إيسكو يتحدى بديهيات كرة القدم!

محمود حمزة 22:05 15/02/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    خرج إيسكو من الملعب ففاز ريال مدريد، قد يبدو استنتاجاً أحمقاً، وربما يكون كذلك بالفعل! لكن البديل ماركو أسينسيو كان السبب وراء الهدفين الثاني والثالث، وفعل في دقائق قليلة ما لم يفعله إيسكو منذ بداية المباراة، لم يقدم أسينسيو شيئاً مدهشاً أو استثنائياً، ولم يغير نتيجة المباراة بعبقريته، لكنه لم يفعل سوى الالتزام ببديهيات كرة القدم؛ اللعب من أجل إيصال الكرة إلى الشباك!

    أما إيسكو فلا يلتزم بهذه البديهيات إلا قليلا، يستهدف الفريق تسجيل الأهداف، لكن هذا اللاعب يحدد أهدافاً أخرى، المراوغة ثم المراوغة، ثم الاحتفاظ بالكرة.. ثم مزيد من الاحتفاظ بالكرة! ثم قتل الهجمات السريعة، وإذا كان المشاهد لا يهتم بتسجيل الأهداف، أو إذا كان يهتم بالمهارات الفردية بدرجة أكبر، فسيستمتع بأداء إيسكو بالتأكيد، لمسته تدل على موهبة لا تخطئها العين، ومهارته لا تتكرر كثيراً في عالم كرة القدم، أما إذا كان المشاهد يهتم بالأهداف، وهذا هو الطبيعي، فسيتمنى أن يشاهد لاعباً آخر يلعب من أجل تحقيق هذا الهدف، حتى لو كان يمتلك ربع قدرات إيسكو!

    الأمر بسيط، واتجاه المرمى واضح؛ في نهاية الملعب قائمان وعارضة وشباك، وكل ما يفعله الفريق هجومياً هدفه مرور الكرة بين القائمين وأسفل العارضة وداخل الشباك! لكن بعض اللاعبين يتجاهلون اتجاه المرمى، ويعتقدون أن المرمى الحقيقي بين قدمي اللاعب الذي يريدون مراوغته! وإيسكو واحد منهم، تُتاح أمامه مساحة للانطلاق نحو مرمى المنافس فلا يستغلها، رغم أن كريم بنزيما بذل مجهوداً عظيماً ليفتح له هذه المساحة! يتحرك زميله في موقع جيد فلا يمرر له، يدور حول المدافع، وحول نفسه! يسير بالكرة في كل الاتجاهات، إلا اتجاه مرمى المنافس!

    إيسكو ليس لاعباً سيئاً، لكنه يستحق الانتقاد أكثر من أسوأ اللاعبين! لأنه يستطيع أن يصبح من أفضل لاعبي العالم.. إذا أراد! وفي بعض المباريات يحاول أن يثبت ذلك، وينجح! ويشيد به الجميع، ويطالبون مدربه باختياره ضمن التشكيل الأساسي باستمرار، فليس من المنطقي أن يجلس لاعب يمتلك هذه الموهبة النادرة على مقاعد البدلاء، ولكن؛ ليس من المنطقي أيضاً أن يكون اللاعب الذي يمتلك هذه الموهبة النادرة أقل إيجابية من لاعبين يمتلكون قدرات متوسطة!

    يتطلع الجمهور إلى الفوز، وسيدعم اللاعب الذي يجتهد ليحقق هذا الهدف، حتى لو كان لاعباً بلا موهبة! وسيرفض اللاعب الذي يجتهد ليحقق أهدافاً وهمية! المراوغات شيء ممتع، لكنها وسيلة من وسائل الوصول إلى الغاية الرئيسية؛ ألا وهي تسجيل الأهداف، الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط المنافسين من المهارات الصعبة، لكنها مهارة يستخدمها اللاعب عندما يحتاج إليها؛ عندما يتعرض لضغط من المنافسين ولا يستطيع أن يتخلص من الموقف بتمريرة أو تسديدة، فيلجأ إلى استخدام مهارته، لكن إيسكو يبحث عن الضغط ليستخدم هذه المهارة! وإذا لم يضغط عليه المنافسون؛ يذهب إليهم ليضغطوا عليه! فيستخدم مهارته ليتخلص من هذا الضغط.. الذي ذهب إليه برغبته!

    تبحث الأندية عن اللاعبين الموهوبين، لكن موهبة بلا عقلية لن تفيد، وإيسكو لاعب موهوب بالتأكيد، وأثبت أنه يمتلك العقلية أيضاً في بعض الأوقات، وأنقذ فريقه في مباريات لم يكن الفوز فيها ممكناً بدونه، لكن في مباريات أخرى كثيرة؛ يقتل الهجمات، ويُفسد الإيقاع، وينقذ المنافسين! لكنه يفعل ذلك بطريقة فنية جمالية! فيشيد به كثيرون، ويعتقدون أنه يدمر منافسيه، لكنه لا يدمر إلا فريقه! تمر الأعوام، ولا يتغلب على هذه المشكلة، لأنه لا يريد! رغم أنه يستطيع، ويبدو أنه يحتاج إلى مدرب صارم يقول له بوضوح: “إما أن تلعب كما أريد، وإما أن تبحث عن فريق آخر”! وفي هذه الحالة.. أعتقد أنه سيبحث عن فريق آخر!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى

    فيديو مهم بريميرليج 360..إضاءات على الجولة 27