تتعدد الأدوار و المركز واحد!

لم تعد مهمة حارس المرمى صد , ابعاد و تشتيت الكرات فقط فقد تعددت مهامه بشكل ملحوظ . فعلى سبيل المثال : حارس مرمى فريق برشلونة يجب أن تكون لديه القدرة على التمرير الجيد و بناء اللعب من الخلف لأن تكتيك الفريق يعتمد على ذلك .أيضا, أن تكون لديه السرعة اللازمة لتشتيت الكرات التي تلعب خلف الدفاع المتقدم و لذلك فان الحارس المُلِم بهذه الصفات يسمى ب”sweeper goalkeeper”.

قلبي الدفاع :

انتهى عصر ال”limited defender” الذي تقتصر مهامه على تشتيت , ابعاد الكرات و مراقبة المدافعين و بدأ عصر ال”Ball-playing defender” الذي يقوم ببناء اللعب من الخلف و ارسال الكرات العمودية خلف مدافعي الخصم مثل جيرارد بيكيه , بونوتشي , ستونز و بواتينج .

بالاضافة إلى ذلك , استخدم بعض المدربين كبيب جوارديولا المدافعين ليقوموا بمهام المهاجم الصريح كما فعل مع جيرارد بيكيه في مباراة تشيلسي الشهيرة و كومباني في فترة ولايته حاليا لمان سيتي .

الظهيرين :

فتح الملعب عرضيا , التقدم للأمام للقيام بالعرضيات و مساندة الجناح هكذا هي مهام الظهير منذ نشأة كرة القدم و لكن مع تقدم كرة القدم اصبح للظهير أدوار اخرى , فقد يقوم بمهام لاعب الارتكاز , صانع اللعب ففي ولاية بيب جوارديولا لبايرن ميونيخ كان يقوم الفيلسوف باعطاء مهام لفليب لام بالتحول من الطرف للعمق ليقوم بدور لاعب الارتكاز الصريح في المركز 6 بالملعب, كحلقة وصل بين الدفاع و الهجوم , و ناقل رئيسي للكرة في أماكن الضغط مع ترك مساحة و اضحة للجناح ليصبح حرا .

ايضا , عندما اكتسح بايرن ميونيخ أرسنال 5/1 كان ديفيد الابا يقوم بمهام صانع اللعب لتشتيت تنظيم الخصم و ارباكه لذلك , ليس شرطا أن يكون تمركز اللاعب في الملعب كما هو في الخطة .

:الارتكاز

نصل لوسط الملعب , حيث يعتبر خط الوسط المدافع أو الارتكاز اهم مركز في وسط الملعب بل في الملعب كله , فلاعب الارتكاز يقوم بقطع الكرات و قتل هجمات الخصم المرتدة فجاتوزو , ماسكيرانو ليفربول , حسام عاشور و طارق حامد في مصر “باختلاف الجودة” أشهر من يقوموا بهذا الدور. بالاضافة إلى ذلك , بات لاعب الارتكاز في الأونة الخيرة يقوم بأدوار متعددة كالمساهمة في بناء اللعب من الخلف , نقل الكرات من الخلف للامام , التأثير في رتم اللعب فسيرجيو بوسكيتس , جوندوجان , فيراتي و روكي ميسا لاعب لاس بالماس أشهر من يقوموا بذلك فهم وفق أعراف الكرة الحديثة يعرفوا بالريجستا .

:وسط الملعب

لا تقتصر مهام لاعب خط الوسط على توزيع , نقل الكرات فقط فاللاعب رقم “8” في الملعب لديه نسخ متعددة فمنهم من يعرف بال ” roaming playmaker ” الذي يقوم باخذ الكرة من الدفاع و الصعود بها و بفريقه للامام فانيستا خير من يقوم بذلك و منهم أيضا من يعرف بال ” box to box midfilder ” الذي يتقدم لمنطقة جزاء الخصم و يهددها فأشهر من يستطيع القيام بتلك الأمور هو أرتورو فيدال .بالاضافة إلى ذلك , من يقوم بالثبات في وسط الملعب ,  التغطية على تقدم الظهير لمنع الهجمات المرتدة و القيام بأدوار دفاعية فراكيتيتش هو كالمرآه لمن يقوموا بذلك . أيضا بالطبع من يقف في الدائرة و يقوم بتوزيع الكرات و التحكم في ريتم و سرعة المباراة كتوني كروس لاعب ريال مدريد .

الجناحين :

من المعروف دائما أن مهمة الجناح الرئيسية هي الجري على الخط و القيام بعرضية و لكن مع تقدم كرة القدم أصبح لمركز الجناح أهمية كبرى . فلاعب الجناح لديه أدوار متعددة كالدخول إلى العمق و القيام بتسديدة أو تمريرة قطرية فاريين روبين , ايدين هازارد يعرفوا بالجناح المقلوب “inside forward , false 7 ”  أو الدخول إلى منطقة جزاء الخصم وتهديد مرماه مثل كريستيانو رونالدو , مولر و نيمار في موسم الخماسية .

انتشر في الأونة الأخيرة ال”Advanced playmaker” اي اللاعب الحر , فهو يقوم بمهام كثيرة و متعددة كالنزول لوسط الملعب للمشاركة في بناء الهجمات ,  الدخول لمنطقة الجزاء لييصبح مهاجم ثان و الهجوم على الخط للقيام بعرضية لتشتيت  أوراق الخصم مثل ليونيل ميسي عندما يشغل مركز الجناح أو نيمار في هذا الموسم .

المهاجم :

من الأخطاء الشائعة لدى متابعي كرة القدم هي أن المهاجم تقتصر مهامه على تسجيل الاهداف فقط , فهذا غير صحيح بالمرة . فالمهاجم يتحرك , يصول و يجول في و خارج منطقة الجزاء لاعطاء المساحات للقادمين من الخلف مع نزوله إلى وسط الملعب للمساهمة في صناعة اللعب ككريم بنزيما “ولذلك يهاجم كثيرا من المتابعين لعدم تسجيله أهداف كثيرة” و ليونيل ميسي في ولاية بيب جوارديولا لبرشلونة فال “False 9 ” أو المهاجم الوهمي معروف و شائع من فترة كبيرة بل كبيرة للغاية فتوتي كان يقوم بهذا الدور و هيديكوتي المجري “مدرب الأهلي المصري الاسبق” كان يقوم بذلك الدور أيضا .

و لذلك , تدين كرة القدم بالكثير لمن آمنوا بالكرة الشاملة و اللامركزية كرينوس ميتشيلز , يوهان كرويف , بيليسا و بيب جوارديولا .