كاريوس بريء.. هذا هو المتهم الحقيقي!

محمود حمزة 08:28 28/05/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    يعتقد كثير من جمهور كرة القدم أن اللاعب إذا أخطأ وتسبب في خسارة فريقه فإنه يستحق الانتقام! وتختلف درجة الانتقام باختلاف درجة التعصب.. والجنون!

    يكتفي بعض المشجعين بالانتقام اللفظي وتوجيه الشتائم إلى اللاعب الذي أخطأ، ويرى آخرون أنه يستحق انتقاماً أشد قسوة! مثل الاعتداء عليه بالضرب، حتى يتعلم الدرس ولا يرتكب مثل هذا الخطأ مرة أخرى!

    وتزداد درجة الانتقام.. حتى تصل إلى القتل! مثلما حدث مع الكولومبي أندريس اسكوبار الذي قتله مجرمو كرة القدم رمياً بالرصاص، لأنه سجل هدفاً بالخطأ في مرمى منتخب بلاده في كأس العالم 1994!

    وكثيراً ما يتلقى اللاعبون تهديدات بالانتقام بعد ارتكاب الأخطاء، وكان آخرهم لوريس كاريوس حارس مرمى ليفربول الذي تلقى تهديدات بالقتل بعدما ارتكب خطأين في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، وأسفر كل خطأ عن هدف كوميدي!

    هل يستحق اللاعب المخطئ انتقاماً من أي نوع؟! لا تحتاج الإجابة إلى تفكير، والانتقام -خارج الملعب- ليس جزءاً من كرة القدم، ولا يستحق اللاعب عقاباً إلا عندما يتعمد ارتكاب أحد الأخطاء، وعندما يتعمد، فلا يجب أن يكون الجمهور هو من يعاقبه!

    الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون وتتسبب في الهزائم ليست أخطاءً متعمَّدة، هل يتعمد لاعب التسجيل في مرمى فريقه؟ هل يتعمد لاعب تمرير الكرة إلى مهاجم الفريق الآخر أمام مرماه؟ هل يتعمد حارس مرمى أن يمسك الهواء.. بدلاً من الكرة؟!

    تحدث هذه الأخطاء لأن من يرتكبها كان سيء الحظ في هذا الموقف، أو لأنه لا يستحق أن يلعب في هذا الفريق، أو لا يستحق أن يلعب كرة القدم! وإذا شارك اللاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا رغم أنه لا يستحق، فالخطأ ليس خطأ اللاعب، بل خطأ من اختاره ليلعب!

    في الخطأ الأول أراد كاريوس أن يمرر الكرة بيده فاصطدمت بقدم كريم بنزيما.. الذكي! ثم ارتدت ودخلت المرمى، وهذا الخطأ لا علاقة له بمستوى الحارس، ولا يرتكبه أحد الهواة، ولا يحدث إلا في الأفلام الكوميدية! لكنه حدث في أهم مباريات ليفربول منذ سنوات، ولا نعرف لماذا حدث، مثلما لا نعرف لماذا انزلق ستيفن جيرارد أمام ديمبا با!

    أما الخطأ الثاني فلا يُعد من الأخطاء النادرة مثل الخطأ الأول، وارتكبه كاريوس نفسه في نصف النهائي أمام روما! لكن الكرة اصطدمت بالعارضة، فكرره في النهائي! ومن الواضح أن النادي يستحق أفضل من هذا الحارس، لكن الألماني لم يفرض نفسه بالقوة في تشكيل الفريق، بل اختاره المدرب.. وهو المسؤول الحقيقي!

    نشاهد كثيراً من اللاعبين الذين لا يستحقون اللعب في أندية كبيرة.. أو صغيرة! لكنهم يلعبون في أكبر أندية العالم، ويقدمون لنا كثيراً من الكوارث.. والمشاهد المضحكة! ويهاجمهم مشجعو أنديتهم ويسبونهم ويهددونهم، رغم أنهم أبرياء!

    إذا كان مستوى أحد اللاعبين أقل من أحد الأندية الكبيرة، لكن النادي عرض عليه توقيع عقد مقابل كثير من المال، هل يجب أن يرفض لأنه لا يستحق؟! سيكون قراراً أحمقاً! وهل يجب أن يرفض اللعب في المباريات الكبيرة؟! إذا رفض.. فمن سيضحكنا؟!

    يريد اللاعب الفوز أكثر من الجماهير، ويحاول أن يقدم أفضل ما لديه، وليس الاختلاف بين ليونيل ميسي وجيريمي ماثيو سوى اختلاف في القدرات، لكن كليهما يحاول أن ينفع فريقه، فينجح أحدهما بسبب قدراته، ويفشل الآخر.. بسبب قدراته أيضاً! لكن الثاني لا يستحق الانتقام أو الشتائم، قدراته غير كافية، لكن مدربه يراها كافية، فما ذنب اللاعب؟!

    نستنتج من كل ما سبق أن المدرب هو من يتحمل المسؤولية وليس اللاعب المخطئ، أو تتحملها إدارة النادي في بعض الأحيان، ولا يعني ذلك أن المدرب هو من يستحق الانتقام.. والقتل!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى