تشيلسي وبرشلونة.. مواجهة يحسمها الحظ!

محمود حمزة 04:22 20/02/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    تنطلق مساء اليوم في لندن المواجهة المرتقبة بين تشيلسي وبرشلونة في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، ومن الواضح أن مستوى البرسا أفضل من مستوى البلوز في الموسم الحالي، لكن ذلك لا يعني أنه سيتأهل! فربما يقدم فريق أنطونيو كونتي أداءً ممتازاً في هذه المواجهة، وربما يقدم أداءً أسوأ من أدائه في الدوري الإنجليزي.. ثم يتأهل إلى ربع النهائي! وقد نشاهد أي سيناريو آخر، لأن مواجهات الفريقين لا تعتمد على الخطة فقط، ولا تعتمد على أخطاء الحكام! بل تعتمد على الحظ أيضاً!

    في عام 2009 تواجه الفريقان في نصف نهائي البطولة، وانتهت مباراة الذهاب في كامب نو بالتعادل السلبي، أما مباراة العودة في ستامفورد بريدج، والتي انتهت بالتعادل 1-1، فقد أصبحت من أشهر المباريات في تاريخ كرة القدم، ليس بسبب أداء الفريقين، وليس بسبب هدف أندريس إنييستا القاتل في اللحظات الأخيرة، ولكن بسبب أداء الحكم توم هينينج! فقد استطاع هذا الحكم أن يخطف الأضواء من نجوم الفريقين، ورغم مرور كل هذه السنوات؛ لا يزال الجمهور يتحدث عنه!

    يؤكد عشاق تشيلسي أن فريقهم تعرض للظلم في مباراة العودة، وأنه كان يستحق أربعين ضربة جزاء تقريباً! ويرد عشاق برشلونة مؤكدين أن فريقهم تعرض للظلم أيضاً في مباراة الذهاب، ثم تعرض للظلم مرة أخرى في مباراة العودة عندما طُرد لاعب فريقهم إريك أبيدال، ولا يتحدث أحد تقريباً عن أداء الفريقين وما قدمه المدربان! يتحدث الجميع عن الحكم.. وعن هدف إنييستا الغدار! كأن المباراة لم يحدث بها شيء آخر!

    إذا تجاهلنا أخطاء الحكم، أو إذا افترضنا أن المباراة لم تشهد هذه الأخطاء، وإذا نظرنا إليها بصفتها مباراة كرة قدم فقط، سنجد أن تشيلسي كان أفضل من برشلونة في كل شيء تقريباً، وجعله عاجزاً عن فعل كل ما يتقن فعله، كان البرسا هو الفريق الذي يستحوذ على الكرة، لكن الفريق الإنجليزي كان هو الذي يهدد مرمى منافسه بفرص خطيرة! بينما كانت هجمات برشلونة تصطدم بحائط الدفاع الأزرق ثم تتحطم.. قبل أن تصل إلى بيتر تشيك! وتفوق جوس هيدينك على بيب جوارديولا تماماً، وجعله يستسلم!

    وبعدما قدم تشيلسي مباراة مثالية وتفوق على فريق كان كثيرون يعتقدون أنه لا يُقهر، وبعدما سجل مايكل إيسيان أحد أفضل الأهداف في تاريخ البطولة، وبعد مباراة لم يتعرض فيها مرمى حارس البلوز لتهديدات كثيرة، ورغم أن الفرص الخطيرة كانت تتاح للفريق اللندني فقط؛ أطلق أندريس إنييستا في اللحظات الأخيرة رصاصة قاتلة أطاحت بفريق جوس هيدينك خارج البطولة، لذلك لا يجب أن نقول: فاز برشلونة بسبب الحكم، بل من الأفضل أن نقول: فاز برشلونة بسبب الحظ! وقبل أن تقول “هذا المقال مُوجه ضد برشلونة”.. واصل القراءة حتى النهاية!

    أما في عام 2012، وفي نصف نهائي نفس البطولة أيضاً، فقد قدم برشلونة مبارتين ممتازتين أمام تشيلسي الذي كان يعاني في هذا الموسم، لكن الحظ حسم المواجهة مرة أخرى! فاز تشيلسي بمباراة الذهاب في لندن بهدف نظيف.. من هجمة وحيدة تقريباً! وانتهت مباراة العودة الشهيرة بالتعادل بهدفين لكل فريق، وفعل برشلونة كل شيء ممكن في المبارتين، وكل شيء غير ممكن أيضاً، أما تشيلسي، فلم يكن يغادر منطقة جزائه.. إلا ليسجل هدفاً!

    اعتمد تشيلسي على خطة دفاعية ناجحة في عام 2009، ولم تكن الكرة تصل إلى بيتر تشيك إلا قليلاً، ولم ينجح برشلونة في الحصول على فرص خطيرة، أما في عام 2012، فقد اعتمد مدربه روبرتو دي ماتيو على خطة دفاعية فاشلة كروياً، لكنها ناجحة لأن الحظ كان عنصراً مهماً فيها! كان لاعبو البرسا يصلون إلى المرمى بسهولة، لكن تشيك قدم أداءً تخطى مرحلة الأساطير! وإذا سدد لاعبو النادي الكتالوني ولم ينجح الحارس في التصدي للتسديدة.. تجد الكرة لاعباً على خط المرمى ليمنعها من الدخول! وإذا لم تجد مدافعاً.. تصطدم بالقائم أو العارضة، وإذا لم تصطدم بالقائم أو العارضة.. تمر إلى خارج الملعب!

    تنجح الخطة الدفاعية إذا جعلت المنافس عاجزاً عن الوصول إلى المرمى، أما إذا فاز فريق رغم أن منافسه كان يصل كثيراً ويهدد المرمى بفرص خطيرة، فهذا ليس فوزاً بخطة دفاعية، بل هو فوز بالحظ! ومن المعروف أن لاعبي برشلونة لا يهدرون كثيراً من الفرص السهلة، لكن ما حدث في مبارتي عام 2012 كان شيئاً غريباً! وكان ليونيل ميسي نفسه يهدر الفرص.. وكأنه كريم بنزيما! والشيء الطبيعي الوحيد الذي حدث في المبارتين.. هو أن ميسي أهدر ضربة جزاء!

    تُحسم كثير من مباريات كرة القدم بالحظ أو بالتوفيق أو أياً كان اسمه، وقد يفعل فريق كل شيء وترفض الكرة دخول الشباك! وقد يفوز فريق دون أن يفعل شيئاً يجعله يستحق الفوز أو المنافسة، لكن محللي المباريات يتعمدون تجاهل (الحظ) دائماً ويبحثون عن أسباب تكتيكية للنتائج! وإذا لم يكن للنتيجة أسباب تكتيكية، يخترعون أسباباً تكتيكية.. وهمية! لأن الاعتراف بوجود الحظ يهدم فلسفة التحليل! فهل ستُحسم مواجهة هذا الموسم بكرة القدم.. أم بالحظ؟!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى

    فيديو مهم : كيف قلب ريال مدريد الطاولة على ريال بيتيس