“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
قدم أنطونيو كونتي موسماً متميزاً مع تشيلسي ونجح في الفوز بالدوري الإنجليزي، ولذلك أصبح مهدداً بالرحيل! لأن البريميرليج ينتقم من المدرب الذي يحقق اللقب!
تألق لاعبو تشيلسي داخل الملعب، وتألق مدربهم خارج الخطوط بالاحتفالات والركض والقفز والجنون! ولم يكتف المدرب الإيطالي بهذا التفوق، لذلك يريد التفوق في التصريحات أيضاً! لكنه لم يحسن اختيار المنافس، وقرر الاصطدام بجوزيه مورينيو عملاق المؤتمرات الصحفية.. وأسطورة التصريحات!
إذا كنت تريد أن تطلق تصريحاً ساخراً، فمن الأفضل أن تبحث عن هدف مناسب، مثل أرسين فينجر! فعندما يسخر أحد من مدرب أرسنال، يأتي رد الفرنسي ليساعد على المزيد من السخرية! أو يمكنك السخرية من المدرب الكبير السابق أليكس فيرجسون رغم مسيرته العظيمة، لأنه اعتزل قبل أن يحظى بفرصة تدريب مروان فيلايني! لكن كونتي قرر اختيار أصعب مستويات اللعبة، فذهب إلى عرين الأسد!
تحدث مدرب البلوز بذكاء قائلاً: “منذ عامين أنهى تشيلسي الموسم في المركز العاشر، ولا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى، ندرك صعوبة المهمة، ونريد أن نتجنب تكرار موسم مورينيو مع تشيلسي”! أهدر المدرب الاستثنائي الكثير من النقاط في موسمه الأخير مع تشيلسي ليحتل الفريق المركز العاشر، وعندما ذهب إلى مانشستر يونايتد كان قد تعلم من أخطائه، فتحسنت النتائج، ونجح في الحصول على المركز السادس!
تراجع مستوى المدرب البرتغالي في السنوات الأخيرة، لكن مستوى تصريحاته لم يتراجع! وبلاغة لسانه لم تتأثر، قد تنجح في اختراق دفاعاته.. وتحطيم حافلته! لكنك لن تنجح في تدمير قاعدة صواريخه.. بعيدة المدى!
سُئل مورينيو عن تصريحات كونتي، وتوقع الجميع رداً قوياً كالعادة، فمدرب اليونايتد يحب هذه المعارك، ويحب من يمنحونه الفرصة لاستعراض مهاراته البلاغية! إنه جندي يعشق من يأتي ليحاربه، لأنه يستمتع بالحرب الكلامية مثلما يستمتع بقيادة الحافلة!
لم يكن رد مدرب الشياطين الحمر متعلقاً بما قاله كونتي، بل لم يكن متعلقاً بكرة القدم! فقد تجاهل مورينيو كل شيء يخص مدرب يوفنتوس السابق، عندما تذكر أن الإيطالي خضع لعملية لزراعة الشعر! فأجاب قائلاً: “أستطيع الرد بعدة طرق مختلفة، لكنني لن أفقد شعري لأتحدث عن أنطونيو كونتي”! ما هذا الرد يا رجل؟!
تحدث أنطونيو كونتي عن كرة القدم، فتحدث جوزيه مورينيو عن الشعر! هل يتضمن هذا الرد إساءة متعمدة؟ ربما.. أو بالتأكيد! لكنه يُضاف إلى تصريحات البرتغالي الخالدة، ويحمل رسالة تحذير للمنافسين، إذا كنتم تريدون التفوق على مورينيو، فافعلوا ذلك بعيداً عن وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحفية!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
تابع حلقات: هلوسة كروية – هجمة مرتدة سريعة – هدف ملغى
لمتابعة صفحة الكاتب:
