من قائد منتخب البرازيل وقلبه النابض .. كوتينيو أم نيمار ؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – كان من المفترض أن يكون نيمار دا سيلفا، نجم منتخب البرازيل الأول في نهائيات كأس العالم 2018، لكن بعد ثلاث مباريات في روسيا، نال زميله فيليب كوتينيو كل الإشادة، إذ لم يظهر أغلى لاعب في العالم بمستواه المعهود منذ تعافيه من الإصابة، وبالتالي انتقلت أحلام الجماهير صوب نجم برشلونة على أمل قيادة السامبا للتتويج باللقب السادس في المونديال العالمي.

    التنافس بين نيمار وكوتينيو أيضاً كان على مستوى الأندية حيث انتقل الأول من برشلونة إلى سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت قيمتها 222 مليون يورو في المقابل استثمر النادي الكتالوني هذه الأموال ليضم الثاني من ليفربول مقابل 160 مليون يورو.

    ونستعرض معكم في موقع سبورت 360 عربية، قراءة سريعة للمستويات التي قدمها الثنائي المذكور خلال دور المجموعات، وذلك من أجل وضع استنتاج أخير نجيب فيه عن السؤال الشائك: من قائد منتخب البرازيل وقلبه النابض .. كوتينيو أم نيمار ؟!.

    نيمار:

    قدّم نيمار دا سيلفا مستويات لا بأس بها في دور المجموعات، حيث أشعل الجهة اليُسرى بانطلاقاته المميزة وقدرته الخارقة على التخلص من خصومه بفضل مهاراته الفردية الكبيرة، لكن عيب البرازيلي مازال موجوداً، وأعني بذلك قدرته على الحسم داخل منطقة الجزاء، إذ تشعر وأن نجم السيليساو يراوغ من أجل متعة المراوغة فقط، وهو ما يجعله ينسى أحياناً ضرورة خدمة الفريق من أجل بلوغ المنى والمراد وتسجيل الأهداف.

    في رأيي الشخصي، أعتقد أن نيمار دا سيلفا ليس مستعداً لهذه البطولة من الناحية الذهنية، إذ بدا تركيزه منعدماً في تعامله مع الكرات التي حصل عليها خارج وداخل منطقة الجزاء، بإضاعة الفرص السهلة وبخله في التمرير لزملائه بالإضافة لسقوطه المتكرر في مربع العمليات من أجل الحصول على ركلات الجزاء.. وهي أمور تُعيدنا لمساءلة أسلوب اللاعب الذي يُبالغ في الاحتفاظ بالكرة ويتأخر كثيراً في اتخاذ القرارات الصائبة.

    لن أنتقص من العمل الذي قام به نيمار خلال المباريات الثلاث الماضية، فقد كان أكثر اللاعبين تحركاً في خط هجوم منتخب بلاده، لكن ماذا بعد؟ ما الفائدة من التوغل ومراوغة اللاعب الأول ثم الثاني، ثم فقدان الكرة بسبب الرغبة في مواصلة الاستعراض؟ وما الفائدة أيضاً من القيام بكل ذلك إن كنت ستضيع فرصاً بالرعونة التي أضاع بها البرازيلي الفرص المتاحة له طيلة البطولة إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

    وحتى لا يكون كلامي مجرد ثرثرة وهراء، دعونا نتحدث بلغة الأرقام التي لا تكذب أبداً: نيمار هو أكثر لاعب فقد الكرة في المونديال الروسي بواقع 84 مرة، أكثر بـ22 مرة من أقرب لاعب له.. دليل آخر؟ أمام صربيا قام نيمار بـ14 مراوغة، منها 9 مراوغات ناجحة بنسبة 64٪، لكنه في المقابل خسر 5 مراوغات في مناطق حساسة جعلت منتخب بلاده عرضة للهجمات المرتدة.. ماذا يعني هذا؟ يعني ببساطة أن عدداً لا بأس به من هجمات المنتخب البرازيلي تتحطم على أقدام نيمار وهذا نتيجة رعونته أنانيته وتمثيله المبالغ به.

    كوتينيو:

    على عكس نيمار، ظهر فيليب كوتينيو في دور المجموعات انتهازياً، وما إن تصل الكرة بين أقدامه حتى يُفكر في أقرب حل ممكن من أجل بلوغ مرمى المنافسين.. تحركاته، تمريراته أو تسديداته امتلكت كل الانتهازية التي افتقد لها نيمار دا سيلفا، وهو الأمر الذي مكّنه من تسجيل هدفين وصناعة هدف آخر خلال 3 مباريات.

    كوتينيو لاعب متعدد الاستعمالات، ميزته الكبرى سرعته وقدرته على الاختراق بالإضافة إلى الذكاء في التعامل مع الكرة في الوضعيات الحرجة، فهو قادر على ضرب دفاع بأكمله بفضل تمريرة بينية، كما أنه قادر على تحدي خصمه بمراوغة مخادعة.. يُجيد اللعب على الرواقين معاً ووراء المهاجم، إلا أنه يُفضل الرواق الأيمن حيث يُقدم مستويات ممتازة.

    كوتينيو يملك من الدهاء ما يكفي لبعثرة أي لاعب من الجهة اليسرى، تماماً مثل نيمار، ولديه أيضاً ميزة “دقة” التمرير في الثلث الأخير من الملعب، ويُسدد ببراعة من خارج منطقة الجزاء، ولا يرتبك أمام المرمى، والأفضل من ذلك أنه لاعب متنوع الحلول، ويستطيع ضرب التكتلات الدفاعية، بمهارته الفردية، ليحصل على كرات ثابتة من خارج المنطقة، التي تطور في تنفيذها منذ الموسم الماضي، وباختصار شديد، فإن كوتينيو في قمة نضجه الكروي في الوقت الراهن ولا يتقاعس عن خدمة الفريق ناهيك عن أنه لا يبحث عن الاستعراض مثل نيمار.

    الخلاصة:

    بناءً على ما قدمه كوتينيو ونيمار في دور المجموعات رفقة السيليساو، يُمكن القول إن ثاني أغلى لاعب في العالم هو قلب البرازيل النابض في المونديال الروسي، بسبب حلوله الإبداعية والتمريرات التي تضرب خطوط الخصم بسهولة، ناهيك عن تقديمه إضافة هجومية مميزة، وتسديدات هائلة، ومراوغات تخدم مصالح الفريق اللاتيني، إذ تسمح لزملائه بالانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية بكل سهولة وليونة.