جوارديولا وخرافة الأندية الجاهزة!

محمود حمزة 04:06 23/10/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “خرافات كروية” .. سلسلة مقالات ساخرة تتحدث عن المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها الكثيرون، تنتشر تلك الخرافات بسرعة كبيرة، تغزو العقول، حتى تتحول إلى حقائق! وقد يتحدث هذا المقال عن حقيقة يعتقد الكاتب أنها خرافة، وفي هذه الحالة يصبح المقال.. مجرد خرافة!

    سواء كنت تحب بيب جوارديولا أو تكرهه، يجب أن تعترف أنه مدرب عبقري جداً، مدرب يبهر المشاهدين، ويحير المحللين!

    تابع: الدوري الانجليزيمباريات الدوري الانجليزي – ترتيب الدوري الانجليزي

    كيف يطبق هذه الفلسفة؟ كيف يتحكم في إيقاع المباراة ويسيطر عليها بهذه الطريقة؟ كيف ينتقل الظهير إلى قلب الملعب؟ كيف يتحول لاعب الوسط إلى مهاجم؟ كيف يشارك الجميع في بناء الهجمة بتناغم تام؟ كيف يتبادل حارس المرمى التمريرات مع المدافعين بثقة كبيرة رغم خطورة ذلك، كيف يفرض أسلوبه أمام جميع المنافسين؟ تلك الأفكار، بعيوبها، يحتاج تطبيقها إلى عبقرية ودهاء!

    يتهم الكثيرون جوارديولا بأنه يدرب الأندية الجاهزة التي تستطيع أن تفوز.. بدون مدرب! إذا كان هناك فريق يستطيع أن يفوز بدون مدرب، فلماذا تتعاقد الإدارة مع مدرب؟! هل لديهم مال لا يحتاجون إليه؟!

    لماذا يدرب بيب الأندية الكبيرة التي تمتلك أفضل اللاعبين؟ هل يفعل ذلك لأنه يبحث عن النجاح اليسير؟ هكذا يعتقد الكثيرون، لكن هناك منظور مختلف؛ يطبق جوارديولا فلسفة معقدة يحتاج الالتزام بها إلى لاعبين بمواصفات خاصة، إذا كان يستطيع تقديم هذا الإبداع الكروي مع اللاعبين الكبار، فلماذا يهدر طاقته مع لاعبين لن يستطيعوا تنفيذ أفكاره؟!

    22752468_10212146991821752_440624311_n

    يقولون: “لكن هناك مدربين آخرين يقدمون أداءً ممتعاً مع أندية متوسطة”.. وهذا حقيقي، ولكن..! أولاً؛ هذه الأندية لا تستمر، وتكتفي بالمتعة! ولا تتواجد بين المرشحين للفوز بالبطولات الكبيرة، ثانياً؛ إذا درب جوارديولا فريقاً متوسطاً وقدم أداءً ممتعاً دون أن يفوز بالألقاب سيقولون “لم يفز بالألقاب.. إنه فاشل”! ثالثاً؛ جوارديولا مطلوب دائماً في الأندية التي تضم أفضل اللاعبين، هل قبول عروض هذه الأندية جريمة؟! عندما يتلقى عرضاً من مانشستر سيتي، هل يجب أن يرفضه ويطلب تدريب وست بروميتش؟!

    يحتاج مدرب السيتي إلى لاعبين بمواصفات خاصة ليطبق أفكاره، هل هذا عيب؟! يمكن أن نعتبره عيباً إذا درب جوارديولا فريقاً صغيراً أو متوسطاً لا يستطيع التعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم، لكن ذلك لن يحدث! فالإسباني يعلم جيداً أنه سيبقى مطلوباً في الأندية التي تستطيع التعاقد مع أفضل اللاعبين، لن يدرب ستوك سيتي.. أو ريال سوسيداد! على الأقل لن يحدث ذلك في المستقبل القريب، فلماذا ينتقدون شيئاً لن يحدث؟!

    هل يقدم مدرب بايرن ميونخ السابق نموذجاً خالياً من العيوب؟! لا.. لديه بعض العيوب، لكن، كما ذكرت في بداية المقال، هذه الفلسفة بعيوبها تحتاج إلى عبقرية ودهاء، وجوارديولا مدرب يؤمن بفلسفته ويعشقها.. ويعشق عيوبها!

    التمريرات الكثيرة في المناطق الدفاعية تعرض فريقه لخطر استقبال الأهداف أمام الفرق التي تجيد الضغط، لكنه لن يهدم فلسفته من أجل هذا العيب، اللعب بنفس الأسلوب أمام جميع المنافسين من أهم مميزات أسلوبه، لكنه من أهم عيوبه أيضاً! لأنه يواجه برشلونة وريال مدريد بنفس الطريقة التي يواجه بها كريستال بالاس! أحياناً يدفع ثمن ترك المساحات أمام لاعبي الأندية الكبيرة، يعلم ذلك جيداً، لكنه يفضل الخسارة على الفوز بأسلوب آخر!

    لا يدرب بيب جوارديولا الأندية الكبيرة لأنه يخشى الفشل مع الأندية الأخرى، لكنه يدربها لأنها تطلب التعاقد معه.. وتحتاج إليه! ولأن فلسفته لا تناسب جميع اللاعبين، ومن حقه أن يحاول تطبيقها في المكان المناسب، وهناك حقيقة أخرى لا يجب أن نتجاهلها؛ جوارديولا ليس المدرب الوحيد الذي لا يدرب إلا الأندية الكبيرة!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى