نهائي كأس العالم.. مأساة المركز الثاني!

محمود حمزة 09:44 15/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!

    في عالم سباقات السيارات حكمة شهيرة تقول: “صاحب المركز الثاني هو أول الخاسرين”! وهي مقولة منسوبة إلى السائق الراحل ديل إيرنهارت، لكن من الواضح أنها لا تنطبق على سباقات السيارات فقط!

    تخيل أنك تلعب لعبة الفانتسي، والفائز بالمركز الأول له جائزة كبرى، وفي نهاية اللعبة، كان بينك وبين المركز الأول نقاط قليلة، ثم قارن شعورك في هذا الموقف بشعورك إذا كان بينك وبين المركز الأول 100 نقطة أو أكثر! ربما تبكي في الموقف الأول، أما في الموقف الثاني، فلن تشعر بشيء، بل ربما تسخر من نفسك، فتشعر ببعض السعادة!

    في نهاية كل موسم لن تجد من هم أكثر حزناً من أصحاب المراكز الثانية، وخاصة من يخسر المركز الأول في النهاية، فيصبح حاله أسوأ من حال الذي خسر المركز الأول مبكراً، وعادةً لا توجد فائدة لهذا المركز إلا الفوائد المالية، ولذلك ربما تشعر أنت بالسعادة إذا حصلت على المركز الثاني في لعبة الفانتسي، ستحزن لأنك خسرت المركز الأول، لكنك ستفرح بجائزة المركز الثاني، لأنك لست غنياً مثل لاعب كرة القدم الذي يريد المركز الأول.. حتى لو كان بلا عائد مالي!

    الفشل في تحقيق هدف بعد الاقتراب منه أسوأ كثيراً من الفشل في تحقيق هدف دون الاقتراب منه، وهذه ليست دعوة إلى الاستسلام! لكنها حقيقة واضحة، وفي بطولات خروج المغلوب يصبح موقف صاحب المركز الثاني مأساوياً، لأنه يختتم البطولة بخسارة، ولا يخسر فريق آخر بعده، فيصبح أول الخاسرين.. وآخرهم!

    خرجت منتخبات كثيرة منذ دور المجموعات في كأس العالم، وخرجت منتخبات أخرى في الأدوار الإقصائية التالية، وشعر اللاعبون الخاسرون بالحزن، لكن هذا الحزن لم يستمر، لأن العطلة الصيفية شيء رائع! وإذا بحثنا عن أخبارهم، فسنجدهم يستمتعون بعطلاتهم على الشواطئ، ولا تبدو عليهم أي علامة من علامات الحزن، بينما لا يزال المشجعون يشعرون بحزن شديد، لأنهم لا يستطيعون أن يذهبوا إلى مثل هذه الشواطئ!

    لا يحزن اللاعبون الذين يخسرون مباراة المركز الثالث، لأنهم خاسرون في كل الأحوال! ومن وصل إلى نصف النهائي لا يستطيع أن يخفض طموحه من الفوز باللقب.. إلى الفوز بالمركز الثالث! أما الفائز، فربما لا يفرح إلا قليلاً، وربما لا يشعر بأي سعادة، لكنه على الأقل استطاع أن يختتم مبارياته بفوز، ولذلك لن نجد في نهاية البطولة من هم أكثر حزناً من الخاسرين في النهائي!

    ماذا يعني الوصول إلى المباراة النهائية، يعني الاقتراب من اللقب الكبير، 90 دقيقة، أو 120 دقيقة، ثم يتحقق الحلم، ولذلك تصبح الخسارة فيها أشد قسوة من الخسارة في المراحل السابقة، وبالإضافة إلى ذلك، اقترب الموسم الجديد، ولن يجد الخاسرون وقتاً طويلاً للاستمتاع بالعطلة على الشواطئ، مثل سعداء الحظ.. الذين غادروا المونديال مبكراً!

    ويعني ذلك أن أول الخاسرين في كأس العالم سيكون منتخب فرنسا، أو منتخب كرواتيا!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى