تمثيل نيمار.. كيف نعرف الحقيقة؟!

محمود حمزة 22:42 04/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!

    في كل مباراة يبدأ نيمار عرضاً أكروباتياً جديداً مع كل عرقلة أو التحام أو لمسة من مدافع.. أو بدون سبب! يسقط، يتقلب ويلتف ويتدحرج على الأرض، ويصرخ كأنه يواجه الموت! ثم يواصل اللعب!

    وبسبب هذه التصرفات، يتعرض نجم منتخب البرازيل لعاصفة شديدة من السخرية والانتقادات، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كثير من مقاطع الفيديو والصور الكوميدية التي تسخر من سقوطه المتكرر، وصراخه المستمر، وحركاته البهلوانية التي لا تنتهي!

    وبدأ آخرون عاصفة مضادة تدافع عن نيمار، وتسخر من الساخرين منه! ويقول المدافعون عنه إنه أكثر اللاعبين تعرضاً للعنف، ومن حقه أن يدافع عن نفسه ضد هذا العنف، لأن الحكام لا يوفرون له الحماية اللازمة، لكن ما يفعله نيمار لا يجنبه العنف، بل يستفز المدافعين ويعرضه لمزيد من العنف!

    وبعيداً عن الساخرين من نيمار.. ومن يطالبون بطرده! وبعيداً عن المدافعين عنه أيضاً، إذا نظرنا إلى المشهد من زاوية أخرى، سنجد أن ما يحدث يؤدي إلى مشكلة كبيرة، وتتمثل هذه المشكلة في السؤال التالي: كيف نعرف الحقيقة؟!

    إذا كنت تعرف شخصاً يكذب دائماً، وبعدما تصدق ما قاله تكتشف أنه كان يخدعك، فستعرف أنه شخص كذاب، وإذا قال لك شيئاً حقيقياً في يوم من الأيام، فلن تصدقه، وإذا عرفت أنه لم يكن يكذب في هذه المرة، فلن تشعر بالذنب، لأنك لم تظلمه، بل هو من ظلم نفسه!

    هذا ما يفعله نيمار، إذا شاهدته وهو يصرخ بسبب إصابة خطيرة، وإذا شاهدته وهو يصرخ بسبب إصابة طفيفة، وإذا شاهدته وهو يصرخ بسبب ألم بسيط، وإذا شاهدته وهو يصرخ بدون سبب، أو وهو يمثل، فستجده في كل مرة يصرخ بنفس الطريقة!

    لن تجد أي اختلاف بين رد فعل نيمار، فكيف سنعرف الحقيقة؟ وكيف سيعرف اللاعبون؟ وكيف سيعرف الحكم؟ إنهم يشاهدون نفس المشهد كثيراً، حتى أصبح مشهداً طبيعياً! وربما يشعر الحكم بالقلق إذا سقط نيمار.. ثم نهض بسرعة دون أن يصرخ ويتدحرج!

    نتذكر الإصابة الخطيرة التي تعرض لها نيمار في كأس العالم 2014 بعد تدخل قوي من الكولومبي خوان زونيجا، وكادت تلك الإصابة تقضي على مسيرته، ونتذكر كيف كان يصرخ ويتألم بطريقة أفزعت الحاضرين في ملعب المباراة.

    ونتذكر أيضاً صراخه بعد الإصابة الشديدة التي تعرض لها في الموسم الماضي مع فريقه باريس سان جيرمان، والتي أنهت موسمه مع النادي.

    لكن عندما نشاهد ما فعله نيمار في مباراة منتخب البرازيل ومنتخب المكسيك، وصراخه بنفس الطريقة المرعبة التي تجعلك تعتقد أنه سيغيب عن الملاعب.. لمدة عشر سنوات! ثم ينهض ويواصل اللعب.. وكأن شيئاً لم يكن! وعندما يتكرر هذا الموقف كثيراً، فمن الطبيعي أن تسأل نفسك: “كيف أعرف الحقيقة”؟!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى