هناك نية لإنتاج فيلمين يتناول حياة ومسيرة النجم الإيطالي الأسطوري باولو روسي، الذي دخل تاريخ بطولات كأس العالم عام1982، عندما قاد منتخب بلاده إلى اللقب، بعد أن كان مجرد سجينا يقضى عقوبة بسبب إدانته في قضية تلاعب بالنتائج.
جاء الإعلان عن الفيلم على هامش مشاركة فنانين إيطاليين في مهرجان “كان” السينمائي، وسيكون الفيلم الأول وثائقيا، والثاني روائيا، وذلك بالتنسيق مع باولو روسي نفسه، الذي تواجد في فعاليات المهرجان الفني.
يبلغ روسي حاليا من العمر 61 عاما، وهو علق على الفيلمين قائلا: الهدف منهما توصيل رسالة للجماهير، ثقوا في قدراتكم، واحترام الآخرين، وفي يوم من الأيام، سيكون حلمك حقيقة.
قصة باولو روسي
تم إيقاف باولو روسي عن اللعب لمدة 3 أعوام (1980) بسبب تورطه في فضائح المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات، وفي ظل أهدافه الغزيرة ونجوميته حينها وحالة الحسد اتجاهه فإن قرار كهذا كان بمثابة الإعدام لحياته الكروية حسب التوقعات، لكن العظماء لا يستسلمون بسهولة.
عاد بعد الإيقاف ليشارك في ثلاث مباريات فقط، سجل خلالها هدفاً واحداً، لكن عودته الحقيقية كانت عندما استدعاه مدرب المنتخب الإيطالي آنذاك إينزو بيرزوت لتشكيلة المنتخب في مونديال 1982 الذي أقيم في الملاعب الإسبانية.
عندها فوجئ الجميع وقالوا: من أين خرج روسي؟ وهل يستطيع الركض مثل السابق؟
التزم الأسطورة الإيطالي باولو روسي الصمت وشارك مع إيطاليا بهدوء، ولم يهز الشباك أبدا في دور المجموعات، إلا أن المدرب بيرزوت مازال يثق باختياره ويتحلى بالصبر.
انتهى دور المجموعات، وتأهلت إيطاليا بخجل، عندما سجلت ثلاثة تعادلات دون أي انتصار، لتبدأ منافسات الدور الثاني، ويقع المنتخب الإيطالي مع الأرجنتين والبرازيل المرشحتين لنيل اللقب بفضل التشكيلة النارية التي تمثلهما، إلا أن إيطاليا فازت على الأرجنتين التي تحولت للحلقة الأضعف في المجموعة بعد تلقيها خسارة أخرى من البرازيل.
ولتأتي لحظة الحسم، إيطاليا في مواجهة البرازيل لحسم أمر التأهل، باولو روسي يظهر ويفاجئ العالم بتسجيله هاتريك في مرمى البرازيل، ليقضي على أحلام زيكو وسقراط ورفاقهم.
لم يكتف باولو روسي بإبعاد البرازيل، بل سجل هدفين في الدور نصف النهائي في مرمى بولندا، ليصل بمنتخب بلاده للنهائي ضد ألمانيا، ويساهم في تحقيق لقب كأس العالم ، بتسجيله هدفاً من ثلاثة، لينال جائزة أفضل لاعب وهداف في البطولة، وأفضل لاعب في العالم، وهي جوائز لم يحظ بجمعها في بطولات المونديال إلا لاعبان، كان روسي ثالثهما.
حاز الأسطورة الإيطالية على العديد من البطولات مع يوفنتوس، حيث حقق الدوري مرتين والكأس الإيطالية مرة ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبية، وكأس الاتحاد الأوروبي.
اعتزل باولو روسي اللعب عام 1987، وودع المستطيل الأخضر بعد مسيرة استمرت اثني عشر عاماً حافلة بإنجازات لم يتمكن أحد من جيله أن يحققها.
