نستطيع أن نتفق على أن صفقة نيمار كانت سبباً رئيسياً في تغيير فكر أندية كرة القدم في سوق الانتقالات الصيفي الماضي والذي انتهى في إنجلترا منتصف ليل يوم الخميس وتلاه بيوم سوق إسبانيا.
الفعل: بدابة جنون سوق الانتقالات
كسر باريس سان جيرمان لكل الأرقام القياسية بالتوقيع مع نيمار مقابل 222 مليون يورو، وهو قيمة تفعيل الشرط الجزائي الخاص باللاعب من برشلونة، وهو الذي غير كل شيء في مفهوم السوق، خاصة بعد أن كانت قيمة بوجبا في الصيف الماضي مثار جدل كبير، وقيمة نيمار أكثر من ضعف قيمة انتقال بوجبا.
رد الفعل: تغير فكر الأندية
كان لابد لبرشلونة أن يهدئ جمهوره بعد رحيل نيمار، وكانت الأهداف واضحة ديمبلي وكوتينيو، ولكن تعلمت الأندية من خطأ البلوجرانا ألا تتخلى عن أي من لاعبيها هذا الصيف إلا في وجود عرض مادي سخيف يصعب رفضه، وإليكم أبرز الأندية المستفيدة من خطأ برشلونة:
أولاً: بوروسيا دورتموند
تخلى الفريق الألماني عن عثمان ديمبلي مقابل 160 مليون يورو، لاعب لم يحصل على بطولة كبير ولم يظهر إلا في موسم واحد جيد مع فريق كبير ثمنه 160 مليون يورو، الشيء المثير للضحك هو أن اللاعب بيع للنادي الذي اقترف الخطأ في بداية الأمر وهو برشلونة.
ثانياً: ليفربول
أبقى ليفربول على نجمه فيليب كوتينيو ولم يتخل عنه بالرغم من ضغط اللاعب بالإضافة لضغط برشلونة الاعلامي الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الصفقة قد حسمت، ولكن الدرس الذي استفاد منه ليفربول وكرره عدة أندية خلال سوق الصيف هو ألا تتخلى عن نجم الفريق إلا بشروطك (وهو عكس ما حدث معهم بالماضي في حالة لويس سواريز).
ثالثاً: آرسنال
رفض الفريق اللندني التخلي عن أليكسيس سانشيز في اليوم الأخير من سوق الانتقالات بالرغم من وصول عرض أخير من مانشستر سيتي قيمته 70 مليون باوند وفقاً للتقارير وهو مبلغ ضخم للاعب سينتهي عقده في الصيف المقبل، ولكن يواجه الفريق اللندني خطورة رحيله مجاناً أو امكانية توقيعه لعقد مبدئي في يناير المقبل، وفي النهاية هي رسالة أرسلها الجانرز للعالم بأنهم لن يتخلوا عن نجومهم الكبار مهما بلغت الظروف من صعوبة.
رابعاً: تشيلسي
رفض تشيلسي العرض المقدم من أتلتيكو مدريد للظفر بدييجو كوستا، وهو الذي وصل لحوالي 50 مليون باوند مستغلين العلاقة السيئة بينه وبين كونتي في الفترة الحالية، ولكن عرى طريقة آرسنال مهما بلغت صعوبة الموقف لن يتخلى الفريق عن نجمه بمقابل لا يليق بقيمته فعلاً.
وهذا صعيد الأندية الكبيرة،ولكن كثير من فرق الوسط سارت بنفس الاتجاه، فإذا كان الفعل هو ضغط الادارات واللاعبين للرحيل في زمن قلت في أداب الاحتراف، فرد الفعل سيكون صارماً من الآن فصاعداً .. ومن يدري ربما يتسبب رد الفعل هذا في الحد من جنون الانفاق في سوق الانتقالات في الأعوام المقبلة.
لمتابعة الكاتب على فيسبوك:
