نجاح بيرنلي.. انتصار لكرة القدم القبيحة!

محمود حمزة 10:52 14/12/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    إذا نظرت إلى جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد مرور 17 جولة ستجد أشياءً غريبة وعجيبة؛ الفارق بين المركز الأول والمركز الثاني 11 نقطة، ولا يتواجد آرسنال في المركز الرابع! يبدو أن آرسين فينجر حدد لنفسه هدفاً جديداً؛ التأهل إلى الدوري الأوروبي، حيث لا يوجد بايرن ميونخ أو برشلونة!

    تابع: الدوري الانجليزيمباريات الدوري الانجليزي – ترتيب الدوري الانجليزي

    وإذا نظرت إلى المركز السادس، لن تجد مانشستر يونايتد! رغم أنه كان يرفض الابتعاد عن هذا المركز في الموسم الماضي، وكان يقاتل من أجله! ولكنك ستجد فريقاً غير مألوف في هذه المنطقة، إنه بيرنلي الذي يتساوى في عدد النقاط مع ليفربول الخامس وتوتنهام الرابع، ويتفوق على آرسنال الذي يحتل المركز السابع!

    كيف وصل هذا الفريق إلى هذا المركز؟ كيف أصبح فارق الأهداف فقط هو ما يفصله عن المركز الرابع؟ هل مدربه محظوظ.. كما كانوا يقولون عن زيدان؟! هل أصبح الدوري الإنجليزي بطولة سهلة إلى هذه الدرجة؟ وإذا كان بهذه السهولة.. فلماذا يحتل آرسنال المركز السابع؟!

    لا يستحق بيرنلي التواجد في هذا المركز، بل يستحق التواجد في مركز أفضل! لأن هذا الفريق المجتهد يقدم نوعاً فريداً من كرة القدم القبيحة.. والجميلة في نفس الوقت! هدفهم واضح في كل مباراة، وهو التعادل بدون أهداف! وأثناء سعيهم لتحقيق هذا الهدف تتاح لهم فرصة فيسجلون هدفاً ليفوزوا 1-0، أو تتاح الفرصة للفريق الآخر فيسجل هدفاً لتنتهي المباراة بخسارتهم 1-0! يعشقون هذه النتيجة، إذا لم يفوزوا بها.. يخسرون بها! وإذا لم يستطيعوا أن يفوزا 1-0.. يفوزون بفارق هدف واحد!

    لعب بيرنلي 17 مباراة في الدوري حتى الآن، فاز في تسع مباريات، منها ست مباريات بنتيجة 1-0! وثمان مباريات بفارق هدف واحد، ومباراة وحيدة فاز بها على سوانزي بنتيجة 2-0، كيف فاز بفارق هدفين؟! ربما حدث عطل في نظام تشغيل الفريق.. أو هاجمه فيروس!

    خسر بيرنلي أربع مباريات، منها ثلاث مباريات بنتيجة 1-0! أما المباراة التي خسرها بنتيجة 3-0، فكانت أمام مانشستر سيتي، لذلك لا يمكن اعتبارها مفاجأة! وتعادل النادي في أربع مباريات، منها ثلاث مباريات بنتيجة 1-1، ومباراة واحدة بنتيجة التعادل السلبي، ولا يمكن أن تتحقق تلك النتائج بدون خطة ناجحة.. ومبادئ واضحة!

    25359849_10212546335645098_1898657296_n

    وبالإضافة إلى المباريات الأربع التي انتهت بالتعادل؛ تكررت نتيجة 1-0 تسع مرات في مباريات بيرنلي، وانتهت 11 مباراة من مبارياته بفوز أحد الطرفين بفارق هدف واحد، ولم يتحقق الفوز بفارق أكثر من هدف سوى في مبارتين فقط! وهذا يعني أن النادي يحقق التقارب بين مستويات الأندية! فمهما كانت قوة منافسه، ومهما كان فارق المستوى بينهما، لا يختلف السيناريو كثيراً؛ يفوز فريق بصعوبة، أو تنتهي المباراة بالتعادل!

    يستطيع شون دايش مدرب بيرنلي أن يفرض أسلوبه أمام أي منافس، وخاصة على ملعبه، وهذا الأسلوب عبارة عن تنظيم دفاعي متقن في الثلث الدفاعي من الملعب، وإفساد كرة القدم في الثلثين الآخرين! ولكن.. بطريقة قانونية ونظيفة! لا يلعب كرة القدم التي نعرفها، ولا يسمح لمنافسه بلعبها! فينسى لاعبو المنافس تعليمات مدربهم، وينسى مدرب المنافس فلسفة كرة القدم، وتتحول المباراة إلى رياضة أخرى تتسم بالملل الشديد، لكنه ملل ممتع، لأنه متعمَّد!

    لا يلعب شون دايش بطريقة مملة مثل جوزيه مورينيو أو لويس فان خال، بل يلعب بطريقة أكثر مللاً! وتؤدي هذه الخطة إلى التعادل بدون أهداف، لكنها خطة لا يمكن تطبيقها بنسبة 100%.. للأسف! ويستغل بيرنلي هذه الثغرة ليسجل هدف الفوز، أو يستغلها منافسه، أو يستغلها الفريقان! ولذلك انتهت 13 مباراة من 17 مباراة لعبها النادي في الموسم الحالي بنتائج التعادل السلبي، أو فوز فريق بهدف نظيف، أو التعادل بهدف لكل فريق، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه “ترشيد استهلاك الأهداف”!

    هل يستحق بيرنلي السخرية بسبب هذا الأسلوب الممل؟ في الحقيقة؛ يستحق النادي الإشادة.. والتصفيق!

    في الموسم الماضي احتل بيرنلي المركز السادس عشر، ولم يكن بعيداً عن مراكز الهبوط، وكان يعتمد بشكل كبير على مدافعه مايكل كين وتألق حارس المرمى توم هيتون، وبعد نهاية الموسم الماضي انتقل كين إلى إيفرتون، ثم أصيب هيتون بعد بداية الموسم الحالي! ورغم ذلك، تحسنت نتائج الفريق، وتألق الحارس البديل نيك بوب، وازدادت صلابة الدفاع، وأصبح الفريق يلعب بنفس الأسلوب مهما كانت الغيابات، لأن الجميع ملتزمون بمبادئ كرة القدم القبيحة!

    إذا نظرت إلى قائمة لاعبي النادي ستقول: “هذا الفريق يستحق التحية إذا لم يهبط في نهاية الموسم”! فباستثناء تألق حارسي المرمى والتزام المدافعين، لا يوجد لاعب بارز في النادي، هناك لاعبون مجتهدون ومخلصون، وهذا أهم من الموهبة في نادٍ يطبق هذه الفلسفة! ومنهم الآيسلندي المكافح يوهان بيرج جودموندسون، والبلجيكي الكلاسيكي ستيفن ديفور، والمهاجم النيوزيلاندي القوي كريس وود، وغيرهم من اللاعبين المقاتلين، لكنهم ليسوا أفضل من لاعبي إيفرتون أو وست هام أو ليستر أو ساوثهامبتون.. أو آرسنال!

    من المتوقع أن يتراجع بيرنلي في جدول الترتيب في الجولات القادمة، وربما لا يحدث ذلك، وربما يصعد إلى مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا! لكنه في جميع الأحوال يستحق الاحترام أكثر من أي فريق آخر في البريميرليج، وهذا الأسلوب الممل لا يستحق السخرية أو الانتقاد، لو لعب دايش بأسلوب آخر بنفس اللاعبين سيحقق نتائج سيئة جداً، وسيقيله النادي مثلما أقيل آخرون، هل يجب أن يدمر فريقه ويخسر وظيفته ليقدم لنا كرة قدم ممتعة؟!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى