس كنا نلاحظ وجود كوادرادو فقط على الجانب الأيمن و ديبالا قليلا.
السبب الثاني هو وجود بيانيتش بجانب خضيرة أو ماركيزيو للقيام بتغطية المساحات على الأطراف سواء الأيمن أو الأيسر ، لذلك لم نشعر بالمساحات الخالية وراء داني في حين أن نادي برشلونة يلعب بلاعب ارتكاز وحيد (بوسكيتس) الذي فقد كثيراً من قدراته في آخر موسمين مما ساعد على ظهور نقاط ضعف داني في التغطيه و العودة سريعا في الهجمة المرتدة بعد تقدمه بالعمر.
خلاصة القول أن قرار بيع داني ألفيس من إدارة برشلونة لم يكن هذا الخطأ الذي يستحق كل هذه الانتقادات لإدارة برشلونة ، لكن الخطأ الأكبر هو عدم البحث عن بديل له في نفس موسم رحيله ، لو رحل ألفيس ثم جاء بدلاً منه بيليرين في نفس الموسم لبرشلونة، لما عانى برشلونة من صداع الجانب الأيمن ولا غضبت الجماهير من رحيل داني بهذه الصورة.
كل ما أحاول قوله أن الواقعية هي ما يطبقها يوفنتوس عن طريق إشراك داني ألفيس كجناح أيمن للاستفادة من قدراته الهجومية الرائعة مع وجود لاعبين للتكفل بالواجبات الدفاعية وليس الخيال الذي كان يعيش به مدرب وإدارة برشلونة أن داني هو سوبرمان الذي يقوم بكل شئ في الجانب الأيمن دفاعيا و هجوميا و هو في الرابعة و الثلاثين من العمر.
