دوناروما ليس خائناً.. والفارق بين لاعبي الكرة وموظفي الشركات!

محمود حمزة 14:45 17/06/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    بعدما كان الجميع يشيدون به ويتوقعون له مستقبلاً كبيراً، تحول جانلويجي دوناروما إلى خائن ينظر إليه الكثيرون بازدراء، رغم أنه لم يرتكب جريمة! كل ما فعله أنه رفض تجديد عقده، وعندما ينتهي عقد اللاعب، فمن حقه أن يجدده أو لا يجدده، طالما أنه سيفعل ذلك بطريقة قانونية، دون أن يسرق شيئاً!

    ينظر الجمهور إلى كرة القدم بطريقة عاطفية، يتحدثون عن الانتماء والولاء والوفاء.. وكل هذه الأشياء! لكن الواقع يختلف كثيراً عن ذلك، لأن كرة القدم أصبحت استثماراً مثل مجالات الأعمال الأخرى، فبينما ينفق المشجعون من أموالهم لمشاهدة المباريات، يمارس اللاعبون كرة القدم، ويحصلون على الأموال والسيارات والمنازل والشهرة.. والنساء!

    لا تختلف الأندية كثيراً عن المؤسسات الاستثمارية الأخرى، فالاختلاف الرئيسي يتمثل في وجود جماهير ينتمون للأندية ويشجعونها.. ويتشاجرون من أجلها! وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى حد القتل! وهذا اختلاف عاطفي لا قيمة له من الناحية التجارية، فالأندية في النهاية تعتبر مؤسسات تهدف إلى الربح، رغم أن هناك أندية تعشق الخسائر!

    19251082_10211132429938339_441461899_n

    لا يختلف اللاعب كثيراً عن الموظف الذي يعمل في إحدى الشركات، كلاهما يؤدي وظيفته مقابل الحصول على أجر، هناك اختلافات بسيطة؛ فنحن لا نذهب إلى المكاتب حاملين رايات عليها شعار الشركة لنشجع الموظفين! يوجد اختلاف آخر؛ العمل الذي يقوم به هذا الموظف المسكين لا يُذاع على القنوات الفضائية! هل هناك اختلافات أخرى؟ بالتأكيد؛ فالموظفون لا يتبادلون قمصانهم بعد انتهاء العمل!

    تتعلق كل هذه الاختلافات بالجماهيرية، لكن في النهاية يحصل الموظف على أجر مقابل أداء عمله، ويحصل اللاعب على أجر أكبر مقابل أداء عمله، أو مقابل الجلوس على مقاعد البدلاء! وأحياناً يحصل على أجر دون أن يفعل شيئاً! وعندما يجد الموظف فرصة في شركة أخرى براتب أفضل، فإنه يذهب إلى الوظيفة الجديدة.. دون أن يتهمه أحد بالخيانة! لأن الشركة ليس لها جماهير، ولأننا لا نعرف أسماء موظفي الشركات!

    عندما يجد اللاعب فرصة في نادٍ يدفع له المزيد من المال، أو يتيح له تحقيق إنجازات تضاف إلى مسيرته، فمن حقه أن يغتنم هذه الفرصة بشكل قانوني، دون أن يحصل على إذن من الجماهير! فاللاعب هو المسؤول عن مسيرته، وهو من يختار البقاء في ناديه أو السعي وراء البطولات أو الأموال.. أو الشهوات! وهو من سيجني الثمار.. أو يدفع الثمن!

    هناك من يتحدثون عن خيانة دوناروما لميلان، هل وجدوه متلبساً.. مع نادٍ آخر؟! يقولون أنه خان النادي الذي اكتشفه ومنحه الفرصة وساعده على الوصول إلى هذا المستوى، هل كان ميلان يفعل ذلك لأهداف خيرية؟! هذا كلام عاطفي، لكنه ليس صحيحاً! لأن الحارس لم يهرب، ولم يسرق مال النادي، ولم يلعب مع نادٍ آخر في الخفاء! لكنه مرتبط مع ناديه بعقد يقترب من نهايته، ولا يريد أن يوقع على عقد جديد، فأين الجريمة؟! أنا لا أراها!

    19244212_10211132429858337_1668619942_n

    عندما يجد النادي فرصة للتعاقد مع لاعب جديد أفضل من أحد لاعبيه الحاليين، فإنه يتعاقد معه وقد يستغني عن لاعبه القديم، وهذا حق مشروع! فلماذا نهاجم اللاعب الذي يغتنم فرصة الانضمام إلى نادٍ يرى أنه أفضل من ناديه الحالي؟! من حق النادي أن يرفض تجديد التعاقد، ومن حق اللاعب أن يرفض تجديد التعاقد، لأن التعاقد يجب أن يتم برغبة مشتركة بين الطرفين.. مثل الزواج!

    لم يخطئ دوناروما حين رفض تجديد تعاقده مع ناديه، لكنه أخطأ عندما تحدث عن عشقه لميلان ورغبته في الاستمرار، أخطأ عندما كان يقبل شعار النادي برومانسية كاذبة، وأخطأ الذين صدقوه! لأن حارس ميلان لا زال مراهقاً بمشاعر متقلبة، ولأن الثقة في تصريحات اللاعبين لا تختلف كثيراً عن الثقة في فريق يدربه ديفيد مويس!

    في النهاية هذه مجرد وجهة نظر، ومن حقك أن تتفق معها أو تختلف.. أو تسخر منها! فهناك مشجع يرى أن اللاعب له مطلق الحرية في اتخاذ قراراته، وهناك مشجع يرى أن اللاعب يجب أن يستشيره ويحصل على موافقته قبل أن يوقع على عقد.. وقبل أن يذهب إلى النوم!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى
    لمتابعة صفحة الكاتب: