نجوم كرة الشوارع يغزون الأندية.. رغم الإستعانة بمارادونا وخليفته!

محمود حمزة 14:49 30/09/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    عندما كنا صغارًا، شاركنا في الكثير من المباريات الممتعة.. في الشوارع! ولم تكن تلك المباريات تنتهي بصافرة الحكم، بل كانت تنتهي بانفجار الكرة! وفي بعض الأحيان كانت تنتهي بشجار مع صاحب الكرة، الذي يغضب، ويقرر عقابنا! فينصرف حاملاً كرته، متجاهلاً توسلات لاعبي الفريقين!

    أبرز ما كان يحدث في تلك المباريات المثيرة، مبالغة أحد اللاعبين في المراوغة.. إلى درجة قيامه بمرواغة زملائه! وقتها كان الرد الشائع على هذا اللاعب الموهوب: “أنت لست مارادونا”! أو “هل تظن نفسك مارادونا؟”، وأحيانًا يكون الرد ساخرًا بدرجة أكبر مثل: “كف عن المراوغة وارحمنا يا كابتن مارادونا”! هذه الردود كانت تأتي بنتائج إيجابية، لأن اللاعب الموهوب كان يقرر الإستجابة، فيزيد من مراوغاته! خاصة عندما يكون هو نفسه صاحب الكرة، في هذه الحالة لم يكن يكتفي بمراوغة زملائه، بل كان يقوم بمراوغة المارة في الشارع!

    مرت السنوات، واعتزل مارادونا، وأصبح أقل مهارة من الصبي الذي كان يحاول تقليده! ولم يعد اسمه مرتبطًا بالمهارة والإبداع كما كان في الماضي، بل أصبح مرتبطًا بالفضائح! إدمان وفشل في التدريب وليالٍ حمراء، وابن غير شرعي، لكن يجب أن نشيد بأخلاق مارادونا فيما يتعلق بأمر الابن غير الشرعي، لأنه كان شهمًا ولم يتهرب، بل تحمل المسؤولية، واعترف بابنه.. بعد مرور 30 عامًا!

    14509412_10208781011794355_927808491_n

    كبر الصبي الذي كان يبالغ في المراوغة، واعتزل.. دون مهرجان اعتزال! لكنه ترك ذرية من الموهوبين! وكما يقول المثل الشهير؛ من شابه أباه.. فلا يظنن نفسه مارادونا! لكن أسطورة الأرجنتين لم يعد يصلح لاستخدام اسمه في هذا السياق، ولأن ظاهرة صبي الشوارع المراوغ لا تنتهي مهما مرت السنوات، كان لا بد من البحث عن مارادونا آخر، لا بد من استخدام اسم لاعب بصفات مارادونية! مشهور في الملاعب بالمراوغات المبهرة، والأهداف المذهلة، خاصة باليد! ومشهور خارج الملاعب.. بالفضائح! الإختيار وقع على ميسي.. رغم أنه لم يفز بكأس العالم!

    أنت لست ميسي! عبارة تصلح لتوبيخ الصبي الأحمق الذي يحتفظ بالكرة.. أكثر من آريين روبن! لكن هذه العبارة لم تعد تستخدم في الشوارع فقط حيث يقام كأس العالم.. للكرة العشوائية! بل تسللت إلى داخل الأندية، وأصبح المدربون واللاعبون يستخدمونها، لأن صبي الماضي الذي كبر، وأنجب ذرية مارادونية، يبدو أنه كان يدعى “عرفة”! ويبدو أن أحد أفراد سلالته الموهوبة يدعى “حاتم”! لكن حاتم بن عرفة لا يلعب في الشارع، رغم أنه مناسب لسلوكه وأسلوب لعبه! لذلك كان لا بد من استخدام عبارة “أنت لست ميسي” داخل الأندية المحترمة! يتبقى أن تنتهي مباريات باريس سان جيرمان.. بانفجار الكرة!

    أوناي إيمري مدرب النادي الباريسي ضاق ذرعًا بمراوغات حاتم بن عرفة، يبدو أنه تذكر الصبي الذي كان يزعجه بمرواغاته في الطفولة! فصرخ في وجه حاتم: “أنت لست ميسي، ولا يمكن أن تفوز بمباراة بمفردك”! ثم استمر في استبعاده من المباريات، ومن حسن حظ المدرب أن بن عرفة.. ليس صاحب الكرة!

    14518645_10208781012354369_1722533692_n

    نادي كريستال بالاس شهد استخدام عبارة مشابهة، لكن على لسان أحد اللاعبين وليس المدربين، في المرة القادمة سيستخدم هذه العبارة طبيب الفريق، ثم حامل الكرات! عندما تعاقد النادي الإنجليزي مع المهاجم كريستيان بنتيكي، علق لاعب الفريق داميان ديلاني قائلاً: “لم نتعاقد مع ميسي، بنتيكي لاعب جيد، لكنه ليس اللاعب الذي سيأخذ الكرة، ويقوم بكل شيء بمفرده”، لا يوجد سبب لذكر اسم ميسي في هذه المناسبة، لأن بنتيكي ليس أحد أفراد عائلة عرفة! كما أنه لا يبالغ في المراوغة، لأنه لا يحاول أن يراوغ من الأساس!

    بول سكولز أيضًا كان أحد قائلي هذه العبارة الخالدة، بسبب بول بوجبا، يبدو أن لاعب اليونايتد يرى أن عبارة ” أنت لست ميسي” أصبحت مبتذلة، ويريد تغييرها إلى “أنت لست بوجبا”! لذلك يحاول المراوغة أكثر من ميسي ومارادونا معًا! شعر سكولز بالغضب، ربما بسبب تشابه اسمه الأول مع اللاعب الفرنسي! لاعب اليونايتد المعتزل قال: “اليونايتد لم يتعاقد مع ميسي حتى يحاول طوال الوقت مراوغة 5 لاعبين، ثم تسديد الكرة في الزاوية العليا”! كلام منطقي، لماذا يراوغ بوجبا 5 لاعبين.. ويترك السادس؟!

    إذا تأملنا ما قاله إيمري وديلاني وسكولز، سنجدهم متفقين على أن ميسي يفعل كل شيء بمفرده، ويفوز بالمباريات بمفرده، وهذا حقيقي، بدليل فوزه بكل البطولات.. مع منتخب الأرجنتين!

    لقراءة الحلقات الأخرى من “هلوسة كروية” .. اضغط هنا