خرافة أهداف اللحظات الأخيرة في الشباك العربية!

محمود حمزة 18:45 20/06/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “خرافات كروية” .. سلسلة مقالات ساخرة تتحدث عن المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها كثيرون، تنتشر تلك الخرافات بسرعة كبيرة، تغزو العقول، حتى تتحول إلى حقائق! وقد يتحدث هذا المقال عن حقيقة يعتقد الكاتب أنها خرافة، وفي هذه الحالة يصبح المقال.. مجرد خرافة!

    استقبل المنتخب السعودي هدفين من منتخب روسيا في اللحظات الأخيرة، ثم خسر منتخب مصر بهدف في اللحظات الأخيرة أمام منتخب أوروجواي، ثم خسر منتخب المغرب بهدف في الثواني الأخيرة أمام منتخب إيران، ثم خسر منتخب تونس بهدف في اللحظات الأخيرة أمام منتخب إنجلترا!

    هل يعني ذلك أن لهذه الأهداف كلها سبب واحد؟ لا! هل بين تلك الأهداف علاقة؟ لا! هل يعني ذلك أن شيئاً ما يحدث للمنتخبات العربية في اللحظات الأخيرة ويؤدي إلى استقبال الأهداف؟ لا! ماذا يعني تسجيل الأهداف في شباك تلك المنتخبات في اللحظات الأخيرة؟ لا يعني أي شيء!

    يحاول محللو كرة القدم أن يجدوا تفسيراً لكل ما يحدث في المباراة، حتى لو كان بلا تفسير، أو لا يستحق التفسير! لكل شيء سبب علمي.. وفلسفي! ولهذه الأهداف المتأخرة أسباب تتعلق بطبيعة اللاعب العربي، حتى لو كان اللاعب العربي هو من سجل الهدف في مرمى فريقه! وللأمر أسباب نفسية.. ووراثية أيضاً! وربما يجدون له أسباباً جغرافية!

    لا يعني تشابه الأحداث أننا نستطيع أن نكتشف علاقة بينها، أو أن نجد لها تفسيراً واحداً، قد يستقبل فريقان أهدافاً من كرات عرضية لأنهما لا يجيدان التعامل مع الكرات العرضية، وقد يستقبل فريقان أهدافاً من كرات عرضية لسببين مختلفين، وقد يستقبل فريقان أهدافاً من كرات عرضية.. لأن كرة القدم تريد ذلك فقط!

    المباراة الأولى: لم يستقبل المنتخب السعودي أهدافاً في اللحظات الأخيرة فقط، ولذلك لا يجب أن نترك كل ما حدث في المباراة ونحاول أن نجد تفسيراً لهدفين سجلهما المنتخب الروسي بعدما حسم المواجهة!

    المباراة الثانية: خسر منتخب مصر أمام منتخب أوروجواي بهدف في الدقيقة 89، فقال كثيرون: “فقد اللاعبون التركيز وخرجوا من أجواء المباراة في اللحظات الأخيرة”! قالوا ذلك لأن الهدف سُجل في نهاية المباراة فقط، ولكن؛ هل كان هذا الهدف أول تهديد على مرمى مصر؟!

    استطاع منتخب أوروجواي أن يصل إلى مرمى منتخب مصر في كثير من المناسبات، وتألق حارس المرمى محمد الشناوي وأنقذ مرماه من أهداف عديدة، وكان لويس سواريز وحده يستطيع أن يسجل أكثر من هدفين، وأهدر فرصاً لا يهدرها كريم بنزيما! وعندما يهدر هذه الفرص فهذا لا يعني أن لاعبي مصر كانوا بكامل تركيزهم ثم فقدوه في كرة الهدف فقط!

    suarez

    الخلاصة: كان من الممكن أن يسجل منتخب أوروجواي هدفاً في أي لحظة أخرى من المباراة لأنه كان يصل إلى المرمى قبل أن تأتي اللحظات الأخيرة، لكنه لم يسجل إلا من محاولته الأخيرة لأن كرة القدم أرادت ذلك، وكان من الممكن أن يخسر أيضاً لو أرادت كرة القدم ذلك!

    المباراة الثالثة: خسر منتخب المغرب بطريقة قاسية جداً أمام منتخب إيران بهدف سجله عزيز بوحدوز بالخطأ في مرمى بلاده.. في الدقيقة 95! ومرة أخرى؛ هذا ما أرادته كرة القدم! وسُجلت أهداف عكسية أخرى في هذا المونديال، ومنها هدف عربي سجله أحمد فتحي بالأمس.. في منتصف المباراة!

    يُعتبر المنتخب المغربي أفضل منتخب عربي في الوقت الحالي، وقدم أداءً جميلاً وكان يستطيع أن يحسم المباراة في الشوط الأول، لكن مرماه كان يتعرض لتهديدات إيرانية من الهجمات المرتدة، وكان من الممكن أن يسجل أي منتخب منهما هدفاً قبل اللحظات الأخيرة، ولا توجد علاقة من أي نوع بين هذا الهدف، وبين الهدف الذي استقبله مرمى مصر!

    وأكد منتخب المغرب ذلك في مباراته الثانية أمام منتخب البرتغال اليوم عندما لم يستقبل هدفاً في نهاية المباراة، بل استقبله في بدايتها! وأكد أيضاً أن حظ كرة القدم هو ما يحدد توقيت الأهداف ونتيجة المباراة في كثير من الأحيان! ولن نفهم أبداً كيف لم تسجل المغرب بهذا الأداء الرائع أي هدف في مبارتين، لكن المحللين سيتجاهلون دور الحظ العظيم.. وسيجدون الأسباب العميقة!

    المباراة الرابعة: خسر منتخب تونس أمام منتخب إنجلترا بسبب الهدف الذي سجله هاري كين في اللحظات الأخيرة، فقال كثيرون مرة أخرى: “فقد اللاعبون التركيز وخرجوا من أجواء المباراة في اللحظات الأخيرة”! وكأنها الفرصة الأولى التي تهدد مرمى تونس طوال المباراة!

    كان دفاع المنتخب التونسي سيئاً في تلك المواجهة، وكان مرماهم يتعرض لتهديدات مستمرة خلال أحداث المباراة، قبل الهدف الأول وبعده، وتألق حارسا مرمى تونس بشكل واضح، وكان من الممكن أن تسفر أي فرصة عن هدف قبل أن تصل المباراة إلى اللحظات الأخيرة، لكن كرة القدم أرادت أن يكون التوفيق حليفاً للمنتخب الإنجليزي في الفرصة الأخيرة!

    england

    لا يعني ذلك أن نسبة التركيز عند لاعبي المنتخب التونسي كانت مختلفة! وهو الأمر الذي ينطبق على خسارة مصر الأولى أيضاً، ونستطيع أن نقول إن الخسارة سببها فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة في حالة واحدة؛ إذا كان المنافس عاجزاً عن الوصول إلى المرمى طوال المباراة، ثم نجح في اللحظات الأخيرة!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى