“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
يعتبر زلاتان إبراهيموفيتش أحد أشهر اللاعبين الذين لم يفوزوا ببطولة دوري أبطال أوروبا، رغم أنه لعب في أندية حققت اللقب قبل التعاقد معه.. أو بعد رحيله! ومن الواضح أن هذه البطولة لا تريد زلاتان!
في موسم 2008-2009 كان المهاجم السويدي يلعب في إنتر ميلان، ففاز برشلونة بدوري الأبطال، فانتقل إبرا إلى برشلونة في الموسم التالي ليفوز بهذه البطولة، ففاز الإنتر باللقب.. بعدما فاز على البرسا في نصف النهائي! فرحل اللاعب عن برشلونة في الموسم التالي، ففاز النادي الكتالوني باللقب! إنها رسالة واضحة.. هذه البطولة لا تريده!
تحدث مهاجم مانشستر يونايتد عن هذا الأمر قائلاً: “الفوز بدوري الأبطال سيكون إنجازاً عظيماً بالتأكيد، إنه أحد الأهداف في كل موسم، لكن بشكل عام؛ إذا كنت أستطيع استبدال جميع ألقابي الـ33 بلقب دوري الأبطال.. سأرفض”.. حتى لو وافق إبراهيموفيتش.. دوري الأبطال سيرفض هذه الصفقة!
أضاف زلاتان موضحاً: “أنظر إلى الموضوع من منظور الأجل الطويل، ماذا حققت على المدى الطويل؟ أرى كثيراً من اللاعبين فازوا بدوري الأبطال، ثم لم يحققوا شيئاً، نستطيع أن نتحدث عن ذلك بطرق مختلفة؛ لقد فازوا بها بالحظ، أو لأن الفريق كان جيداً، لكنني أفوز في كل عام، وأفوز أينما أذهب”.. تصريح منطقي، البطولات ليست مقياساً لمستوى اللاعبين، فاز جيريمي ماثيو بدوري الأبطال لأنه كان يلعب مع برشلونة، هل نستطيع أن نقول إن برشلونة فاز بدوري الأبطال.. لأنه كان يضم ماثيو؟!
واصل مهاجم سان جيرمان السابق حديثه: “أشاهد الكثير من اللاعبين الفائزين بكأس العالم، رغم أن أقدامهم لم تطأ أرض الملعب! لكنهم يقولون إنهم فازوا بكأس العالم”.. هل أخطأ إبراهيموفيتش عندما قال ذلك؟ ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لم يفوزا بكأس العالم، وربما لن يفوزا به! وأحياناً يتأهل أحدهما بصعوبة! وهناك لاعبون آخرون فازوا بهذا اللقب.. رغم أننا لا نعرف أسماءهم أو ملامحهم! وعندما يتحدث أحدهم يقول بفخر: “من أنتم؟ لقد فزت بكأس العالم، وأنتم لم تفوزوا بهذا اللقب، لذلك لا تتحدثوا عن كرة القدم”!
تابع إبرا: “على سبيل المثال، لاعب مثل ستيفن جيرارد، مع كامل احترامي له، فاز بدوري الأبطال، لكنه لم يفز أبداً بلقب الدوري الإنجليزي، وإذا سألته ماذا كان يفضّل، أعتقد أنه سيختار البريميرليج”.. لماذا اختار إبراهيموفيتش هذا المثال؟ جيرارد رمز للوفاء، وكان يستطيع الفوز بالدوري لو انتقل إلى فريق آخر، لكنه رفض، وعندما جاءته فرصة الفوز بالبريميرليج مع ليفربول.. تزحلق!
أما إبراهيموفيتش، فإنه لا يعترف بالوفاء في كرة القدم، لعب في إيطاليا مع يوفنتوس وإنتر ميلان وميلان! هل يمكن اعتباره خائناً؟! لا، هذا هو الاحتراف، ومن حقه أن يلعب في روما ولاتسيو ونابولي أيضاً! لكن المقارنة مع لاعبين مثل جيرارد وتوتي ليست مناسبة، لأنهم اختاروا طريقاً مختلفاً، ورفضوا السعي وراء البطولات.. والأموال!
ربما يفوز زلاتان إبراهيموفيتش بدوري الأبطال أخيراً وبعد طول انتظار، لأنه لم يعتزل بعد، ويبدو أنه لن يعتزل! فهل سيحقق هذا اللقب مع مانشستر يونايتد؟ يعتمد هذا الأمر على جودة حافلة مورينيو!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
تابع حلقات: هلوسة كروية – هجمة مرتدة سريعة – هدف ملغى
