90 دقيقة حياة (4): للريمونتادا وجوه كثيرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت الريمونتادا في عالم كرة القدم. الجماهير في كل مكان لم تستفق بعد من نشوة ريمونتادا برشلونة التاريخية أمام البي إس جي. موناكو هو الآخر حول خسارته في الذهاب أمام السيتي بخماسية إلى انتصار بثلاثية في العودة ليقصي الفريق الأزرق.

    ولم تقتصر حمى الريمونتادا على أوروبا فقط، بل امتدت إلى الفرق العربية حيث قلب المريخ السوداني تأخره أمام بثلاثية إلى فوز بأربعة أهداف في ملحمة افريقية رائعة.

    وكما هو معلوم، فالريمونتادا ليست شيئاً حديثاً، فلا أحد ينسى العودة الساحرة لزملاء سولشاير وشيرينجهام أمام البايرن في نهائي الأبطال عام 1999، ولا أحد بالتأكيد ينسى أعظم ريمونتادا في التاريخ، حين حول ليفربول تخلفه بثلاثية نظيفة في الشوط الأول أمام ميلان إلى عودة خرافية وفي النهاية فوز بضربات الترجيح باللقب الأوروبي الأغلى صيف 2005.

    الريمونتادا هي إحدى أجمل الظواهر الكروية على الإطلاق، لا خلاف على ذلك ولكن ما السبب الذي يجعلها كذلك؟ ربما لأنها عبارة عن شحنة مركزة من العواطف المجنونة، انقلاب مفاجئ في كل الظروف والمعطيات والحقائق المسلم بها، وكميات من الأكسجين الذي يضخ في جسد كان على وشك مفارقة الحياة.

    نحن نحب الريمونتادا لأنها الانتصار والتفوق والجدارة في أعلى درجاتها، ولكن يا ترى هل هذا كل شيء في الريمونتادا… أم أن للريمونتادا وجوه كثيرة؟

    C8OGuz9VYAApsg_

    في الحقيقة فإن معظمنا يحب وجهاً واحدا من وجوه الريمونتادا وهو الفوز الكاسح والفرح والبهجة، ولكن الأوجه الأخرى الخفية هي أساس الريمونتادا، تخيل معي لو أن البارسا انتصر على سان جيرمان في الذهاب، هل سيكون لفوزه في الإياب بسداسية أي معنى، هل كان أصلاً لاعبوه سيعلمون أن لديهم القدرة على تسجيل سداسية في 90 دقيقة في فريق مدجج بالنجوم كالبطل الفرنسي؟ لو أن جيرارد وألونسو وسميتشر سجلوا أهدافهم على ميلان في الشوط الأول، وأنهوا المباراة بفوز طبيعي هل كان الناس سيتذكرون إنجاز إسطنبول كماركة مسجلة للريمونتادا؟

    إن قيمة الريمونتادا الحقيقية هي أنها انعكاس لكم كبير من الألم والضعف، والاستسلام والسلبية. الريمونتادا عظيمة، وأول مراحل تشكل العظمة هو ذلك الألم الذي أحاط بك في الماضي، هو تلك الضربة التي جعلتك تجثو على ركبتيك ذات مرة تبكي دماً، وقتها كان العالم مجرد سواد كبير، وأنت مجرد لا شيء، أو هكذا وددت أن تكون لكي ينتهي كل شيء.

    إذا كنت تشعر أنك فاشل، أو ضعيف أو تائه، إذا كنت ترى الحياة تسجل أهدافاً بغزارة في مرماك بينما أنت غير قادر على رسم أهدافك فاهدأ، فربما أنت في الشوط الأول، ربما أنت في مباراة الذهاب، أنت مهما كان عمرك في الجزء الأول من قصة نجاحك المبهر، وهناك شوط ثان، هناك مباراة إياب، هناك ريمونتادا عظيمة لم تكتب بعد وأهداف لم تلج الشباك بعد.

    من يضمن نجاح الريمونتادا الخاصة بك؟ إيمانك بنفسك، وضوح الهدف وعدم الخوف من المغامرة.