أليكسيس سانشيز … الهارب من الجحيم

باسم الصاوي 18:09 06/03/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • منذ اللحظة الاولى له داخل جدران ملعب الامارات اظهر اختلافاً كبيراً في الشخصية وفارق في العقلية بينه وبين رفاقه في الميدان ،لم يكن يوماً ذلك اللاعب الذي يسعد بالاداء الجمالي في مباراة رائعة تليها سلسلة من التدهور الفني او تسبقها ، ولم يكن الباحث عن نجومية وهمية باعتباره هداف الفريق او نجمه الاوحد دون تحقيق شئ ملموس على ارض الواقع وانما انصب تركيزه على الفوز بالبطولات و تحقيق الانجازات التي تضاف لتاريخه ويفتخر بها بعد الاعتزال ،فماذا كان سيُفيد مارادونا لو اعتزل دون كأس العالم ونابولي؟ ،ليصطدم بعقلية غلفها تراب الزمن و مغايرة تماماً لما تربي عليه وتعلمه من روح رفقة منتخب تشيلي عنيد يصنع التاريخ في امريكا الجنوبية و عقلية الفوز التي تربت بداخله في ريفر بليت و نضجت في برشلونة في عز عنفوان الكتلان الكروي و تحت رعاية جيلهم الذهبي.

    اليكسيس سانشيز ….آخر المنضمين للراغبين في الهرب من النعيم المزعوم بين يدي فينجر ، الفتى المعجزة الذي كان من المنتظر ان يكون انضمامه قطرة من غيث يعيد الحياة لصحراء المدفعجية ويعيد النادي الى سكة الانتصارات التي خرج قطارهم عنها منذ سنوات طويلة نحتت تجاعيدها على وجه السيد فينجر ،ولكنها اوهام كسراب صحراوي يحسبه العطشان ماءً ….أرسنال فقد مدفعه منذ زمن ….واصاب ملكه الشيخوخة….وفقد جنوده الامل في الانتصار ،ففينجر لا زال يدير النادي بالعقلية القديمة و لا يزال ايضاً مقتنعاً بسقف الرواتب الذي ينهار على رأسه في نهاية كل موسم برحيل صفوة نجومه وبقاء من لن يجدوا فريقاً اكبر يضمن لهم صورا على اغلفة الصحف، فهل علي ان اتحدث عن فان بيرسي ونصري و فابريجاس و اديبايور وكولو توريه و سانيا و كليتشي و اُكمل سرد القائمة التي لن تنتهي؟

    alexis-sanchez1

    سانشيز والذي ظهر على محياه الصبر لموسم ثم انتظر الثاني ليضيق صدره في الثالث وبدأ يتلاشى السراب من عينيه و يرى الصحراء تحيط به من كل جانب ،فلا الحديث عن البطولات حقيقي و لا عقلية من حوله تبشر بذلك ،فكيف لفريق يحتفل بالتعادل مع بورنموث بشكل هستيري و كأنه توج بدوري الابطال ان يفز بأي لقب؟.

    AFC-Bournemouth-v-Arsenal-Premier-League

    وكيف لمدرب يجلب انصاف اللاعبين و يدفع بقليلي الخبرة بحجة صناعة النجوم ثم يبيعهم لمنافسيه ليتوجوا بالبطولات فيما بعد ان يقود السفينة وسط ثقة ممن على ظهرها؟ ،وكيف لإدارة تجدد للمدرب بعد كل فشل ان تصنع ثورة مزعومة؟ ،والعمر اوشك على نهايته الكروية و لا يمكن ان تضيع سنين النضج الكروي في هذا العبث الذي يعم ارجاء ارسنال ،فكان اعلان التمرد والمماطلة في التجديد منطقية الى ابعد حد ليبحث عن فريق يتمتع بعقلية لا تجعله يخسر من البايرين بخماسية ثم ينتهي الامر وكأن شيئاً لم يكن ، يبحث عن نادي لا يدار بعقلية الاطفال ليُستبعد افضل لاعبيه في مباراة تُعتبر مباراة الموسم ثم يتم الدفع به في الشوط الثاني لانقاذ الفريق من الغرق ،فلا هو عُقب ولا هو ساعد الفريق وما حدث ما هو الا خطاً سيزيده اصراراً على الرحيل فوق اصراره المسبق لينجو بنفسه من فشل فينجر الذي يعزف الكمان والسفينة تغرف كعازفي “تيتانيك” ، ففي النهاية لا يمكن لوم سانشير على رغبته في الرحيل التي لم يُعلن عنها رسمياً وان كان الاعلان قد تم ضمنياً ،فلا يمكنك ان تلوم شخصاً قد قرر ان ينجو بنفسه من الجحيم!.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك