يعانى فريق ريال مدريد في الآونة الأخيرة من ضعف في عملية صناعة اللعب ، وعدم انسجام خطوطه الثلاثة بصورة صحيحة ، وبالتالي يؤثر ذلك في انخفاض معدل الفريق تهديفياً وخاصة المعدل التهديفي الخاص بلاعبي الهجوم ، ولكي يتم التوصل إلى حل المشكلة التي يعانى منها الريال في عملية صناعة اللعب فلابد من الوقوف على العوامل التي أدت إلى ذلك وهى على النحو التالى :-
أولا : عدم وجود صانع لعب متأخر ، حيث لا يمتلك كاسيميرو القدرة على القيام بعملية صناعة اللعب من عمق وسط الريال الخلفي ، فرغم روعة كاسيميرو ومساهمته الرائعة في أحداث توازن كبير في وسط الريال والفريق ككل ، إلا انه يفتقر إلى عنصر هام جدا وهو صناعة اللعب وبناء الهجمات من الخلف أو عملية الزيادة العددية في الهجوم بشكل صحيح .
ثانيا : اللعب بلاعبين في خط الوسط بنفس المهام والأدوار ، حيث يشترك كلا من مودريتش وكروس في نفس المهام ، وبالتالي يفتقد فريق الريال إلى تنوع أسلوب لعبه في وسط الملعب ، فيكفى الفريق اللعب بأحدهم فقط ، والعمل على إيجاد لاعب لديه القدرة على اللعب في عمق وسط الريال الهجومي ، وإعطاء حرية أكبر للاعبي الهجوم في التحرك والحركة وصناعة اللعب .
ثالثا : اتسام أداء وسط الريال بالبطْء في عملية التحضير والبناء والتحرك بكرة وبدون كرة ، فالتحرك السريع في عملية نقل الكرة ، سوف يخلق ثغرات كثيرة لدى الفريق الخصم في عملية الرقابة والتمركز ، والمقصود بالبطء هنا هو أسلوب لاعبي الريال في البناء والتحضير والتحرك وليس سرعتهم العالية في الركض ، فهم رغم امتلاكهم السرعة لكن انتقال الكرة بينهم يتم بصورة بطيئة جدا وخاصة في الوسط .
رابعا : عدم وجود انسجام أو ترابط واضح بين خطوط الفريق الثلاثة ، وخاصة الترابط بين خطي الوسط والهجوم ، وافتقاد الريال إلى لاعب يساهم في عملية تحول الكرة من الدفاع إلى الهجوم بصورة قوية وصحيحة ، فرغم امتلاك الفريق إلى كروس وقوته في هذا الأمر إلا أنه يقوم به بمفرده في ظل منظومة ضعيفة جدا في خط الوسط ، فلابد من وجود لاعب بجواره لديه القدرة على التكملة والدخول إلى عمق الوسط الهجومي ، والقيام على تبادل الكرة بصورة صحيحة معه ومع لاعبي الهجوم .
رافييل فاران
خامسا : مساهمة الوسط هجومياً لا تتم بصورة صحيحة إطلاقاً ، بحيث لا نجد لاعب من وسط الريال قادر على النزوح إلي منطقة جزاء الخصم وتبادل الأدوار مع كل من بنزيما و رونالدو، ولا القيام بعملية خلق مساحات للقيام بالتسديد من خارج منطقة الجزاء أو إعطاء لاعبي الهجوم مساحات للقيام بذلك ، بحيث يتيح لكل من رونالدو و بنزيما مساحة أكثر في التحرك وخف الضغط عليهم والقيام بعملية تبادل المراكز معهم بصورة صحيحة .
سادسا : يفتقد الريال إلى عنصر هام جدا في عملية صناعة اللعب ، وهو أسلوب الضغط على الخصم في مناطقه ، فلاعبي الريال لا يقومون بعملية الضغط على حامل الكرة بصورة صحيحة ، ولا يعتمدون أسلوب الضغط في منظومة لعبهم ، حتى عملية القيام بالضغط في وسط الملعب لا تتم بصورة صحيحة وقوية ، وبالتالي يفتقد الفريق أيضا إلى عنصر هام جداً وهو خلق فرص من خلال الضغط على الخصم في مناطقه .
سابعا : التحرك بدون كرة لا يقوم به في وسط وهجوم الريال سوى كروس من الوسط ، وبنزيما و رونالدو من الهجوم ، فالتحرك بدون كرة سلاح مهم جدا في عملية خلخلة تمركز لاعبي وسط ودفاع الخصم ، والقيام بعملية ضرب الرقابة اللصيقة على لاعبي الهجوم ، وخلق مساحات للقيام بعملية التسديد من خارج منطقة الجزاء ، واستغلال الثغرات التي سيتركها دفاع الخصم في حالة التحرك بطريقة خاطئة لرقابة أحد اللاعبين المتحركين بدون كرة من لاعبي وسط وهجوم الريال .
ثامنا : افتقاد الفريق لاعب لديه القدرة على اللعب في عمق وسط الفريق الهجومي ، بحيث يقوم بخلق مساحات لكل من رونالدو و بنزيما للتحرك ، وتبادل المراكز معهم والعمل على أحداث ثغرات في دفاع الخصم ، كما يفتقد أيضا إلى لاعب الوسط الذي لديه القدرة على تبادل المراكز مع المهاجم ، بحيث يكون لديه القدرة على الدخول في منطقة جزاء الخصم وتسجيل الأهداف .
تاسعا : عدم وجود انسجام قوى بين ثلاثي هجوم الريال ، ويرجع عدم الانسجام هنا إلى غاريث بيل لأنه لا يتحرك جيداً في الهجوم بدون كرة ، ولا يعاون كلا من بنزيما و رونالدو في عملية الأختراق أو تبادل الكرة أو تبادل المراكز معهم بصورة جيدة ، ولا يساهم جيداً في عملية صناعة اللعب من الطرف ، وسواء كان هذا الأمر بسبب أنه لا يلعب في مركزه أم لا ، فالمشكلة واحدة وهى أضعاف قوة الفريق هجوميا .
عاشرا : قيام كلا من رونالدو و بنزيما بالنزول إلى منطقة عمق الوسط الهجومي الخاصة بالريال للقيام بعملية بناء الهجمة وصناعة اللعب ، حيث نجد كثيراً رونالدو و بنزيما يلعبون في هذه المنطقة لجلب الكرة وخلق مساحة للعب ، وبذلك يخضعون لرقابة أكثر من مدافعي الخصم وعدم إتاحة مساحة لهم للقيام بالمهام الهجومية المكلفين بها ، وذلك بسبب افتقاد لاعب خلفهم يقوم بهذا الدور ، وبالتالي انخفاض المعدل التهديفى الخاص بهم بسبب هذا الأمر
