“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
يُعتبر كريستيانو رونالدو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لكنه، مثل أي لاعب هجومي، يهدر الفرص السهلة بطريقة غريبة ومحيرة.. وكوميدية أحياناً! هذا شيء طبيعي، لعنة تصيب جميع المهاجمين، لكن هناك مهاجمين يحولون إضاعة الفرص إلى قاعدة!
أنهى رونالدو الموسم الماضي بطريقة مثالية، تحول إلى وحش مرعب أمام المرمى، وتوقع الكثيرون أنه سيبدأ الموسم الجديد بنفس الطريقة، وانتظر جمهور ريال مدريد عودته من الإيقاف ليسخروا من المنافسين، وعندما عاد.. تعرض لسخرية المنافسين!
أهدر البرتغالي فرصاً سهلة أمام المرمى، وأضحك كارهيه.. بعدما أبكاهم كثيراً! هل أصبحت المنافسة مع ليونيل ميسي مملة لذلك يريد أن ينافس كريم بنزيما؟!
اكتسب بنزيما مكانة مرموقة بين المهاجمين الذين يهدرون الفرص السهلة، في كل مباراة يقدم لنا مشهداً جديداً مذهلاً، يهدر فرصاً لو تركها لمدافع الفريق المنافس لسجلها في مرماه! وعندما أهدر رونالدو فرصاً سهلة في بداية هذا الموسم طرح الكثيرون هذا السؤال؛ “لماذا لا تسخرون منه وتهاجمونه كما تفعلون مع بنزيما”؟!
بنزيما يهدر فرصاً سهلة، ورونالدو أيضاً يهدر فرصاً سهلة، هل يعني ذلك أن بنزيما مثل رونالدو؟! ما هذا السؤال الأحمق؟! بنزيما من كوكب آخر!
لن أتحدث عن الفارق بين اللاعبين، فالحديث عن الفارق بينهما أغرب من السؤال عن الفارق بينهما! لكني سأتحدث عن سببين كافيين لعدم الهجوم على رونالدو مثلما يحدث مع المهاجم الفرنسي، حتى لو أهدر فرصة يستطيع بنزيما تسجيلها وهو معصوب العينين!
السبب الأول؛ يسجل رونالدو الكثير من الأهداف قبل أن يهدر الفرص، ثم يسجل الكثير من الأهداف بعد أن يهدر الفرص، ويفوز فريقه بالبطولات بسبب هذه الأهداف، وعندما يتوقف عن التسجيل نعلم أنه يمر بمرحلة مؤقتة ثم سيعود عاجلاً أو آجلاً إلى زيارة الشباك، أما بنزيما، فإنه يهدر الكثير من الفرص قبل أن يهدر الكثير من الفرص، وبعد أن يهدر الكثير من الفرص!
السبب الثاني؛ ماذا يفعل رونالدو عندما يهدر فرصة سهلة؟ يغضب ويصرخ.. ويكاد يبكي! ويعاتب الكرة والقائم والعارضة.. وحارس المرمى! ويبذل أقصى جهد ليعوض الفرصة الضائعة، أما بنزيما فإنه يهدر الفرص في أحيان كثيرة.. ثم يبتسم!
هناك مهاجمون يبتسمون ابتسامة سخرية أو حزن أو تعجب عندما يهدرون الفرص، لكن مهاجم الريال يبتسم ابتسامة سعادة.. أو لا مبالاة! لو سجل هدفاً وألغاه الحكم.. لا يحزن! لو تحرك بشكل جيد أمام المرمى ولم يمرر له زميله الكرة.. لا يغضب!
لا يهتم كريم بنزيما بما يحدث في الملعب، وهذه المشاعر الباردة من أهم أسباب الهجوم عليه، ويبقى السؤال المحير؛ لماذا لا تظهر هذه الشخصية الهادئة عندما يحصل على فرصة أمام المرمى؟!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
تابع حلقات: هلوسة كروية – هجمة مرتدة سريعة – هدف ملغى
