برشلونة .. أكثر من مجرد ريمونتادا (القصة والدرس)

معاذ زيراري 16:47 13/03/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • برشلونة

    برشلونة ينصب نفسه ملكا” للريمونتادا” أو ما يعني باللغة اﻹسبانية” قلب الطاولة ” فقد دخل التاريخ من باب جديد ليصبح أول فريق في مسابقة دوري ابطال اوروبا يتأهل إلى الدور المقبل بعد الخسارة ب 4-0 ذهابا في ليلة كانت مظلمة على الكتيبة الكتلونية و إن دارت أحداثها في عاصمة اﻷنوار.

    فإذا عدت لتلك الليلة و شاهدت المباراة أكثر من مرة ستزداد يقينا أنها كانت أسوء مباراة للفريق الكتلوني في العصر الحديث من دون أدنى شك.

    كان الفريق سيئا من جميع النواحي :ظهر محبطا دون روح أو عزيمة ؛و هزيلا تكتيكيا ، فأخفق في الضغط ، التمرير ، التمركز ، اللعب و التحرك من دون الكرة و هي عوامل لطالما ميزت فلسفته،و من يتابع “البرسا ” يعرف جيدا أن الفريق فقد بل و تجرد من هويته في تلك المباراة.

    كان لهذه الخسارة المدوية أثر عميق في نفوس اللاعبين باﻹضافة إلى الجماهير التي صبت جام غضبها على لويس “إنريكي” ليكون كبش الفداء كالعادة و السبب الرئيسي في الخسارة،و لكن “إنريكي” لم يتلقى الانتقاد و السب و الشتم و حده بل و “أندري جوميز” أيضا.

    لتبدأ الصحافة الإسبانية في حبك مختلف الشائعات حول رحيل بعض اللاعبين و ترشيح خلفاء ” اللوتشو” و اﻹشارة لوجود بوادر أزمة في البيت الكتالوني،حاول البرسا دحضها في المباراة التالية التي كاد الفريق أن يخرج فيها من سباق الليغا معنويا قبل أن ينقد ميسي الموقف دون أن يحتفل في ظل الأداء الباهت جدا و صافرات الإستهجان خاصة على أندري جوميز,

    بعدها بدا و كأن الفريق أصبح حقا يؤمن بالعودة أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد الفوز على أتليتيكو في ملعب هذا الأخير،ليتفق كل اللاعبين من خلال تصريحاتهم على رسالة واحدة:أنهم مؤمنون بالعودة و أنهم في حاجة لتكاتف الجهود،للدعم الجماهيري و أنهم يدعمون مدربهم و معه حتى الموت !

    لتبدأ معالم العودة تظهر حقا بعد مباراة خيخون التي فازت فيها كتيبة “البلوغرانا” بنتيجة عريضة على ملعب “الكامب نو” ، وكان المدرب اﻹسباني يحمل في جعبته مفاجئة أنست الجماهير هذا الفوز و هي قراره بالرحيل نهاية الموسم، مفاجئة لم تكمن في القرار بل في توقيته،ليتبين لاحقا أنه التوقيت السليم لرفع الضغط عن اللاعبين الذين قدموا بعد ذلك مباراة كاملة كرويا مستعيدا شخصيته و أسلوبه،ليضرب فيها “البرسا” عصفورين بحجر واحد:تمكن الفريق من استعادة هويته و شحذ الهمم للقمة المرتقبة يوم الأربعاء بالإضافة إلى بث رعب في صفوف الباريسييي.

    دخل البرسا المباراة بخطة هجومية و بتركيز عال و أتى الهدف الأول في الدقيقة الثانية ليمنح الفريق دفعة معنوية كبرى لكل ما هو قادم و سيطر البارسا تماما على المباراة محاصرا الفرنسيين في الثلث الأخير قبل أن يأتي الهدف الثاني عن طرق كورزاوا بالخطأ في مرماه قبل نهاية شوط كتالوني بامتياز.

    سيرجي روبيرتو

    دخل الفريق الشوط الثاني بقوة ليسجل ميسي الهدف الثالث لتبدو “الريمونتادا” قريبة جدا الذي أثر على الفريق الذي لم يصدق أنه على بعد هدفين فقط من التأهل وأمامه 40 دقيقة لفعل ذلك،لكن دخول الأرجنتيني دي ماريا و انخفاض لياقة اللاعبين أدى إلى قبول البارسا لهدف في الدقيقة 62،ليتحتم على الفريق تسجيل 3 أهداف في نصف ساعة دون تلقي أي هدف،و بدى الأمر مستحيلا لأكبر المتفائلين لأن الدقيقة تشير إلى 87 من عمر المباراة والفريق يلزمه ثلاث أهداف.

    لكن البارسا فعلها في الأخير و أتى هدف الخلاص عن طريق الجوكر سيرجي روبيتو ليصيب أحلام الفرنسيين في مقتل.

    لكن البطلين الحقيقيين هما المدرب و نيمار،دون نسيان البرغوث اﻷرجنتني الذي لعب دورا تكتكيا خفيا في خلق المساحات للآخرين ،لتنطلق الأفراح بالكامب نو و كأن الفريق فاز في نهائي بل و قام بتحقيق معجزة لقيت الإشادة و التمجيد و الانبهار من الخصم اللدود قبل المناصر المتعصب،و توالت الإشادات من كبار اللاعبين و المدربين عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي و هلل الجميع لهذه المعجزة الكروية.

    ليلقن البارسا الجميع في 90 دقيقة درسا و حكمة بليغة في الحياة بالإيمان و الثقة و عدم ادخار أي جهد حتى آخر لحظة و إن كانت كل الحظوظ ضدك لن ينفعك الاستسلام و فقدان الأمل أو التذمر و التباكي بل وحده الإيمان و الاجتهاد والمحاولة حتى آخر لحظة كفيل بتحقيق المجد والأحلام و التاريخ ففعلا لكل مجتهد نصيب !

    حقا كم هي جميلة كرة القدم التي لطالما قدمت دروسا و عبرا و ستبقى