الملك ميسي وضحاياه.. متى يتعلم الآخرون الدرس؟

محمود حمزة 08:32 14/01/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    ضحايا ميسي في تزايد مستمر، لست وحدك يا بواتينج! لكننا لن نلوم ميسي رغم أنه الجاني، بل سنلوم الضحية! لأنه لم يتعلم من دروس الماضي، ونسي مصير الضحايا السابقين، وظن أن بإمكانه الوقوف في وجه أقوى رجل في العالم!

    أعلن نادي برشلونة إقالة مدير العلاقات المؤسسية بالنادي، السيد بيري جراتاكوس، لأنه خالف المبادئ الكونية، وتجاوز ما لا يمكن تجاوزه، وقال ما لا يجب قوله، فنال ما يستحق! بينما جلس ميسي كالملك المتوج على عرش النادي، وأخذ يرمق الرعية بنظرات واثقة لا تخلو من التهديد، وكأنه يقول لهم: “متى تتعلمون من أخطاء السابقين؟”، لكن لا يبدو أنهم سيتعلمون، لأن العالم لا يمكن أن يستمر.. ما لم تستمر الحماقة!

    لا يقع اللوم على إدارة برشلونة وإن كانت مخطئة، بل يقع اللوم كله على جراتاكوس، لأن الأمر واضح كوضوح ركلات الجزاء الغير محتسبة! وكونه لم يلاحظ شيئاً بهذا الوضوح، ولم يعرف المصير الذي ينتظره قبل أن يتكلم، فهذا يضعنا أمام ثلاثة احتمالات، أولهم أنه ساذج لا يعرف شيئاً عن المؤسسة التي يعمل بها، ولا يعرف دور ميسي ومكانته في تلك المؤسسة، ولا يبدو أن أحداً يعرف! وثانيهم أنه قال ما قاله في حالة من غياب الوعى أو العقل لسببٍ ما، وثالثهم أنه تعمد خسارة وظيفته! فكيف لا يعرف عاقبة تصريحاته؟ وهو الشيء الذي يمكن أن يدركه صبي مراهق بكل سهولة!

    15996167_10209753155977352_251212521_n

    أدلى بيري جراتاكوس بتصريحات وضعته في مرمى الأسهم، لأنه تحدى قوى الطبيعة! حيث قال الرجل، وسامحوني على نقل ما قاله! ولا تحملوني وزره، لأني مجرد ناقل للكلام، ولا أعبر عن وجهة نظري، لأني لا أعرفها! قال جراتاكوس: “لم يكن ميسي ليظهر بتلك الجودة لولا وجود إنييستا ونيمار وبيكيه والبقية”، ما هذه الجرأة يا رجل؟ كيف سمحْت لنفسِك؟ بل كيف سمحَت لك نفسُك؟!

    هناك حقائق غير قابلة للتشكيك، يمكنك أن تشكك في وجود الكون، وستصبح عالِماً! لكن لا يمكن أن تشكك في قدرات ميسي، لأن هذا يعتبر تطاولاً على الثوابت الوجودية! وستعرض نفسك لغضب العاشقين، ومن العشق ما أقال! لكن يجب أن ننتبه إلى ملحوظة هامة؛ ميسي نفسه صرح كثيراً بأنه لم يكن ليصل إلى ما وصل إليه لولا مساعدة زملائه! وهذا الكلام لا يختلف عما قاله جراتاكوس، وهو ما يعني أن الأرجنتيني ارتكب نفس الخطيئة، ويستحق عقاباً مماثلاً! إذاً يجب على برشلونة أن ينتصر للمبادئ، ويستغنى عن نجمه الأول، ليكون عبرة للآخرين!

    يمكننا تفهم دور نيمار وإنييستا في برشلونة ومساعدتهما لميسي، الذي يتواضع ويقبل منهما المساعدة! رغم أنه لا يحتاج إلى مساعدة أحد منهم، يحتاج فقط إلى مساعدة هيجواين! لكن مهاجم اليوفي يرفض مساعدته، ويفضل مساعدة خصومه! لكن كيف يمكننا تفهم دور بيكيه في الأمر؟! وكيف يصبح لاعباً بقيمة ميسي بحاجة إلى بيكيه ليظهر بهذا المستوى؟! تواجد بيكيه يساعد ميسي على التألق في حالة واحدة؛ لو كان سيلعب ضده!

    16118074_10209752184553067_54888287_n

    تقودنا تلك الواقعة إلى التفكير في شيء خطير، لكنه بالتأكيد أقل خطورة من ميسي! إذا كان من يعبر عن رأيه المخالف لرأي المؤسسة التي يعمل بها فإنه يفقد وظيفته، فكيف نصدق الآخرين الذين تتسق آراؤهم مع آراء المؤسسة، كيف نصدق أنهم يعبرون عن آرائهم الحقيقية؟! ربما بينهم من له رأي مخالف، لكنه يحتفظ به لنفسه، لأن أذكى من جراتاكوس! ويعرف كيف تسير الأمور في هذا الزمن، وفي كل زمن! فنحن نتحدث كثيراً عن الديمقراطية، لكي نتمكن من ممارسة الديكتاتورية! نشيد بقيمة الاختلاف وتقبل الرأي الآخر، ثم نتربص بالمخالفين، ونعاملهم كما يجب أن يُعامَل المجرمون! لكن لا يجب أن يسير الحديث في هذا الاتجاه، لأن القضية رياضية، والرياضة تقرب بين الشعوب.. ليتشاجروا! وتحث على الحب والتسامح، وتقبَل الاختلاف وتكافئه.. بالإقالة!

    دعونا لا نظلم برشلونة، يكفيهم ظلم الحكام! فالنادي الكتالوني مخطئ بالفعل، ليس لأنه أقال جراتاكوس، بل لأنه تأخر في إقالته! كما يبدو أن النادي لم يظلمه حين أقاله، بل حقق له طموحه! لأن الرجل يسعى إلى ذلك منذ سنوات، وكاد يفشل، لولا إصراره على تحقيق هدفه! فحين سُئل في عام 2010 عن الجودة التي يمكن أن يصل إليها ميسي، أجاب جراتاكوس: “في إفريقيا هناك الكثير من اللاعبين الذين يمتلكون قدرات ميسي”!

    نحن أمام شخص موهوب، ويستحق أكثر من الإقالة! فنحن لا نحتاج إلى الكثير من اللاعبين الذين يمتلكون قدرات ميسي، بل نحتاج فقط إلى لاعب واحد يمتلك مثل قدراته، وحينها سيتغير العالم! وستزداد المتعة، وتزداد معها معاناة المدافعين، كما سيعني ذلك مزيداً من الإقالات لأمثال جراتاكوس!

    لمتابعة “هلوسة كروية” .. اضغط هنا  –  لمتابعة “هجمة مرتدة سريعة” .. اضغط هنا