هلوسة كروية.. هل هازارد لاعب كبير؟!

محمود حمزة 09:44 19/03/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    من الصعب أن تكتب عن نجم فريق كبير لتنتقده أو تتحدث عن عيوبه، لأن كثيرين يعتقدون أنك لا يجب أن تتحدث عنه إلا لتمتدحه وتشيد بالقدرات التي يمتلكها.. والتي لا يمتلكها!

    يُعتبر إدين هازارد من أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي في السنوات الأخيرة، لكنه كان يستطيع أن يصبح أفضل من ذلك بكثير، وكان يستطيع أن يكون مفيداً لفريقه بدرجة أكبر، ورغم كل القدرات التي يمتلكها، لا يُعتبر هازارد لاعباً حاسماً!

    يلعب البلجيكي في الموسم الحالي أحياناً خلف المهاجم أو في مركز المهاجم نفسه، ومن المعروف أن مركزه الأساسي هو الجناح الأيسر، ويلعب هازارد بشكل جيد في هذا المركز؛ يراوغ المدافعين ويدمرهم ويقدم كثيراً من اللقطات المدهشة، ويسجل الأهداف.. أحياناً! لكن طريقة لعبه لا علاقة لها بمركز الجناح!

    لا يلعب كل لاعبي مركز الجناح بنفس الطريقة بالتأكيد، لكن جميعهم يلعبون ليؤدوا مهام هذا المركز، مثل لعب الكرات العرضية أو الدخول إلى العمق والتسديد أو التحول إلى مهاجمين في بعض الهجمات أو مساندة الظهير في الهجوم والدفاع وغيرها، أما نجم تشيلسي؛ فيلعب تقريباً من أجل الحصول على مخالفات!

    يتطور أداء أي لاعب طموح باستمرار، فإذا نظرنا إلى أداء لاعب مثل محمد صلاح على سبيل المثال، سنجد أنه كان لاعباً واعداً لكنه كان يفتقر إلى بعض القدرات، مثل اللعب في المساحات الضيقة واستلام الكرة عندما يكون ظهره مواجهاً لمرمى المنافس والفوز بالصراعات البدنية، والآن؛ أصبح يمتلك كل ذلك، ولا يزال يتطور! أما هازارد، فيلعب بنفس الطريقة منذ سنوات، يتغير مركزه لكن أسلوبه لا يتغير، ولا يقدم شيئاً جديداً، رغم أنه يستطيع!

    أسلوب إدين هازارد ليس سيئاً بالتأكيد، ونعلم ما يفعله عندما يكون في قمة مستواه، لكن كل ما يفعله ليس سوى جزء مما يستطيع أن يفعله، ولا أدري لماذا يرفض لاعب أن يفعل شيئاً يتقن فعله!

    شاهدنا كثيراً من اللاعبين الذين يمتلكون موهبة الحفاظ على الكرة تحت أي ضغط، مثل فيرناندو ريدوندو وخوان ريكيلمي ولوكا مودريتش وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس وموسى ديمبيلي وغيرهم، وكلهم باختلاف أدوارهم وأساليبهم يلعبون في مراكز تناسب استخدام موهبة الحفاظ على الكرة تحت الضغط، أما هازارد، فيبالغ في استخدام هذه الموهبة في مركز يحتاج إلى أسلوب مختلف تماماً!

    عندما تصل الكرة إلى لاعب تشيلسي فإنه يحب أن يعطي ظهره للمدافع ثم يغير اتجاهه ليراوغه، يضغط المدافع بقوة ويأتي زملاؤه ليساعدوه، لكنهم لا يستطيعون أن ينتزعوا الكرة من بين قدمي اللاعب الموهوب، ورغم ذلك لا يتخلص هازارد منهم تماماً، بل يواصل مراوغتهم حتى يحصل على مخالفة، ثم يشعر بالفخر لأنه أكثر اللاعبين تعرضاً للعرقلة!

    يصفق المشاهد ويستمتع بهذه المهارة ويشيد بقدرات اللاعب، ثم يسأل نفسه؛ “ماذا استفاد الفريق”؟! لا يلعب الجناح ليحافظ على الكرة بهذه الطريقة أو ليحصل على المخالفات أو ليراوغ في نفس المكان دون أن يؤدى إلى خطورة على مرمى المنافس، بنصف هذا المجهود فقط يستطيع هازارد أن يكون أكثر فاعلية، لكنه لن يحصل على نفس العدد من المخالفات!

    في كل مباريات هازارد تُتاح له فرص ممتازة للتسديد على المرمى، وهذه الفرص يتمنى لاعبون آخرون نصفها أو ربعها، لكنه لا يسدد! والمشكلة ليست أنه لا يسدد، بل المشكلة الحقيقية أنه يتقن التسديد! وعندما يسدد يسجل، أو يكاد يسجل، فلماذا يرفض أن يسدد؟! في كل مرة ننظر بشكل لا إرادي إلى المرمى منتظرين تسديدة قوية، لكنه يفضل الاحتفاظ بالكرة.. أو التمرير إلى لاعب عند خط التماس!

    كما قلت؛ لا يلعب جميع الأجنحة بنفس الطريقة، لكن كل نجوم هذا المركز تقريباً (الأيمن أو الأيسر) يلعبون بأسلوب مباشر، والأمثلة التالية للاعبين أساليبهم مختلفة؛ كريستيانو رونالدو عندما كان جناحاً، ليونيل ميسي عندما يلعب كجناح، آريين روبن، فرانك ريبيري، محمد صلاح، جاريث بيل مع توتنهام، وغيرهم، كل لاعب منهم يحصل على الكرة ثم يفكر؛ أين المرمى وكيف أصل إليه أو يصل فريقي إليه؟! وعندما يحصل على ربع فرصة للتسديد.. يحذف عقله كل الخيارات الأخرى!

    من المعروف أن اللاعب الذي يمتلك مهارات كبيرة يتعرض لعنف المنافسين، لكن هازارد لا يتعرض للعنف بسبب مهارته فقط، لأنه يحصل على مخالفات أكثر من لاعبين أكثر منه مهارة، والسبب الرئيسي الذي يجعله يتعرض للعرقلة هو أن أسلوب لعبه يؤدي إلى ذلك، وأحياناً يلعب نيمار أيضاً بأسلوب يؤدي إلى حصوله على كثير من المخالفات دون أن يستفيد فريقه، لكن البرازيلي يفعل ذلك لأنه يحب استعراض مهاراته واستفزاز المدافعين، وعندما يريد أن يفيد فريقه فإنه يلعب بأسلوب مباشر وإيجابي ويصبح لاعباً عظيماً، أما هازارد فيلعب بهذا الأسلوب لأنه يعتقد أنه مفيد!

    ورغم كل ما سبق، يظل إدين هازارد لاعباً كبيراً، فالمشكلة ليست أنه لاعب سيء أو متوسط أو جيد، ولا يوجد لاعب بدون عيوب، لكن المشكلة هي أنه يمتلك حلولاً لعيوبه، ويرفض استخدامها! ولو لعب بأسلوب مباشر وحدد المرمى هدفاً رئيسياً له ولفريقه، ولو سدد الكرة عندما يحصل على فرص التسديد، ولو انطلق إلى أماكن الخطورة، ولو أدرك أن الحصول على المخالفات ليس إنجازاً، لو فعل ذلك لأصبح أكثر من لاعب كبير!

    وكما قلت، المشكلة أنه يستطيع أن يفعل كل ذلك! ويفعله أحياناً، ويحصل على نتائج مثالية، لكنه لا يكرره كثيراً، ويعود إلى اللعب بالأسلوب الذي يستمتع به! ولذلك؛ سيظل لاعباً كبيراً، ولكن…!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى

    فيديو مهم : وعد جون سينا للجمهور السعودي في رويال رامبل القادمة في السعودية