“هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!
أعلن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، خوان لويس لاريا، عن نية استخدام تكنولوجيا الفيديو في الدوري الإسباني في الموسم القادم، احتفل جمهور ريال مدريد بالخبر، لأن التكنولوجيا ستنقذهم من ظلم الحكام، واحتفل جمهور برشلونة أيضاً بالخبر، لأن التكنولوجيا ستنقذهم من ظلم الحكام!
في كل دوري هناك فريق يتهمه المنافسون بالتآمر مع الحكام، في إيطاليا يتهم الجميع يوفنتوس، إذا فاز يقولون: “لقد فاز بمساعدة الحكم”، وإذا تعادل يقولون: “لولا الحكم لخسر”، وإذا خسر يقولون: “هذا هو يوفنتوس بدون الحكام”! وهناك أندية تتهم الحكام بمساعدة يوفنتوس ليفوز بلقب الدوري الإيطالي، رغم أن هذه الأندية تنافس من أجل احتلال مركز مؤهل للدوري الأوروبي.. أو لا تنافس! ولن يتغير موقعهم في جدول الترتيب كثيراً لو هبط اليوفي إلى الدرجة الثانية!
في إنجلترا وقبل اعتزال المدرب الأسطوري، السير أليكس فيرجسون، كان مانشستر يونايتد هو النادي الذي يتعرض لمثل هذه الاتهامات، وعندما اعتزل السير وساءت نتائج النادي، قالوا: “اليونايتد لا يعاني بسبب اعتزال فيرجسون، لكنه يعاني بسبب اعتزال الحكم هاوارد ويب”! ولم يجد لقب الدوري الإنجليزي فريقاً يحتكر الفوز به بعد الشياطين الحمر، ولذلك لم تجد الجماهير الإنجليزية فريقاً جديداً تتهمه بالتآمر مع الحكام!
أما في إسبانيا فالوضع مختلف، يؤمن جمهور برشلونة بأن الحكام يساعدون ريال مدريد، ويؤمن جمهور ريال مدريد بأن الحكام يساعدون برشلونة! ولا يهتمون بالأندية الأخرى التي تستفيد أو تتضرر من أخطاء الحكام، يعتقد جمهور كل فريق منهما أن الفريق الآخر لن يفوز عندما يتم استخدام التكنولوجيا، وأصبحنا نشعر أن جمهور البرسا يشاهد مباريات تختلف عن المباريات التي يشاهدها جمهور الريال، والمباريات التي تشاهدها جماهير الناديين تختلف عن المباريات التي تشاهدها جماهير الأندية الأخرى!
هل يساعد الحكام ريال مدريد أم يساعدون برشلونة؟! لا أحب اتهام الحكام، ولا أحب التعليق على قراراتهم، وبالنسبة لي؛ أفضل طريقة للتعامل مع أخطائهم.. هي السخرية منها! لكني سأعبر عن وجهة نظري، وهي مجرد وجهة نظر بلا قيمة حقيقية.. أو غير حقيقية!
من وجهة نظري؛ الحكام يساعدون ريال مدريد، ويظلمون برشلونة، ويساعدون برشلونة، ويظلمون ريال مدريد! ماذا سيتغير عندما تُستخدم تكنولوجيا الفيديو في الليجا؟ لن يتغير شيء! قد تتغير نتائج أحد الأندية، لكن تكنولوجيا الفيديو لن تكون السبب، وسنجد من يتهم التكنولوجيا بالفساد!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
تابع حلقات: هلوسة كروية – هجمة مرتدة سريعة – هدف ملغى
