ميسي بدون كأس العالم.. ماذا يعني ذلك؟!

محمود حمزة 18:56 17/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    “لن يصبح ليونيل ميسي أفضل لاعب في التاريخ إلا إذا فاز بكأس العالم”!

    مقولة يؤمن بها كثيرون، ويرفضها آخرون، وإذا فاز ميسي بلقب كأس العالم، فسيرفضها من كانوا يؤمنون بها، وسيؤمن بها من كانوا يرفضونها!

    بطريقة ما، أصبحت العلاقة حتمية بين مكانة اللاعب والبطولات التي يحققها، يقولون إن كرة القدم لعبة جماعية، ولا قيمة لشيء لا ينفع الفريق، رغم أنهم يتحدثون عن تصنيفات وجوائز فردية تماماً! وقد يقدم اللاعب أفضل أداء ثم لا يفوز باللقب، وقد يقدم أسوأ أداء ثم يفوز به، وقد يفوز به.. دون أن يلعب!

    يحظى دييجو أرماندو مارادونا بمكانة عظيمة في عالم كرة القدم، ومن أهم الأسباب التي جعلته يصل إلى هذه المكانة؛ فوزه بكأس العالم 1986، لكن من يتحدثون عن هذا الإنجاز يتجاهلون الحقيقة التي تقول إن من أهم أسباب تحقيقه هو الهدف الذي سجله مارادونا في مرمى منتخب إنجلترا.. بيده! ثم الهدف التاريخي الذي سجله نتيجة لتأثير الهدف الأول.. غير القانوني!

    ولا يعني ذلك أن مارادونا لا يستحق تلك المكانة، بل ربما يستحق أكثر منها! ولكن؛ يستحقها بسبب الأداء الذي قدمه، والمستوى الذي وصل إليه، وليس بسبب إنجازات كان من الممكن ألا يفوز بها بنفس الأداء!

    يقولون إن رونالدو البرازيلي أسطورة لأنه فاز بكأس العالم، لكنهم يتجاهلون الحقيقة التي تقول إن مستوى رونالدو في كأس العالم 1998 كان أفضل من مستواه في كأس العالم 2002 بعشر مرات.. على الأقل! ورغم ذلك، خسر الأولى وفاز بالثانية! وسنجد دلائل كثيرة تؤكد أن العلاقة بين الألقاب ومكانة اللاعب ليست حتمية، هل فاز أوليفيه جيرو بكأس العالم لأنه كان أفضل مهاجم في البطولة؟!

    إذاً هل ميسي هو الأفضل في التاريخ؟ هذا ليس سؤالاً مهماً! إذاً فمن أفضل لاعب في التاريخ؟! وهذا أيضاً ليس سؤالاً مهماً! وتفقد كرة القدم كثيراً من جمالها بسبب هذه التصنيفات والمقارنات، ولو فاز ميسي بكأس العالم فلا يعني ذلك أن أداءه كان أسطورياً في البطولة! أما إذا كنت تريد إجابة السؤال، فالإجابة عندك!

    ــ أفضل لاعب هو من ترى أنت أنه الأفضل، هذا كل شيء، الأمر بهذه البساطة!

    ــ بهذه البساطة؟

    ــ بهذه البساطة.

    لو كان العالم كله يؤمن بما تؤمن به، فلن يعني ذلك شيئاً، ولو كنت أنت الوحيد الذي يؤمن بأن هذا اللاعب هو الأفضل، فلن يختلف الأمر! وإذا كنت تعتقد أن لاعباً هو الأفضل في التاريخ، ثم اكتشفت أنه ليس كذلك، فلن تخسر شيئاً! لم ترتكب جريمة، لكن المشجع لن يكتشف ذلك أبداً، ولو وجد دليلاً، فسيرفضه، حتى لو كان يؤمن به قبل أن يكتشفه!

    لو اكتشف العلماء ثغرة تقودنا إلى معلومة مهمة تقول إن أفضل لاعب في التاريخ ليس ميسي أو مارادونا أو رونالدو أو زيدان.. أو بونيرا! بل هو لاعب اسمه خوان إدواردو رودريجيز، فهل سينتهي العالم؟ هل سنخسر شيئاً؟ لا، بل ربما نربح! لأننا سنستمتع بمهارات خوان إدواردو رودريجيز الفريدة، وهذا هو أساس كرة القدم!

    ولكن؛ من خوان إدواردو رودريجيز؟ وأين يلعب الآن؟ لا أعرف! ربما لا يوجد لاعب كرة قدم اسمه خوان إدواردو رودريجيز!

    نعود إلى تلك المقولة؛ “لن يصبح ليونيل ميسي أفضل لاعب في التاريخ إلا إذا فاز بكأس العالم”.. كيف سيؤمن بها من كانوا يرفضونها؟ وكيف سيرفضها من كانوا يؤمنون بها؟

    يقول عشاق ميسي إنه أفضل لاعب في التاريخ، ولا يحتاج إلى الفوز بكأس العالم، ولكن إذا فاز باللقب فسيقولون إنه أفضل لاعب في التاريخ، بدليل فوزه بكأس العالم! أما كارهوه فيقولون إنه ليس الأفضل في التاريخ لأنه لم يفز بكأس العالم، لكن إذا فاز بها فسيقولون إن الفوز بكأس العالم ليس مقياساً! فلماذا يناقشون القضية من الأساس؟!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى