جوارديولا في إنجلترا.. مدمر أم منقذ؟

محمود حمزة 23:03 25/12/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    وصل الدوري الإنجليزي إلى نصف السباق، لكن المنافسة على اللقب انتهت قبل نهاية النصف الأول من الموسم!

    تابع: الدوري الانجليزيمباريات الدوري الانجليزي – ترتيب الدوري الانجليزي

    بعدما لعب كل فريق نصف مبارياته أصبح جدول الترتيب غريباً ومضحكاً! يحتل مانشستر سيتي المركز الأول برصيد 55 نقطة بعد فوزه في 18 مباراة وتعادله في مباراة واحدة، ويحاول العلماء اكتشاف سبب هذا التعادل الغامض مع إيفرتون!

    أما المركز الثاني فيحتله مانشستر يونايتد برصيد 42 نقطة مبتعداً عن المركز الأول بفارق 13 نقطة! هل هذا هو البريميرليج أم بطولة أخرى؟ الفارق بين الأول والثاني في الدوري الإنجليزي أكبر من الفارق بين الأول والرابع في الدوري الفرنسي، ومثل الفارق بين الأول والسادس في الدوري الألماني! كنا نعتقد أن الفارق بين الأول والثاني في الدوري الألماني سيكون أكبر من الفارق بين الأول والأخير في الدوري الإنجليزي!

    منافسة قوية بين مانشستر يونايتد وتشيلسي على المركز الثاني، ومنافسة أقوى بين ليفربول وتوتنهام وآرسنال على المركز الرابع! وغالباً سوف تندمج المنافستان في معركة واحدة من أجل الفوز بمقاعد في دوري أبطال أوروبا، وخلفها معركة التأهل للدوري الأوروبي، ثم هدوء نسبي، ثم معركة أخرى شرسة في مؤخرة الجدول من أجل البقاء!

    معارك مثيرة، لكنها فقدت أهم عناصر الإثارة، وهو عنصر الصراع على اللقب! معارك في كل مكان في جدول الترتيب، باستثناء المقدمة! لو لم يقدم مانشستر سيتي هذا الأداء الاستثنائي، لو كان مستواه قريباً من المنافسين.. غير المنافسين! لو لم يحقق نتائجه المدهشة لشاهدنا موسماً من أفضل المواسم من ناحية إثارة الصراع على اللقب، وكان عشاق البريميرليج سيتباهون بقوة المنافسة، ويسخرون من الفارق بين برشلونة وريال مدريد! ثم تغادر جميع الأندية الإنجليزية دوري الأبطال مبكراً! لكن مستوى السيتي المذهل نقل قمة الدوري بعيداً عن جميع معاركه، فأصبح الدوري مثل التصفيات!

    هل يُفسد بيب جوارديولا المنافسة في البريميرليج؟ هل يدمر الكرة الإنجليزية؟ يرى كثيرون أن هذا هو ما يحدث، لكن الحقيقة مختلفة، الكرة الإنجليزية تدمر نفسها في السنوات الأخيرة، وجوارديولا ينقذ فريقه من هذا الدمار، ويجب أن يحاول كل نادٍ إنقاذ نفسه بجميع الوسائل المتاحة، بدلاً من السخرية من مانشستر سيتي لأنه ينفق الملايين، هل الأندية الإنجليزية الأخرى فقيرة؟!

    في المواسم الأخيرة كانت الأندية الإنجليزية تحقق نتائج سيئة في المنافسات الأوروبية، الكثير من الهزائم أمام أندية إسبانيا وألمانيا وفرنسا، وأحياناً أمام أندية هولندا وسويسرا وتركيا وكرواتيا! ورغم أن الصراع المثير في الدوري الإنجليزي يجعل هذه الأندية تبدو قوية جداً، بالإضافة إلى تأثير الإعلام والتغطية المتميزة، إلا أن مستواها أقل بفارق كبير من أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ ويوفنتوس، وأتلتيكو مدريد أيضاً عندما كان ينافس على لقب دوري الأبطال، وفي الموسم الماضي، على سبيل المثال، لم ينجح أي فريق إنجليزي في تجاوز دور الـ16 بدوري الأبطال.. سوى ليستر سيتي!

    يحاول بيب جوارديولا الوصول إلى المستوى الذي يجعله قادراً على منافسة كبار أوروبا، رغم أنه قال قبل بداية الموسم: “مانشستر سيتي يحتاج إلى عشر سنوات ليصل إلى مستوى تلك الأندية”! وعندما حاول أن يصل إلى هذا المستوى.. ابتعد كثيراً عن مستوى منافسيه في إنجلترا! فأين الجريمة التي ارتكبها بيب؟ الجريمة الحقيقية ترتكبها الأندية الأخرى!

    لو لم يتطور مانشستر سيتي بهذه الطريقة، ولم ينته الصراع على اللقب مبكراً، ولو ظلت مستويات الأندية الكبيرة في إنجلترا متقاربة، لكنها بعيدة عن مستويات الأندية الكبيرة في أوروبا، هل هذا هو الوضع المثالي للكرة الإنجليزية؟!

    لماذا لا تحاول الأندية الأخرى الوصول إلى هذا المستوى أو إلى مستوى قريب منه؟! الأمر ممكن دون مخالفة قانون اللعب المالي النظيف، يحتاج كل نادٍ إلى التعاقد مع أفضل مدرب متاح، ثم التعاقد مع اللاعبين الذين يطلبهم هذا المدرب، والاستغناء عن اللاعبين الذين لا يريدهم، حتى لو كانوا يقبلون شعار النادي يومياً! ثم توفير الأجواء التي تساعده على العمل، ثم عدم إقالته لو فشل في الموسم الأول، وهذا لا يعني التمسك به لو فشل لمدة عشر سنوات!

    هناك طرق أخرى للنجاح بالتأكيد، وفي جميع الأحوال لن يكون النجاح مضموناً! وقد ينفذ أحد الأندية عكس هذه الخطوات، ثم يحقق أفضل النتائج! لكن هذا هو الطريق الواضح للنجاح أو للاقتراب من النجاح، وهذا ما فعله مانشستر سيتي، وهذا ما لا تفعله الأندية الأخرى، هل يعني ذلك أن السيتي هو النادي الإنجليزي الوحيد الذي سينافس على دوري الأبطال؟ كما قلت؛ النادي فعل المطلوب، لكن النجاح ليس مضموناً، قد يفوز فريق إنجليزي آخر باللقب الأوروبي، وقد يخسر فريق جوارديولا أمام بازل!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى