كُرة القدم يُمكنها أن تَمنحك كُل شئ فى ليلة وتَسلبك إياه فى ليلة أخرى!

عمر ابراهيم 21:08 05/03/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نشأت علي حُب الكُرة ، جميع الفِرق ..أن أُحب فريقي المحلي وأكره من يَتقاسم معه النِقاط وأكره أن نُهزم فى مَعركة لن يَتوقف أهلها عن تذكيرنا بها طوال العُمر ..

    – المَقهي ..ذلك المكان اللعين الذي لم أضع به قدمي سوي مرتين فقط ، لن تُمحي من ذاكرتي لأن والدي أرغمني علي البُعد عنها حتي وإن لم أُشاهد فريقي المَحلي المُفضل .

    أتذكر تلك الليلة حينما كان الأهلي مُتعادلاً مع الإسماعيلي فى مُباراة هي الأبرز والجميع حينها كان يَلعن ذلك التعادل .

    الليلة التالية هي ليلة صناعة المُعجزة …الجميع حينها صَمت كثيراً والبَعض غادر و والدي كان يَقف فى الخلف مُنتظراً إبنه لكي يَنتهي من مُشاهدة اللقاء وهو علي دِراية كاملة أننا ســ نعود نحو المنزل كما كانت الليلة الأولي فى الماضي ..وفجأة ظَهر أبوتريكة نَعم هو هذا الرَجل الذي أعاد من غادر و أفرح من حَزن وتَشبث بــ اللقب فى وَقت كان اللقب أقرب ألف مرة من سابقتها للصفاقسي .

    أما فى منزلنا المُتواضع كانت الدُموع ” سيد الموقف ” فى ليلة خُسارة الكأس أمام المقاولون العَرب حينما أهدر خالد بيبو رَكلة جزاء وأُصيب أمير عبدالحميد وحينها سَجل المٌقاولون هدف قاتل فى الأشواط الإضافية علي ما أتذكر .. حينها كان من المُستحيل أن أمنع الدُموع من الإحتماء فى سواكني ولو لــ دقيقة واحدة فى لحظة نظرة والدي إليِ وهو يَبتسم ..

    ” خَسرنا لأن الكُرة لم تَرغب فى أن تَمنحنا شيئاً الليلة .. ! ”

    لم أتفهم هذا الشئ أبداً وإستمريت علي ما أنا أفعله .

    كَبُر الضغير وأصبح شاباً يافعاً مُتعصباً لــ فريق إسباني وفى ليلة توديع دوري الأبطال بــ هدف قاتل لم أُحرك ساكناً لأنني فى لحظتها ذهبت صَوب غُرفتي وبدأت فى رِحلة خالية من الإنفعالات

    ” النوم ” كان السبيل الوحيد إلي الراحة لَكن الأمر لم يُدُوم طويلاً لأنني إستيقظت علي ألمِ أشد من ذلك الذي جَناه مُسجل الهدف فى مرمي فريقي ، نَفس الدُموع التي لم أمنعها وأنا بُرعم أمام والدي تَمثلت علي وَجهي وأنا شاب يافع لكنها أرادت الإنفجار فى لحظات النوم وشَعُرت أن جَسدي أشبه بــ الزُجاج الذي كُسر إلي ألف قطعة صغيرة تَناثرت فى كُل مكان .

    فى يوم العودة الإعجازية حينما تَطاول علينا الجميع لم أكُن أُُصدق أننا ســ نَفعلها سوي فى قرارة نفسي ..

    ” فَضيحة ما حدث بكم ، كيف ســ تُشاهد ماتبقي من المُباريات فى المُسابقة ؟ ”

    حينها كُنت أحدثهم جميعاً ،

    ” ســ ننتصر فى لقاء العودة ، لن نَرحل بــ تلك السهولة أنا علي ثقة كاملة بعودة فريقي ”

    وفى ساعة إقتراب الحقيقة حَدث ما تَحديت الجميع من أجله ..نَعم تَحققت المُعجزة وأصبحوا يتلعثمون بــ أقاويل لا تَعني لنا شيئاً سوي أننا إستكلمنا مشوارنا نحو اللقب ..

    حينها أدركت فعلياً مَقولة والدي أن كُرة القدم يُمكنها أن تَمنحك كُل شئ فى ليلة وتَسلبك إياه فى ليلة أخري لذلك عليك أن تُرتب سواكنك كــ منزل يَستضيف الدموع فى ليلة كبيسة ويَنفجر بــ لحظات الفَرح فى ليلة خيالية .

    أما أنت ..هل يُمكنك أن تَروي لنا حكايتك مع كُرة القدم ؟ .

    كلمات مفتاحية