رونالدينيو قاهر التعصب.. هل اعتزاله خبر محزن؟!

محمود حمزة 10:12 17/01/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    قرر رونالدينيو اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، خبر أصاب عشاقه بحالة من الحزن، ولكن.. لماذا يشعرون بالحزن؟ هل كان رونالدينيو متألقاً في الملاعب بالأمس.. ثم أعلن اعتزاله اليوم؟!

    يشعر الجمهور بحزن شديد عندما يعتزل اللاعبون الكبار، رغم أن هؤلاء اللاعبين توقفوا عن الإبداع الحقيقي منذ فترة طويلة، وهذا الحزن لا يجب أن نشعر به عندما يعلن اللاعب اعتزاله، بل يجب أن نشعر به عندما يتوقف عن تقديم المتعة في الملاعب، عندما يتحول إلى لاعب عادي، إلى أطلال أسطورة، هذا هو سبب الحزن الحقيقي، لم يعتزل رونالدينيو بالأمس، بل اعتزل منذ سنوات!

    كيف كنا نستمتع بمهارات البرازيلي في السنوات الأخيرة؟ عن طريق مشاهدة مبارياته القديمة ومقاطع الفيديو على يوتيوب! وكيف سنستمتع بمهاراته بعد اعتزاله؟ عن طريق مشاهدة مبارياته القديمة ومقاطع الفيديو على يوتيوب! لم يتغير شيء، وكثيرون لا يتذكرون آخر مرة شاهدوا فيها مباراة لرونالدينيو على الهواء مباشرة! ولا يعرفون آخر فريق لعب فيه، لكنهم يشعرون أن الأمور بخير لأنه ما زال لاعباً.. افتراضياً!

    يُعتبر رونالدينيو من أفضل هدايا كرة القدم للجماهير، سحر فريد، ومهارات استثنائية، وأهداف نادرة، ومراوغات خيالية، وهو اللاعب الوحيد الذي كنا نستمتع بابتسامته، ولا نعرف السبب! ومع هذا المزيج المدهش كان الساحر البرازيلي يستطيع أن يصبح منافساً بقوة على لقب اللاعب الأفضل في التاريخ، لكنه رفض!

    من هو أفضل لاعب في التاريخ؟ لا أعرف، ولا أريد أن أعرف! سنجد من يقول دييجو أرماندو مارادونا، وسنجد من يقول بيليه، وسنجد من يقول ليونيل ميسي، وسنجد من يقول كريستيانو رونالدو، ومنهم رونالدو نفسه! لكننا لن نجد من يقول رونالدينيو، يقولون إنه أكثر اللاعبين مهارة وإمتاعاً وسحراً، لكنه ليس الأفضل!

    هل نستطيع أن نقول “رونالدينيو هو أفضل لاعب في التاريخ”؟ ربما نستطيع أن نقول ذلك إذا نظرنا إلى أفضل مستوى وصل إليه فقط، دون أن ننظر إلى عدد السنوات التي قدم فيها هذا المستوى، لأنه لم يكن أقل من الآخرين عندما وصل إلى قمة إبداعه، أو لم يكن أقل (بكثير) من الآخرين إذا كانت الجملة السابقة ستُغضب بعض الجماهير! لكنه لم يستمر طويلاً في القمة، وهذا أمر محزن أكثر من اعتزاله!

    ماذا لو استمر رونالدينيو في أفضل مستوياته لمدة عشر سنوات؟ سؤال يدعو للبكاء! دعونا نسأله بطريقة أخرى، ماذا لو تألق ميسي واستمر في القمة لمدة ثلاث سنوات فقط ثم تراجع مستواه لمدة أطول من ذلك بكثير؟! وينطبق نفس السؤال على رونالدو أيضاً، وهنا تظهر قيمة عظيمة تستحق الاحترام لدى اللاعبَين، ألا وهي الاستمرارية، وهنا أيضاً تظهر الجريمة التي ارتكبها رونالدينيو في حق جماهيره، وفي حق نفسه!

    ورغم أنه سحره الحقيقي لم يستمر طويلاً في الملاعب، إلا أنه استحق مكانة مميزة بين أساطير كرة القدم، فما قدمه في سنوات تألقه كان شيئاً أشبه بالخيال، إنه اللاعب الذي جعل جمهور سانتياجو برنابيو يصفق له عندما كان يدمر فريقهم! ولم يكن غريباً أن تشاهد أحد مشجعى ريال مدريد يحاول إقناع أحد مشجعي برشلونة بأن رونالدينيو أفضل من زيدان! إذا قال أحد مشجعي الريال الآن “ميسي أفضل من رونالدو”، أو قال أحد مشجعي البرسا “رونالدو أفضل من ميسي”، سيطالبون بمحاكمته.. بتهمة الخيانة العظمى!

    انتصر إبداع ساحر السامبا على التعصب، وتفوقت مهاراته على نتائج المباريات في كثير من الأحيان! وجعل المتعة هدفاً لجميع المشاهدين بمختلف انتماءاتهم، كنا نشاهد المباريات فلا نتحدث عن الفائز والخاسر، بل نتحدث عن سحر رونالدينيو!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى